الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يستهين به كثيرون.. علي جمعة: الله يغفر للشهيد كل الذنوب إلا هذا

يغفر للشهيد كل الذنوب
يغفر للشهيد كل الذنوب إلا هذا

قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن للشهداء في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، منوهًا بأن الله سبحانه وتعالى يغفر للشهيد في أول دفعة ويريه مقعده من الجنة.

يغفر للشهيد كل الذنوب إلا هذا

وأوضح “ جمعة  ” عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن الديون هم بالليل وذل بالنهار، ولا ينبغي الاستهانة بها، فالله سبحانه وتعالى يغفر للشهيد كل شيء إلا الدين، وهذا يبين أهمية سداد الدين، وأنه لا ينبغي الاستهانة به فهو في منتهى الخطورة ، بل هو حق من حقوق الناس، مستشهدًا بما روي عن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنه- ، في صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1886، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إلَّا الدَّيْنَ).

وأضاف أن الدُّيونُ حُقوقٌ تكونُ بيْن العِبادِ، وهي نَوعٌ مِن أنواعِ التَّعاملاتِ الماليَّةِ الَّتي أوجَبَ الإسلامُ الوفاءَ بها وَرَدَّها لأهْلِها، وعدَمَ المُماطَلةِ فيها؛ فالمَدِينُ يَنبغي له أنْ يُبْرِئَ ذِمَّتَه مِن الدَّيْنِ المُسْتَحَقِّ عليه، حِفاظًا على حُقوقِ النَّاسِ، وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ القَتْلَ والشَّهادةَ في سَبيلِ اللهِ يكونُ سببًا لتَكفيرِ كلِّ شَيءٍ مِنَ الخَطايَا عن المقتولِ الشَّهيدِ، إلَّا الدَّيْنَ الَّذي يَبْقى على الشَّهيدِ ولم يَترُكْ ما يُقْضى به عنه.

وتابع: وذلك لأنَّ دَيْنَ الآدَمِيِّ لا بُدَّ مِن إيفائِه إمَّا في الدُّنيا وإمَّا في الآخِرَةِ؛ ولا يَنبغِي للإنسانِ أنْ يَتساهَلَ في أمرِ الدَّيْنِ، وما يكونُ في مَعناه مِن حُقوقِ الآدميِّينَ.

وفي الحديثِ: تَنبِيهٌ على جَميعِ حُقوقِ الآدَمِيِّينَ، وأنَّ الجهادَ والشَّهادَةَ وغيرَهما مِن أعمالِ البِرِّ لا يُكفِّر حُقوقَ الآدَمِيِّينَ، وإنَّما يُكفِّر حُقوقَ الله تعالى، وفيه: التَّشديدُ في أمْرِ الدُّيونِ، وأنَّه يَعلَقُ على المَدينِ بعْدَ مَوتِه حتَّى يُقْضى عنه بأيِّ صُورةٍ، وفيه: حِمايةُ الإسلامِ لحُقوقِ النَّاسِ الماليَّةِ، وهكذا يعلمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الخلق العالي بأن لا نستهين بالديون .

وأشار إلى أنه كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لما يؤتى بجنازة يسأل: هل بصاحبكم دين ، فيقولون نعم يا رسول الله ، فيقول : صلوا على صاحبكم ، فكأنه حُرم  صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو بين ظهرانين، منوهًا بأن من مات وعليه دين، فهناك احتمالات ، قد يكون المتوفي عنده ما يكفي لديه تركة ، فيسدد الدين أول ما يسدد قبل توزيع التركة على الورثة، والحالة الثانية أن يتحمل عنه أحدهم دينه، أن يقول أحدهم يا رسول الله على دينه، فيُصلي عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما تمت الفتوحات وكثر المال ، كان يسأل : ( على صاحبكم دين ؟، فيقولوا نعم يا رسول الله ، فيقول : دينه علي) ، وهذا يبين أهمية سداد الدين، وأنه لا ينبغي الاستهانة به فهو في منتهى الخطورة ، بل هو حق من حقوق الناس.