الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفريقيا ترى العلامات.. تغير المناخ ينذر بموجات نزوح مخيفة داخل القارة السمراء

تغير المناخ ينذر
تغير المناخ ينذر بموجات نزوح في إفريقيا

لم يعد هناك مفر من التكيف مع مناخ أكثر حرارة مما اعتاد البشر في الماضي، حتى وإن تحقق هدف سياسات المناخ العالمية الطموح المتمثل في حصر ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية.

وذكر موقع "ذا كونفرزيشن" الأسترالي أن العالم لم يحرز تقدما يُذكر لسوء الحظ فيما يتعلق بما يلزم للتكيف بأمان مع الحياة على كوكب أكثر حرارة، فلا يزال البشر يفتقرون إلى الزخم المطلوب لعمل جماعي من أجل خفض انبعاثات الغازات الدفيئة كما تنص اتفاقية باريس للمناخ الموقعة عام 2015.

سكان إفريقيا أكبر ضحايا تغير المناخ

وأضاف الموقع أن تغيرات المناخ قد تجبر عشرات الملايين من سكان قارة إفريقيا على النزوح من مناطق سكناهم أو البقاء محاصرين في مناطق لن تعود قابلة للحياة خلال سنوات.

وأدت موجات الحرارة الناجمة عن تغير المناخ بفعل أنشطة بشرية إلى خفض النمو الاقتصادي العالمي بمقدار نحو 29.3 تريليون دولار أمريكي بين عامي 1992 و2013، وقد ترتفع درجة حرارة الارض بمقدار بين 2.4 و2.6 درجة مئوية بحلول عام 2100، ما لم يتوقف انبعاث الغازات الدفيئة بالمعدلات الحالية.

وتضرر الناتج المحلي الإجمالي لقارة إفريقيا على وجه الخصوص بشده، وتشير تقديرات إلى أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي للفترة 1991-2010 في إفريقيا كان في المتوسط ​​أقل بنسبة 13.6% مما كان يمكن أن يكون لولا تغير المناخ.

وسلط الموقع الضوء على تقرير أصدرته حديثا مبادرة "التنقل من أجل المناخ في إفريقيا" بعنوان "تحولات إفريقية، يوثق الحقائق الحالية للهجرة والتهجير القسريين بسبب المناخ في إفريقيا، ويرسم السيناريوهات المحتملة لتحركات السكان المستقبلية الناتجة عن التأثيرات المناخية المتزايدة.

ويهدف التقرير إلى تقديم أدلة ومعلومات وتوصيات سياسية للزعماء المجتمعين في قمة المناخ COP27 في مصر، حيث تتصدر استراتيجيات التكيف مع المناخ جدول أعمال القمة.

هجرات المناخ في إفريقيا.. سيناريوهات متشائمة

ويخلص التقرير إلى عدة نتائج، من بينها أن معظم موجات الهجرة والنزوح القسريين بسبب المناخ في أفريقيا ستكون داخل البلدان، أي من منطقة إلى أخرى داخل حدود البلد الواحد. وسيزداد عدد الأشخاص الذين ينتقلون بحثًا عن الحماية وسبل عيش أفضل من 1.5٪ من سكان إفريقيا اليوم إلى ما يصل إلى 5٪ بحلول عام 2050، أي ما يعادل نحو 113 مليون شخص.

وقد يهجر ما يصل إلى 2.5 مليون شخص المناطق الساحلية في إفريقيا بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر وعوامل أخرى، وفي منطقة القرن الإفريقي قد تجبر تغيرات المناخ نحو 9% من السكان (نحو 49 مليون شخص) على النزوح خلال العقود المقبلة.

ومن المتوقع أن تكون حركة الأشخاص عبر الحدود استجابة لتغير المناخ صغيرة نسبيًا، فمن المتوقع أن يصل التنقل المناخي عبر الحدود إلى 1.2 مليون شخص كحد أقصى بحلول عام 2050، وتمثل هذه النسبة جزءًا ضئيلًا من إجمالي حركة الهجرة عبر الحدود المتوقعة في إفريقيا والبالغ عددها المتوقع 11 - 12 مليون شخص بحلول عام 2050.

والأهم من بالنسبة للأفارقة أنه من غير المرجح أن يكون النزوح بسبب التغيرات المناخية الخيار الأول أو الأسهل بالنسبة للكثيرين، فمعظم الأفارقة مرتبطون بأرضهم ومنازلهم ولا يطمحون إلى مغادرة مجتمعاتهم، فضلًا عن أن إعادة توطينهم أحيانًا ما تكون مكلفة للغاية، ونتيجة لذلك يظل بعض الأشخاص الأكثر هشاشة في أماكنهم، مما يعرضهم لخطر الإخلاء القسري، وغالبًا ما يستقر أولئك الذين نزحوا قسرًا في مواقع جديدة يظلون فيها عرضة لمخاطر المناخ.