لا زالت قمة المناخ cop27، المنعقدة بمدينة شرم الشيخ في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر 2022، تواصل فعالياتها، بمشاركة وحضور 120 من قادة وزعماء العالم ورؤساء الحكومات وعدد من الخبراء والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بشؤون البيئة والمناخ.
قمة المناخ وانبعاثات الميثان
ولاقت استضافة مصر لأعمال قمة المناخ إشادات عالمية خاصة الجهود التي تبذلها الدولة المصرية لإنجاح القمة، وعملها على تقديم كافة التسهيلات لضيوفها، الذين تجاوز عددهم 40 ألف مشارك.
وأعلنت الأمم المتحدة عن نظام جديد لرصد انبعاثات الميثان كجزء من جهود الحد من ظاهرة الاحترار العالمي، ويعتمد هذا النظام على الأقمار الاصطناعية.
ويكشف برنامج الأمم المتحدة للبيئة عن نظام الإنذار والاستجابة لانبعاثات غاز الميثان، لأن هذا الغاز هو المسؤول عما يقرب من 30% من ارتفاع درجة حرارة الأرض، وهو أحد الانبعاثات الناتجة عن التسربات في منشآت الوقود الأحفوري، وكذلك من مصادر أخرى من صنع الإنسان مثل تربية الماشية ومطامر النفايات.
وحول هذا الأمر يقول الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الأرض والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إن غاز الميثان غاز شديد الخطورة لأنه هيدروكربون، ويحتوي على كربون وهيدروجين، وهذا الغازات صعبة جدًا في الاحترار العالمي، وقدرة غاز الميثان على إحداث الاحترار ضعف 21% قدرة غاز ثاني أكسيد الكربون.
وأكد نور الدين - في تصريحات لـ"صدى البلد": هذا يعني أن أقل كمية من غاز الميثان تؤثر بشكل كبير على الاحتباس الحراري وارتفاع حرارة الكون، ومن هنا يظهر اهتمام العالم أجمع بأن غاز الميثان يحدث له اغتزال قبل غاز ثاني أكسيد الكربون، وحفر أبار البترول ينتج عنها غاز الميثان.
ولفت: دولتي الصين والهند لديهما توسعات في إنتاج الفحم، وهذا ينتج عنه أيضًا غاز الميثان، وأيضًا بالقطاع الزراعي ينتج غاز الميثان من خلال البرك والمستنقعات، فمصادر انبعاثات غاز الميثان كثيرة، رغم أنه لا يمثل أكثر من 15% من إجمالي غازات الانبعاث، ولكنه يسبب كوارث أكثر من غاز ثاني أكسيد الكربون.
قمة المناخ وحقوق إفريقيا
وتابع: من هنا تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن عن أن غاز الميثان هو الذي ينبغي أولًا أن يتم التعامل معه، لأنه الأكثر استخادما في الكون والأكثر ضررًا أيضًا، وهناك تقديرات حديثة تقول إن غاز الميثان أقوى 28% ضعف غاز ثاني أكسيد الكربون".
واستكمل نور الدين: ترتيب الدول الأكثر انبعاثا على مستوى العالم، هما الصين، وأمريكا، والهند، وتلك الدول كان خلافها مع أمريكا بقمة باريس حول حجم الملايين التي يتم دفعها للدول التي تتأثر بتلك الانبعاثات، مشيرا: أمريكا كانت تريد أن تحسب تلك القيمة على الدولة بالكامل، والصين والهند كانا يريدان أن يتم حسابها بعدد السكان لتكون التكلفة التي يتم دفعها أقل، ولذلك رفضت الصين والهند التوقيع على الاتفاقية.
وأردف: قام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بالانسحاب من قمة باريس حينها، مشيرا: توجد 26 دولة هي الأكبر تسببا في انبعاثات الكوكب، 6 دول فقط من بينها ملتزمة بدفع التعويضات بشكل كامل، والباقي لا يدفع أو يدفع أجزاء صغيرة جدًا.
وأوضح نور الدين، أن التعويضات لم تدرج في الـ"26" قمة الماضية، ولكن لأول مرة في قمة المناخ الحالية يتم إدراجها داخل أجندة المؤتمر، ولم يدرج باسم التعويضات بل وضع باسم الخسائر والأضرار، مشيرا: الغرض من قمة المناخ هو الحفاظ على الحياة بكوكب الأرض، وهل الكوكب سيستمر أم مثلما قال سكرتير الأمم المتحدة سوف يحدث انتحار جماعي بسبب ارتفاع حرارة الكون.
وشدد: يجب على الدول أن تتعهد بتقليل الانبعاثات، فدول العالم الكبرة تدفع تلك التعويضات بغرض المواجه وليس للتحول إلى الاقتصاد الأخضر، لأن مصر تشارك في الانبعاثات العالمية بـ"0.6%"، وهذا يعني أن مصر دولة خضراء ونظيفة، وإفريقيا بالكامل تشارك في الانبعاثات بـ"3%".
واختتم: يجب أن تحصل إفريقيا على التعويضات للمواجهة، وليس التحول لأننا لا نشكل أي خطورة على مستوى الانبعاثات، فهناك ثلاث مناطق بمصر مهددة بالغرق وهم: "الإسكندرية، ورشيد، ورأس البر"، فلذلك يجب أن نحصل على التعويضات للمواجهة والتأقلم، وليس للتحول إلى الاقتصاد الأخضر.