EN 
في دير يرجع إلى القرون الوسطى في شبه جزيرة جبل آثوس في شمال شرق اليونان، كشف الباحثون جزءا عما كانت عليه الحياة في المنطقة منذ أكثر من ستمائة عام.
ووفقا لموقع “يورو نيوز” كانت سجلات الإمبراطورية العثمانية من تلك الفترة غير معروفة تقريبًا داخل مكتبة في دير بانتوكراتور.
لكن الباحثين اكتشفوا للمرة الأولى ما يقرب من 25000 وثيقة يُعتقد أنها أقدم السجلات العثمانية المكتشفة على الإطلاق.
أقدم وثيقة عثمانية
تعود بعض الوثائق الموجودة في المجموعة إلى عام 1374 أو 1371.،قبل هذا الاكتشاف ، اعتقد الباحثون أن أقدم الوثائق العثمانية مخزنة في أرشيفات إسطنبول ، والتي تعود إلى عام 1480 أو 1490 فقط.
قال الأب ثيوفيلوس ، راهب في دير بانتوكراتور: "لدينا هنا أقدم الوثائق العثمانية - قبل سقوط القسطنطينية - والتي كانت محفوظة في أديرة جبل أثوس".
وجود هذه الوثائق أمرا منطقيا، إذ حكمت الإمبراطورية العثمانية شمال اليونان منذ أواخر القرن الرابع عشر ، قبل عقود من سيطرتها على العاصمة البيزنطية ، القسطنطينية (اسطنبول الحديثة) ، في عام 1453.
في قمة مجدها، امتدت الإمبراطورية على ساحل شمال إفريقيا ، والكثير من الشرق الأوسط والبلقان. أثناء خسارة الأراضي ، استمرت حتى أوائل القرن العشرين ، وانهارت بعد الحرب العالمية الأولى.
يعد المجتمع الديني على جبل آثوس موطنا لوثائق يعود تاريخها إلى ألف عام، وقد تم بالفعل دراسة الكثير منها على نطاق واسع، لكن حتى الآن ، ظلت النصوص العثمانية على حالها.
جبل آثوس تحت الحكم العثماني
ووفقًا للعالم البيزنطي يانيس نيهوف باناجيوتيديس، سيكون من المستحيل فهم الحياة على جبل آثوس تحت الحكم العثماني بدون هذه الوثائق.
كذلك العديد منها عبارة عن نصوص قانونية، مثل المراسيم وسندات الملكية التي تنظم كيفية تعامل الرهبان الذين يعيشون في المنطقة مع الحكام.
وفقًا للمخطوطات ، حافظت الإمبراطورية العثمانية على الاستقلال الذاتي للمنطقة خلال حكمها المبكر، وقال أناستاسيوس نيكوبولوس، رجل القانون والمتعاون العلمي في جامعة برلين الحرة والذي يبحث في الوثائق: "تُظهر قرارات محكمة الدولة العثمانية أن ديمقراطية الرهبان الصغيرة كانت قادرة على كسب احترام جميع القوى".
عن جبل “آثوس” يُنظر إليه على أنه مهد السلام والثقافة حيث تتعايش الشعوب والحضارات بسلام، وأضاف أن من أولى قرارات الحكم العثماني إعداد وثائق لحماية المجتمع.
