الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم التسمية بـ عبد الرسول وعبد النبي .. مفتي الجمهورية يصحح الخطأ الشائع

مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية

بين الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، حكم التسمية بـ عبدالرسول وعبدالنبي، حيث يتواكب ذلك مع الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف والفرح به.

حكم التسمية بـ عبد الرسول وعبد النبي

وقال مفتي الجمهورية، إن أصحاب الفكر الوافد ضيَّقوا على الناس حتى في بعض الأسماء الطيبة والمباحة، كقولهم بعدم جواز التسمية بعبد الرسول وعبد النبي، والأفضل إضافة رب بينهما، والحقيقة أنه يجوز ذلك لما دلَّ عليه الكتاب والسنَّة، وجرى عليه العمل سلفًا وخلفًا، بل هناك فتاوى رسمية كثيرة لنا صادرة من الدار قديمًا وحديثًا، واسم عبد الرسول أو عبد النبي يعني الطاعة والموالاة للرسول صلى الله عليه وسلم، وليس المقصد منه التعبُّد له، ولا يعني الشرك بالله عزَّ وجلَّ كما يدَّعي أصحاب الفكر الوافد.

جاء ذلك خلال لقائه الأسبوعي في برنامج نظرة مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية صدى البلد، بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف مضيفًا أن الاحتفال بذكرى ميلاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يمدنا بمزيد منَ الأملِ والنور والبِشرِ لِتَشُدَّ على أيدِينَا وسواعِدِنَا كي تَتَوحَّدَ كلمَتُنا وتَنطلقَ مساعِينَا نحوَ البناء والعمران؛ رغبةً في استعادةِ الرُّوحِ المُحبَّةِ للحياةِ والمقبلةِ عليها.
ولفت فضيلة المفتي النظر إلى أن بعض العلماء كتب سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، منهم القاضي عياض المالكي -رحمه الله- حيث أثبت أجمل الصفات للنبي صلى الله عليه وسلم، وقال إنه بلغ الكمال في كلِّ صفة بشرية، وضرب لذلك أمثلة كثيرة، فقد كان النبيُّ في مرحلة الشباب نموذجًا وقدوة، وكانوا في قريش عندما يختلفون في شيء يحتكمون إليه، مثلما حدث عندما اختلفوا فيمن يضع الحجر الأسود في الكعبة بعد تجديدها، وكادوا يقتتلون، فقالوا نحكِّم أول مَن يدخل علينا، فكان النبي صلى الله عليه وسلم هو أول الداخلين، فاستبشروا وقالوا: هذا الأمين! رضينا، هذا محمد. وما إن انتهى إليهم حتى أخبروه الخبر، فقال: "هلمَّ إليَّ ثوبًا!" فأتَوه به فوضع الحجر في وسطه ثم قال: "لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعًا" ففعلوا، فلما بلغوا به موضعه أخذه بيده الشريفة ووضعه في مكانه. وفي هذا معنى كبير لوأد الفتنة وتحقيق الاستقرار المجتمعي بعدما نال الجميع شرف المشاركة، بل كان ترسيخًا للحكمة والاحتواء ولمِّ الشمل.
وطالب مفتي الجمهورية بضرورة تعليم الأطفال سيرة النبي الكريم بصورة مبسطة في برامجهم الترفيهية واهتماماتهم كبرامج الكرتون وغيره ليتأسَّوا بأخلاقه وشمائله منذ الصغر.

وردًّا على سؤال يقول: "هل هناك أحد تسمَّى باسم "محمد" قبل الرسول صلى الله عليه وسلم، وهل كان الاسم شائعًا في قريش؟" قال مفتي الجمهورية: اختلف العلماء في تعداد من تسمَّى من أبناء الجاهلية بهذا الاسم، فذهب بعض العلماء إلى أنَّ هناك أربعة تسمَّوا بمحمد، وهو اسم مبارك والتسمي به أو بغيره من أسمائه هو أمر طيب بلا شك.
وفي سياق متصل قال : 
وشدد المفتي على أن فضل الصلاة على النبي الكريم كبير؛ إذ تُفتح به الأبواب المغلقة وتنال به الدرجات ويطمئن بها الإنسان في حالَي السعة أو الضرورة، بل هي مفرجة لكل ضائقة أو كرب، وبها تنحلُّ العقد وتُنال بها الرغائب وتُقضى بها الحوائج.
وعن تحديد صيغة معينة للصلاة على النبي، قال : الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم جائزة بكل صيغة واردة أو مستحدَثة ما دامت لائقة بمقامه الشريف وكماله المنيف صلى الله عليه وسلم.
وعن حكم التوسُّل بالنبيِّ صلَّى الله عليه وسلم وآل بيته قال مفتي الجمهورية: إنَّ علماء الأمة من المذاهب الأربعة وغيرها قد أجمعوا على جواز بل استحباب التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته وبعد انتقاله صلى الله عليه وآله وسلم للرفيق الأعلى، كما أن التوسل إلى الله بأهل الفضل والعلم هو في التحقيق توسل بأعمالهم الصالحة ومزاياهم الفاضلة؛ إذ لا يكون الفاضل فاضلًا إلا بأعماله؛ فالمتوسِّل بالعالِم مثلًا لم يعبده، بل عَلِم أنه له مزيةً عند الله بحمله العلم، فتوسل به لذلك.
واختتم مفتي الجمهورية حواره بتصحيح المفاهيم المغلوطة عن البدعة قائلًا: إن العلماء قالوا إن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ» معناه أن يكون قد أتى بشيء ليس مما أمر به رسول الله، أو يتعارض مع شيء أمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهناك أمور محدثة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكنها موافقة للشرع ولأوامر النبي، وهي أمور مقبولة؛ لقول النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: "مَن سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنة فله أجرها وأجر مَن عمل بها إلى يوم القيامة".