الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لا شيء أطيب من ريح رسول الله .. ما لا تعرفه عن عرقه وبدنه الشريف

أطيب من ريح رسول
أطيب من ريح رسول الله

أطيب من ريح رسول الله.. يتجدد مع الذكرى النبوية العطرة بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم البحث عن شمائله وما ورد في شأن أنه ما من شيء أطيب من ريح رسول الله.

أطيب من ريح رسول الله

روى الإمام مسلم في صحيحه، في: بَابُ طِيبِ رَائِحَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِينِ مَسِّهِ، وَالتَّبَرُّكِ بِمَسْحِهِ. عن أَنَسٌ بن مالك قال: مَا شَمَمْتُ عَنْبَرًا قَطُّ، وَلَا مِسْكًا، وَلَا شَيْئًا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلَا مَسِسْتُ شَيْئًا قَطُّ: دِيبَاجًا، وَلَا حَرِيرًا أَلْيَنَ مَسًّا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وفي بيان عرقه صلى الله عليه وسلم يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، كان عرقه -صلى الله عليه وآله وسلم- على وجهه كاللؤلؤ الرطب‏,‏ وكان ريح عرقه المسك‏,‏ وكان ذلك من خصائصه‏,‏ وكان أصحابه يلتمسون عرقه ويجمعونه للتطيب به لجمال رائحته‏,‏ وقد ثبت كل ذلك بالسنة الصحيحة‏,‏ فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال‏:‏ كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كأن عرقه اللؤلؤ‏ (‏صحيح مسلم‏),‏ وعنه -رضي الله عنه- قال‏:‏ ولا شممت مسكا قط ولا عطرا كان أطيب من عرق النبي -صلى الله عليه وآله وسلم‏ (‏رواه الترمذي وأصله في الصحيحين‏). 

 وعنه -رضي الله عنه- قال‏:‏ دخل علينا-صلى الله عليه وآله وسلم- فقال عندنا‏ (من القيلولة‏),‏ فعرق‏,‏ وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها‏,‏ فاستيقظ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال‏:‏ يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت‏:‏ هذا عرقك‏,‏ نجعله في طيبنا‏,‏ وهو من أطيب الطيب‏ (البخاري ومسلم واللفظ لمسلم‏),‏ وفي رواية لمسلم‏:‏ فقالت‏:‏ يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا‏,‏ قال‏:‏ أصبت.

وأكمل في وصف بهاء وجمال سيدنا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- ونكون بذلك استكملنا تفاصيل جسده الشريف بما ورد إلينا في السنة الشريفة‏,‏ كمحاولة لتقريب صورته إلى ذهن الأجيال الحاضرة والقادمة من المسلمين‏,‏ والتفاصيل الباقية من أوصافه الشريفة. 
ففي وصف شيبه- صلى الله عليه وآله وسلم‏ قال: لم ينتشر الشيب في شعر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وإنما كان قليل الشيب‏,‏ فلم يكن عنده شيب إلا في سبع عشرة شعرة في مقدمة لحيته‏,‏ وكذلك عنفقته -صلى الله عليه وآله وسلم- كما مر‏,‏ وكان ما حدث له من شيب بسبب تدبر القرآن والخشية من الله‏,‏ فعن ابن عباس-رضي الله عنهما- قال‏:‏ قال أبو بكر- رضي الله عنه-:‏ يا رسول الله قد شبت‏!‏ قال -صلى الله عليه وآله وسلم-‏:‏ شيبتني هود وأخواتها ‏(رواه الترمذي وحسنه والحاكم وصححه‏),‏ وقال أنس بن مالك رضي الله عنه‏:‏ إنه لم ير منه الشيب إلا نحو سبعة عشر‏,‏ أو عشرين شعرة في مقدم لحيته‏ (‏أخرجه ابن ماجه في سننه وأحمد في مسنده‏)..‏ وكان البياض في العنفقة قليلا‏,‏ وفي الرأس نبذ يسير لا يكاد يرى.‏
وفي اعتدال خـلقه -صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ كان- صلى الله عليه وآله وسلم- معتدل الخلقة متماسكا‏,‏ ليس بمسترخي اللحم ولا كثيره‏,‏ وكان جسمه حسنا أبيض‏,‏ وثبت ذلك الوصف في سنته الشريفة‏,‏ فروي‏:‏ كان رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- أبيض مليحا مقصدا‏ (صحيح مسلم‏),‏ أي ليس بجسيم ولا نحيف ولا قصير ولا طويل‏.‏
وحول قوامه -صلى الله عليه وآله وسلم‏:
كان -صلى الله عليه وآله وسلم- متناسق القوام ربعة‏,‏ لا عيب في صورته ولا في جسده‏,‏ تألفه العين‏, وتنبهر بجماله إذا اقترب‏,‏ وثبت ذلك في سنته الشريفة‏,‏ حيث روي‏:‏ كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- رجلا مربوعا ‏(مربوعا‏:‏ وسطا بين الطول والقصر ولكنه إلى الطول أقرب‏). (‏البخاري ومسلم‏).‏
أما عن إبطه- صلى الله عليه وآله وسلم‏: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أبيض الإبطين‏,‏ وقد ذكر ذلك أنس-رضي الله عنه- وغيره من الصحابة‏,‏ فعن عبد الله بن مالك ابن بحينة -رضي الله عنه- قال‏:‏ كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا سجد فرج بين يديه حتى نرى بياض إبطيه‏ (البخاري ومسلم‏).‏
وفي مشيه- صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏كان لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مشية مميزة‏,‏ فكانت الأرض تتواضع وتخضع تحت قدمه‏,‏ فكان يـرى -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو يمشي في الطريق المستوي وكأنه منحدر‏,‏ وكان ذلك إجلالا من تلك الأرض التي شرفت بسير رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عليها‏,‏ كما أنه كان يسير في همة وقوة -صلى الله عليه وآله وسلم- وكان يمشي مسرعا‏,‏ وكان أصحابه يمشون بين يديه ويتركون ظهره للملائكة‏,‏ وكان -صلى الله عليه وآله وسلم- لا يلتفت في مشيه‏.‏
فعن أنس-رضي الله عنه- قال‏:‏ كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا مشى تكفأ‏,‏ أي كأنما ينزل من موضع منحدر ‏(البخاري ومسلم‏),‏ وروي كذلك‏:‏ كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا مشي تقلع ‏(رفع الرجل من الأرض بهمة وقوة‏,‏ لا مع التراخي وتقارب الخطا‏) (رواه الترمذي في سننه وفي الشمائل‏)‏ وكان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا مشي مشي أصحابه أمامه وتركوا ظهره للملائكة ‏(أخرجه ابن ماجه في سننه وأحمد في مسنده‏),‏ وكان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا مشي لم يلتفت ‏(رواه الحاكم في المستدرك‏),‏ وكان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-إذا مشي أسرع ‏(رواه الحاكم في المستدرك‏).‏
‏كما كان خاتم النبوة عند رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يشبه الغدة الحمراء‏,‏ وحجمه مثل بيضة الحمامة‏,‏ وكان موقعه بين كتفيه -صلى الله عليه وآله وسلم- في أعلى الظهر‏,‏ وكان أميل للكتف الأيسر‏,‏ وقد ذكره غير واحد من أصحابه -رضي الله عنهم- بذلك الوصف‏, ‏فعن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال‏:‏ رأيت الخاتم بين كتفي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- غدة حمراء مثل بيضة الحمامة ‏(رواه الترمذي في سننه‏)‏ قال القرطبي -رضي الله عنه-:‏ اتفقت الأحاديث الثابتة على أن خاتم النبوة كان شيئا بارزا عند كتفه الأيسر ‏(فتح الباري‏,‏ للحافظ ابن حجر العسقلاني‏).‏ فكان -صلى الله عليه وآله وسلم- كما قال الإمام البوصيري:
فهـــو الذي تــــم معنــــاه وصورتــه * ثـم اصطفـــاه حبيبــــا بــارئ النســـم

منــزه عـــن شريــــكٍ في محاسنــه * فجــوهــر الحســن فيـه غيـر منقسـم

وانسب إلى ذاته ما شئت من شرفٍ * وانســب إلى قـدره ما شئـت من عظم

فـإن فضــل رســـول الله ليــس لـــه * حــــد فيعـــــرب عـــــن ناطــــقٌ بفـــم