الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليس العراق فقط .. مفاجأة عن سمنة الجيوش بالعالم

الجيش العراقي
الجيش العراقي

انشغل العراقيون خلال الساعات الماضية، على مواقع التواصل الاجتماعي بإشكالية ''الرشاقة أو التسريح"، الخاصة بضباط الجيش العراقي، بعدما تم تداول وثيقة على مواقع التواصل قيل إنها صادرة عن وزارة الدفاع العراقية والخاصة بهذا الشأن.

وكانت الوثيقة المنشورة قد نقلت تعليمات جديدة تجيز إحالة الضباط الذين يعانون من السمنة وزيادة الوزن إلى التقاعد في حال عجزهم عن ترشيق أوزانهم، كما طالبت الجميع بالالتزام باللياقة البدنية، مشددة على أن المترهلين منهم سيتم إحالتهم للتقاعد.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو “هل الجيش العراقي هو وحده من يعاني من السمنة” بزعم الوثيقة.

معيار السمنة 

في البداية يوضح المتخصصون في الملف الطبي للرشاقة والتغذية، معايير واضحة لمعرفة ما مدى تناسب وزن الشخص من تلك المعايير، ومعرفة ما إذا كان يعاني من زيادة في الوزن، أو نقص في الوزن، وبعدها يتم تقييم هذا الشخص، ما إذا كانت الزيادة أو النقصان يمكن وصغها بالمفرطة.

ووفقا لهؤلاء المتخصصين، فإنه يتم ربط الوزن بالطول لتقييم هذا الوزن، ويتم حساب الوزن عن طريق طرح 100 من الطول ثم جمع نصف الناتج السابق ومقارنته بالوزن المطلوب، ومثال ذلك شاب طوله 180 سنتيمتر، فإن الوزن المثالي له هو 80 كيلو، وأزيد من ذلك يعد وزنا زائدا، وأقل من ذلك يعد نقصان في الوزن.

66% من الجيش الأمريكي لديهم سمنة بتكلفة 1.5 مليار دولار

وحسب تقرير شامل نقلته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن تقارير أمريكية أنه بالنظر إلى أحد أقوى الجيوش بالعالم نجد أن جيش الولايات المتحدة الأمريكية يأتي على رأس الجيوش التي تعاني من تلك الظاهرة، فالقوات المسلحة الأمريكية تخوض معركة مختلفة، العدو بها ليس دولة معادية أو أسلحة بل الدهون.

وأشارت تقارير صحفية إلى أن حوالي 66% من أفراد القوات المسلحة الأمريكية يعانون من زيادة الوزن أو السمنة المفرطة، على الأقل بالنسبة للمقاييس العسكرية التي تعتمد على قياس كتلة الجسم (وهي طريقة لحساب ما إذا كان الوزن يتناسب مع الطول).

فيما أعلنت القيادة العامة للجيش الأمريكي عام 2017، أن 11 في المئة فقط من الشباب بين سن 16 و24 عاما (الشريحة العمرية المثلى للتجنيد) يرغبون في الانضمام للجيش، وما يزيد الطين بلة أنه يتم استبعاد واحد من بين كل ثلاثة متقدمين بسبب الوزن غير المناسب.

وذكر التقرير، أن الجيش الأمريكي ينفق أكثر من 1.5 مليار دولار سنويا لعلاج المضاعفات الصحية الناجمة عن السمنة، وتجنيد المزيد من الأفراد ليحلوا محل غير اللائقين.

مشكلة متفاقمة في الصين

ويبدو أن الظاهرة تأخذ منحنى عالمي، فمن أقصى الشرق أعلن الجيش الصيني معاناته من تلك الظاهرة، والتي أرجع أسبابها إلى "الكثير من الوجبات السريعة، في نشرات إعلامية صادرة عن القوات المسلحة الصينية، والتي ذكرت أن النظام الغذائي السيء، وأسلوب الحياة الكسول، و"إمتاع الذات" هي أيضا من العوامل التي تجعل المجندين الشباب غير لائقين جسديا للانضمام للجيش.

ووفقا لما تم نشره فإنه رغم التهاون في شروط التجنيد، ذكرت السلطات أن 20% من المتقدمين عام 2017 فشلوا في الاختبارات المتعلقة بالوزن، وأن بعض الأفراد لم يستطيعوا اجتياز اختبار الجري لمسافة خمسة كيلومترات.

معاناة ومأساة في إيران وبريطانيا 

وبحسب مواقع متخصصة في الشؤون العسكرية، فإن عدد المجندين العاملين في إيران يزيد على نصف مليون فرد، نسبة السمنة بين تلك الجنود بلغت 13%، و41% من الأفراد وزنهم زائد، 

فيما سلطت الصحافة البريطانية في وقت سابق، الضوء على المشاكل المتعلقة بالسمنة، بعد تسريب أخبار بأن أحد القوعد العسكرية، تعد من أكبر القواعد في البلاد، تخضع لمراقبة شديدة بهذا الشأن، وأن وثائق وزارة الدفاع البريطانية أظهرت أن الجنود خضعوا لمجموعة من علاجات السمنة، من بينها جراحات شفط الدهون.

وتزامن هذا التسريب، الذي أظهر نهم العسكريين لتناول الوجبات السريعة، مع إحصائيات وزارة الدفاع التي أظهرت أن حوالي 10% من الجنود البريطانيين يعانون من سمنة مرضية، وأن النفقات التي قد يتكبدها الجيش جراء هذه الزيادة في أوزان الأفراد كبيرة جدا.

قواعد صارمة لمحاربة الظاهرة بالهند 

فيما وضع الجيش الهندي قواعد صارمة لمواجهة السمنة بين الجنود، وذلك بعد انتشارها، وتضمنت هذه الإجراءات، التي تستهدف زيادة وزن الضباط والجنود، المنع من الترقيات والمهام في الدول الأجنبية، وكذلك قررت الهند استبعاد الأفراد غير القادرين على مواجهة مشاكل السمنة، حتى من العروض العسكرية

وذكرت دراسة نشرت سابقا، أن ثلث الجنود في الهند يعانون من الوزن الزائد، كما تتضمن الإجراءات استهداف مواقع بعينها، والتفتيش المفاجيء، وعقوبات على الأفراد الذي يتجاوزون الوزن المثالي بأكثر من 10%.

التقاعد المبكر في المكسيك

كذلك تواجه القوات المسلحة المكسيكية مشاكل تتعلق بأوزان الأفراد، حيث أحالت المؤسسة أكثر من 1300 من أفرادها للتقاعد المبكر منذ عددة سنوات، بسبب زيادة معدل كتلة أجسامهم، كما وجهت 12 ألفاً من الأفراد بحتمية استعادة لياقتهم.

وذكر تقرير لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عام 2015 أن المكسيك لديها ثاني أكبر نسبة سمنة بين أفراد الجيش، من بين جيوش 35 دولة، إذ تبلغ نسبة السمنة 32,4 في المئة من إجمالي عدد الجنود، وتسبقها الولايات المتحدة بنسبة 38,2 في المئة من إجمالي عدد الجنود.

اختبارات في إسبانيا وندرة جاهزية بجنوب أفريقيا 

وفي أسبانيا أُخضع أكثر من 3 آلاف من أفرادها لاختبارات إجبارية في وقت سابق، لتحديد كتلة الجسم الخاصة بهم، وأظهرت الاختبارات أن ستة في المئة منهم يعانون من السمنة، وأُلحقوا ببرامج حمية غذائية، وذلك بعد انتشار الظاهرة.

أما في جنوب أفريقيا، أظهرت أحدث إحصائيات الخدمات الصحية العسكرية، أن حوالي 10% من أفراد القوات المسلحة في البلاد يعانون من السمنة، وحذر الخبراء العسكريون من أن هذا الأمر يشكل عبئاً على استعداد القوات للقتال.

وذكرت تقارير محلية من جنوب أفريقيا، أن 10% فقط من أفراد الجيش، البالغ عددهم 76 ألفا، لائقون طبيا للقيام بالمهمات العسكرية، وبالنظر إلى ظروف التدريب والتبادل، فإن ألفين فقط من الأفراد هم المتاحين لتنفيذ المهام، وهو ما يشير إلى ندرة جاهزية داخل الجيش، وأن جنوب أفريقيا سيواجه صعوبة في إرسال قواته في مهمات.