الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل الرجل يتزوج من 50 امرأة في آخر الزمان؟ علي جمعة يجيب

زواج خمسين امرأة
زواج خمسين امرأة من رجل واحد

هل من علامات الساعة زواج خمسين امرأة من رجل واحد ؟ ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، ويشرب الخمر، ويذهب الرجال وتبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد".

 

ويفهم بعض الناس الحديث خطأ بأنه في آخر الزمان يتزوج الرجل من خمسين امرأة، ولكن معنى الحديث هو أن يقل عدد الرجال مقارنة بعدد النساء فيكون عدد النساء خمسين ضعف عدد الرجال.

 

حقيقة زواج كل رجل من خمسين امرأة ؟

 

فند الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق عضو هيئة كبار العلماء، إحدى الشبهات حول فهم الحديث السابق.

 

وعرض «جمعة» خلال لقائه في أحد دروسه للعلم والفتوى، ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويكثر الجهل ويكثر الزنا ويكثر شرب الخمر ويقل الرجال وتكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد».

وأوضح أن الحديث يدل بالفعل على قلة عدد الرجال عن النساء في آخر الزمان، لافتًا إلى أن «القَيِم» المذكور في الحديث يعني أنه سيكون قائمًا بشؤونهن وحاجاتهن رجل واحد بسبب قرابته منهن أو ما شابه، ولا يعني أنه سيتزوج بهن، فقد يكون أخا لهن أو عما أو حالا لهن.
 


 حكم تعدد الزوجات

الرجل في شريعة الإسلام له أن يتزوج واحدة أو اثنتين أو ثلاثًا أو أربعًا، بأن يكون له في وقت واحد هذا العدد من الزوجات، ولا يجوز له الزيادة على الأربع، وبهذا قال المفسرون والفقهاء، وأجمع عليه المسلمون ولا خلاف فيه، ومما هو جدير بالذكر أن إباحة تعدد الزواج مقترنة بشروط معينة.

 

شروط تعدد الزوجات

1-من شروط تعدد الزوجات ألّا يتزوّج الرجل بأكثر من أربع نساءٍ في وقتٍ واحدٍ. 

 

2-ومن شروط تعدد الزوجات أن يكون الزوج قادراً على الإنفاق على جميع زوجاته، فلا يجوز في الشريعة الإسلامية للرجل أن يُقدِم على الزواج إلا إذا كانت لديه القدرة المادّيّة التي تمكّنه من الإنفاق على زوجته وإتمام تكاليف الزواج، مع استمرار الزوج بأداء النفقة الواجبة لزوجته طيلة فترة الزواج، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «يا معشَرَ الشَّبابِ، مَنِ استطاع منكم البَاءَةَ فلْيتزوَّجْ».

 

3-ومن شروط تعدد الزوجات أن يكون الزوج قادراً على العدل بين زوجاته؛ ويكون العدل بالتسوية بينهم بالإنفاق والمبيت وحسن المعاشرة؛ فإن لم يستطع الرجل العدل؛ اقتصر على زوجةٍ واحدة، لقول الله -تعالى-: «فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا»، وليس مقصوداً بالعدل التسوية بالعاطفة والمحبّة والميل القلبي؛ فهذه أمور فطرية قلبية لا يستطيع أيّ شخص التحكّم بها؛ والله -تعالى- لا يكلّف عباده بما لا يطيقونه ولا يقدرون عليه. 

 

لكن مع ذلك حذّر الإسلام من الميل الشديد إلى إحدى الزوجات والذي ربّما يصل إلى درجة الإهمال بالزوجة الأخرى فيتركها كالمعلّقة؛ فلا هي زوجة تتمتّع بحقوقها الزوجية، ولا هي مطلّقة؛ قال الله -تعالى-: «وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا».

 

4-من شروط تعدد الزوجات أن يمتلك الزوج القدرة البدنية التي تمكّنه من الجماع وإعفاف زوجاته.

 

5-من شروط تعدد الزوجات أن يكون الزوج قادراً على حماية نفسه من الانشغال والافتتان بالزّوجات عن أمور الدين، مما يجعله مقصّراً بعيداً عن حقوق الله -تعالى-.

 

6-من شروط تعدد الزوجات أن لا تكون الزوجات قريبات جداً: منع الإسلام الرجل من أن يجمع بين المرأة وعمتها، والمرأة وخالتها، وذلك لما قد يسبب ذلك من قطع لصلة الرحم، والعداوة بين الأقارب، واستجابةً لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يُجمعُ بين المرأة وعمَّتها، ولا بين المرأة وخالتها».

 

7-من شروط تعدد الزوجات  أن يكون الزوج قادراً على حماية نفسه من الانشغال والافتتان بالزّوجات عن أمور الدين، مما يجعله مقصّراً بعيداً عن حقوق الله -تعالى-.

 

لماذا يلجأ الرجال إلى تعدد الزوجات 

كشف الدكتور عمرو الورداني، مدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، عن دوافع ومبررات الرجال للجوء إلى التعدد في الزوجات، قائلاً: إن أول هذه المبررات عدم الإنجاب ورغبة الزوج في الإنجاب، فليجأ لامرأة ثانية غير زوجته، أما الدافع الثاني فهو عدم راحة الزوج مع زوجته وعدم رغبته في طلاقها من أجل الحفاظ على الأولاد.

 

وأضاف الدكتور عمرو الورداني، أن الدافع الثالث هو إعجاب الرجل بامرأة ثانية غير زوجته فيلجأ للزواج منها لعدم وقوعه في الحرام، بالرغم من أن زوجته محترمة وغير مقصرة، مشيرًا إلى أن الدافع الرابع هو اللجوء للزواج من امرأة معينة، من أجل الحصول على أموالها، وهناك مبرر خامس لجوء الرجل للزواج لعودة شبابه وهو ما يعرف بأزمة منتصف العمر.

 

وتابع: أن المبرر السادس هو هناك من يتزوج بهدف تقليل نسبة العنوسة فليجأ للتعدد لهذا السبب، والمبرر السابع هناك آخر من يرى أن زوجته وأولاده ليس لهم عنده إلا الإنفاق وتلبية رغباتهم، وكأنه يرى أنه مجرد بنك لضخ الأموال فقط، متابعاً: ن السبب الثامن للتعدد، هو أن الرجال مفطورون على الزواج والتعدد لأن امراة واحدة لا تكفيهم.