الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام: مـهـمـة الـرسـل كانت مبشرين ومنذرين

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام،  إن  مـهـمـة الـرسـل كانت لا تعدو هـذيـن الـوصـفين ( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ)  الآية 56 من سورة الكهف، وقـد أمـر الله سبحانه في كتابه بتبشير المؤمنين والصابرين والمحسنين والمخبتين في آيات كثيرة.

وأوضح " الجهني" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه كان من أساليب تبشير رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  أنه يختار الوقت المناسب والقدر المناسب لأداء الموعظة والعلم كي لا ينفّر الصحابة ، وفي ذلك يقول  -صلى الله عليه وسلم-  لأبي موسى الأشعري ومعاذ رضي الله عنهما حين بعثهما إلى اليمن : "يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا "رواه البخاري.

منهج النبي

وتابع:  وعلق عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله بقوله : ( المراد تأليف من قرب إسلامه ، وترك التشديد عليه في الابتداء ، وكذلك الزجر عن المعاصي ينبغي أن يكون بتلطف ليقبل ، وكذا تعليم العلم ينبغي أن يكون بالتدريج ؛ لأن الشيء إذا كان في ابتدائه سهلًا حبب إلى من يدخل فيه ، وتلقاه بانبساط ، وكانت عاقبته غالبًا الازدياد ) .

وأضاف أن منهج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً دائماً ، ومن هديه عليه الصلاة والسلام أنه كان يثني على من ظهر منه ما يستحق الثناء ويبشره بالخير والرفعة فيكون ذلك دافعًا له ولغيره إلى طاعة الله تعالى ، لذا لزم على المسلم الحرص على التبشير بالخير دائمًا والتهنئة به .

وأفاد بأن من الأمور المهمة التي تحرص التربية الإسلامية على غرسها في نفوس المتربين التربية على التبشير بالخير والتهنئة لما تتركه من أثر طيب ، مشيرًا إلى أن من تحفيز على العمل ، والاجتهاد في الطاعة ومن ذلك استعماله  -صلى الله عليه وسلم-  أساليب التبشير في إيقاظ الهمم والتنشيط للطـاعـة .

بعد كل هذه الإشارات

واستشهد بما قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا : بـشـر المشـائين في الظلم إلى المساجد بالنور الـتـام يـوم الـقـيـامـة ، مشيرًا إلى أن المؤمن مـحـتـاج في حـال الـبـلاء إلى مـن يـكـشـف هـمه، ويـبـشـره بما يـسـره، إما بفـرج عـاجـل ، أو بـأجـر آجـل ، ولـقـد وجـد رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  أم الـعـلاء رضي الله عنها مـريـضـة فـقـال لها: أبشـري يا أم العـلاء ، فـإن مـرض المسـلم يذهب خطاياه ، كـمـا تُذهب النار خبث الحديد .

ونبه إلى أن المؤمن بشير في مواقف الأسى يسري عن الناس أحزانهم ، بما يدخل البهجة إلى قلوبهم ، ويبعد الكآبة عنهم ، ومـن الـبـشـرى العاجلة في الحياة الدنيا أن يلقى المسلم قبولًا حسنًا من إخوانه ، وأن تشكره على إحسانه ، فذلك من التبشير ، منوهًا بأنه بعد كل هذه الإشارات هل يقبل أحدنا لنفسه أن يكون مصـدر شؤم ، ومظنة تخذيل ، أو إحباط ، أو تنفير، أو قتل للقدرات ، أم نشيع البشرى ، وننشر التفاؤل ، ونحيي النفوس، ونحرض على الخير، ونعين على المعروف ، ونستنهض الهمم، إلى أن يكون كل منا بشيرًا لإخوانه يحيي فيهم الأمل ويدفعهم إلى مزيد من العمل.