الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما هي السبع الموبقات ؟.. ولماذا حذرنا النبي من الوقوع فيها ؟

صدى البلد

السبع الموبقات .. كثير من الناس عندما يسمعون كلمة السبع الموبقات لا يعرفونها ولا يعرفوا الفرق بينها وبين الكبائر، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من الوقوع فى السبع الموبقات، ويسأل بعض الناس: كيف نعرف الكبائر من الصغائر، إلا أن معرفة الكبيرة من الصغيرة؛ متوقفٌ على ترتيب العقوبة عليها، فلو أن الله تكلم على أن هذا الذنب، يستوجب الخلود في النار: كان كبيرة، فما يستوجب النار: يكون كبيرة، من ذلك: الزنا، ومن ذلك: الربا، ومن ذلك: السحر، ومن ذلك: القتل، ومن ذلك: شهادة الزور، جرائم كبار.
 

إياكم والسبع الموبقات

 قال النبي: «إياكم والسبع الموبقات». قالوا: وما السبع الموبقات، يا رسول الله؟ -و(الموبقات) أي: المهلكات، التي تحبط الأعمال، حتى الأعمال الصالحة، تحبطها هذه الموبقات، قال: «الشرك بالله، وعقوق الوالدين، وشرب الخمر، وقتل النفس التي حرم الله إِلَّا بالحق، والزنا، والسحر، وشهادة الزور، إذن، هذه سبعٌ موبقات، يعني مهلكات.

والكبائر: وارد فيها أيضًا: اللعن إذن، الكبيرة نعرفها، عندما نرى الله قد حذر منها، وأنه قد رتب عليها: النار.

والكبيرة أيضًا: عندما يرتب الله عليها: غضب الله سبحانه وتعالى.

السبع الموبقات 

1.الشرك بالله

 أعظم الموبقات التي تُهلك العبد هي إشراك أيِّ شيءٍ مع الله تعالى في العبادة، سواء كان كائناً حيّاً أم جماداً؛ فالعِبادة لله تعالى وحده دون وجود إلهٍ آخر معه، وإذا مات العبد وهو مشركٌ في العبادة فإنّه يَموت على الكفر، وسيدخل نار جهنّم خالداً فيها. 

2. السحر

 نوعٌ من أنواع الشّرك بالله تعالى؛ فالسّاحر يستعين بالجن وما شابه ذلك لتنفيذ طلباته، ولا يُقدّم هذا الجن أيَّ شيءٍ إلّا مقابل التّعظيم والطّاعة، وعندما يذهب أيُّ شخصٍ إلى ساحرٍ ما، فإنه بذلك يؤمن بقدرة السّاحر على تسيير أموره، وهذا نوعٌ من أنواع الشرك بالله تعالى، كما أنّ السِّحر يؤدّي إلى إيقاع الضّرر بالنّاس وهذا فيه مضرّةٌ كبيرةُ للمجتمع.

3.  قتل النفس

لقد حرّم الإسلام دم المسلم على أخيه المسلم بمجرّد أن يدخل الإسلام؛ فقد أباح الإسلام قتل الشخص في عّدة حالاتٍ منها: المشرك المحارب، والمرتدُّ المبدّل لدينه، والزّنا بعد الإحصان. 

4. الرِّبا

 الرّبا في اللغة هو الزّيادة، وفي الإسلام هو الزّيادة في أشياءَ مخصوصةٍ، فهو محرّمٌ، وآكل الربّا محارَبٌ من الله تعالى ورسوله. 

5. أكل مال اليتيم

 اليتيمُ هو الشخص الذي فقد والده قبل البلوغ، ويُعَدُّ هذا اليتيمُ أمانةً عند الأقارب والمجتمع الإسلامي عامّةً، وعليهم رعايته وصون ماله إلى حين البلوغ؛ بحيث يكون قادراً على رعاية نفسه والتصرّف بماله، واعتبر الإسلام من يأكل مال اليتيم الذي لا حول له ولا قوةً من الموبقات؛ فاليتيم في حكم العاجز الذي لا يستطيع المطالبةَ بحقِّه.

6. التّولّي يوم الزّحف

 هو الهرب من الكافر في يوم المعركة وقت التحامِ الصّفوف، غير مُتَحَرِّفٍ لقتال، فقد باء بغضبٍ من الله تعالى. 

7. قذف المُحصَنات

 هو اتّهامُ المؤمنات العفيفات الطّاهرات بالزّنا، وهُنَّ غافلاتٌ عمّا رمُين َبه، فمن يتّهم محصنةً عليه أن يحضر الشهود، وإلا فإنّه سيُخلًّد في نار جهنّم.

 

عبادات يمحو الله بها الذنوب والمعاصي
 

جعل الله تعالى البشر خطائين؛ فلا بد لكل إنسان من الوقوع في الأخطاء والذنوب والمعاصي، وذلك لحكمة بالغة منه- عز وجل-، كما أن وقوع المسلم في الأخطاء، وقيامه بالأخذ بالأسباب في تكفيرها، فيه إبراز لتحقيق جوانب العبودية لله- عز وجل-، وقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُم»،[رواه مسلم].


وقدَّر الله- سبحانه وتعالى- لعباده أن يقعوا لا محالة في الذنوب والمعاصي، وذلك حتى يتخذوا في محو هذه الذنوب والمعاصي العديد من الأسباب لمغفرتها؛ حتى يزداد العبد بواسطة هذه الأسباب بالصلةً بالله عز وجل وتقربًا منه.

 

وأشار العلماء إلى أن المكفرات التي يستطيع المسلم أن يُكَفِّر ذنوبه بواسطتها، قد ورد ذكرها في العديد من النصوص الشرعية، في الكتاب والسنة، على النحو الآتي:


1-المداومة على الاستغفار، فهو من أهم مكفرات الذنوب، وذلك لحديث سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا ، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا ، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ»


2-التوبة النصوح الصادقة، والتي تتم بترك الذنب تركًا مطلقًا، والرجوع عنه، والاستغفار منه، والندم على فعله، والعزم على عدم المعاودة إليه، والإكثار من الأعمال الصالحة، وذلك لقول الله تعالى: «إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا* وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ».

3-الإكثار من ذكر الله، بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، وخاصة بعد أداء صلاة الفرائض، وذلك لحديث عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: « مَنْ سَبَّحَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًَا وَثَلاثِينَ، وَحَمَدَ اللهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَكَبَّرَ اللهَ ثَلاثًَا وَثَلاثِينَ فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ثُمَّ قَالَ: تَمَامَ المائَةِ لا إِله إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وُلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ لَهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ».


4-إسباغ الوضوء، وإسباغ الوضوء: هو إحسان الوضوء وإتمامه وتعميم الماء على كل أعضاء الوضوء، على النحو الذي كان يتوضأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم، كثرة الخُطَا إلى المساجد، انتظار الصلاة بعد الصلاة كل تلك الأفعال تعتبر من مكفرات الذنوب، وذلك لما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ؛ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ».


5-أداء فريضة الحج، حيث أن الحاج يرجع كيوم ولدته أمه، إذا أتم الحج والتزم بشروطه، فقد قال سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».


6-صيام يوم عرفة، حيث ورد فيما صح عن رسول الله أن صيامه يكفر سنة ماضية وسنة باقية فى حديث عَنْ أَبِي قَتَادَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ».


7-أداء الصلوات الخمس وصلاة الجمعة، لما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ».


8- اتباع السيئة بالحسنة، فالحسنات يذهبن السيئات فالأعمال الصالحة كلها مكفرات للذنوب، لقوله تعالى: « وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ».