قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

خطيب المسجد الحرام: مـهـمـة الـرسـل كانت مبشرين ومنذرين

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن مـهـمـة الـرسـل كانت لا تعدو هـذيـن الـوصـفين ( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ) الآية 56 من سورة الكهف، وقـد أمـر الله سبحانه في كتابه بتبشير المؤمنين والصابرين والمحسنين والمخبتين في آيات كثيرة.

وأوضح " الجهني" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه كان من أساليب تبشير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه يختار الوقت المناسب والقدر المناسب لأداء الموعظة والعلم كي لا ينفّر الصحابة ، وفي ذلك يقول -صلى الله عليه وسلم- لأبي موسى الأشعري ومعاذ رضي الله عنهما حين بعثهما إلى اليمن : "يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا "رواه البخاري.

منهج النبي

وتابع: وعلق عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله بقوله : ( المراد تأليف من قرب إسلامه ، وترك التشديد عليه في الابتداء ، وكذلك الزجر عن المعاصي ينبغي أن يكون بتلطف ليقبل ، وكذا تعليم العلم ينبغي أن يكون بالتدريج ؛ لأن الشيء إذا كان في ابتدائه سهلًا حبب إلى من يدخل فيه ، وتلقاه بانبساط ، وكانت عاقبته غالبًا الازدياد ) .

وأضاف أن منهج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً دائماً ، ومن هديه عليه الصلاة والسلام أنه كان يثني على من ظهر منه ما يستحق الثناء ويبشره بالخير والرفعة فيكون ذلك دافعًا له ولغيره إلى طاعة الله تعالى ، لذا لزم على المسلم الحرص على التبشير بالخير دائمًا والتهنئة به .

وأفاد بأن من الأمور المهمة التي تحرص التربية الإسلامية على غرسها في نفوس المتربين التربية على التبشير بالخير والتهنئة لما تتركه من أثر طيب ، مشيرًا إلى أن من تحفيز على العمل ، والاجتهاد في الطاعة ومن ذلك استعماله -صلى الله عليه وسلم- أساليب التبشير في إيقاظ الهمم والتنشيط للطـاعـة .

بعد كل هذه الإشارات

واستشهد بما قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا : بـشـر المشـائين في الظلم إلى المساجد بالنور الـتـام يـوم الـقـيـامـة ، مشيرًا إلى أن المؤمن مـحـتـاج في حـال الـبـلاء إلى مـن يـكـشـف هـمه، ويـبـشـره بما يـسـره، إما بفـرج عـاجـل ، أو بـأجـر آجـل ، ولـقـد وجـد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أم الـعـلاء رضي الله عنها مـريـضـة فـقـال لها: أبشـري يا أم العـلاء ، فـإن مـرض المسـلم يذهب خطاياه ، كـمـا تُذهب النار خبث الحديد .

ونبه إلى أن المؤمن بشير في مواقف الأسى يسري عن الناس أحزانهم ، بما يدخل البهجة إلى قلوبهم ، ويبعد الكآبة عنهم ، ومـن الـبـشـرى العاجلة في الحياة الدنيا أن يلقى المسلم قبولًا حسنًا من إخوانه ، وأن تشكره على إحسانه ، فذلك من التبشير ، منوهًا بأنه بعد كل هذه الإشارات هل يقبل أحدنا لنفسه أن يكون مصـدر شؤم ، ومظنة تخذيل ، أو إحباط ، أو تنفير، أو قتل للقدرات ، أم نشيع البشرى ، وننشر التفاؤل ، ونحيي النفوس، ونحرض على الخير، ونعين على المعروف ، ونستنهض الهمم، إلى أن يكون كل منا بشيرًا لإخوانه يحيي فيهم الأمل ويدفعهم إلى مزيد من العمل.