الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر تؤمن احتياجاتها من الطاقة.. أهداف اقتصادية وتكنولوجية تحققها محطة الضبعة| تفاصيل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحتفل المحطات النووية يوم 19 نوفمبر بالعيد السنوى للطاقة النووية ، فهو يوم تاريخي في حياة المصريين، وقد شهد هذا اليوم من عام 2015 توقيع الاتفاقية الإطارية الحكومية وكذا الاتفاقية المالية بين مصر وروسيا بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنشاء المحطة النووية بالضبعة مع شركة روساتوم الروسية.

وتتضمن محطة الضبعة 4 مفاعلات نووية من الجيل الثالث المطور والذي يتميز بارتفاع معدلات الأمان وبساطة التصميم وانخفاض التكاليف والعمر الافتراضي الكبير "يصل إلى أكثر من 60 عامًا مقارنةً بالمحطات الحرارية والتي يقدر العمر الافتراضي لها حوالي ثلاثة أعوام"، حيثُ تصل الطاقة الإنتاجية للمفاعل الواحد إلى 1200 ميجاوات.

الصبة الخرسانية الأولى للمحطة

وتعد محطة الضبعة هي أول محطة للطاقة النووية في مصر ويجري إنشاؤها في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط وعلى بعد نحو 300 كم شمالي غرب القاهرة.

وأقيمت في موقع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية مراسم وضع "الصبة الخرسانية الأولى" في لوح الأساس الخاص بوحدة توليد الكهرباء الثانية، في خطوة ترمز إلى دخول الأعمال الإنشائية في الوحدة إلى مرحلتها الرئيسية.

وحضر الحدث كل من وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد شاكر، ورئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء الدكتور أمجد الوكيل، والمدير العام لشركة روساتوم الحكومية الروسية للطاقة النووية أليكسي ليخاتشوف، ونائب الرئيس الأول لإدارة مشاريع إنشاء محطات الطاقة النووية في شركة "آتوم ستروي إكسبورت" ألكسندر كورتشاغين، بالإضافة إلى الفرق المنفذة للمشروع في قسم الهندسة التابع لروساتوم وهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء.

وسبق أن أصدرت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية في 31 أكتوبر 2022 إذناً لإنشاء الوحدة النووية الثانية بمحطة الضبعة، الأمر الذي أتاح بدء أعمال صب الخرسانة في الوحدة.

وقال الدكتور محمد شاكر في كلمة ألقاها في المناسبة: "يظهر الفريق المصري الروسي أعلى مستوى من المهنية ويعمل بوتيرة تسبق الجدول الزمني المحدد. ومما يحمل أهمية رمزية أن حدثا تكنولوجيا مهما ممثلا في وضع الصبة الخرسانية الأولى في أساسات وحدة الطاقة الثانية يأتي تزامنا مع عيد ميلاد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يعد الملهم الأيديولوجي لهذا المشروع والعديد من المشاريع العملاقة الأخرى التي يجري تنفيذها الآن.

وأضاف الوزير: إنني على قناعة بأن محطة الطاقة النووية ستقدم مساهمة كبيرة في تحسين جودة الحياة في البلاد وستساعدها في تشغيل مكانتها الحق بين الدول الرائدة تكنولوجيا في المنطقة".

 أول محطة للطاقة النووية بإفريقيا

وقال أليكسي ليخاتشوف في إشارة لأهمية الحدث: "يدل البدء في إنشاء وحدة الطاقة الثانية بمحطة الضبعة النووية على أن المشروع يكتسب زخماً وتواصل روساتوم العمل بنشاط في الدول الأجنبية، حيث نبني 34 وحدة نووية لتوليد الكهرباء في 11 دولة، لكن المشروع المصري له أهمية خاصة بالنسبة لنا، لأن محطة الضبعة ستكون أول محطة للطاقة النووية في القارة الإفريقية مبنية باستخدام التكنولوجيا الروسية. وهذا هو أكبر مشروع تعاون بين روسيا ومصر منذ إنشاء سد أسوان العالي.

وستلعب المحطة بعد بدء تشغيلها دورا محوريا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية لمصر وسيحفز تحول الصناعات واقتصاد البلاد إلى مصادر الطاقة منخفضة الكربون تدريجيا، الأمر الذي سيمهد أرضية خصبة للتنمية المستدامة في مصر لعقود قادمة، نهنئ زملائنا وشركائنا المصريين اليوم بهذا الإنجاز المهم والكبير".

وأشاد الدكتور أمجد الوكيل في كلمة له بالتقدمات المنجزة في إطار تنفيذ مشروع الضبعة النووي قائلا: “انطلاق المرحلة الرئيسية من مراحل إنشاء وحدتي توليد الطاقة الأولى والثانية في العام الحالي يشكل إنجازا عظيما في مسار تنفيذ مشروع إنشاء محطة الطاقة النووية، وهو خير دليل على مستوى الدعم الذي توليه القيادة السياسية للبلاد".

وقال الوكيل "أود أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب نيابة عن إدارة المحطات النووية، عن امتناني العميق لشركائنا الروس على دعمهم المقدم أثناء تنفيذ هذا المشروع التاريخي. تجسد إنجازاتنا المشتركة مدى تعاوننا المثمر. كما تسرني نجاحات مصر على صعيد ترسيخ مكانتها كدولة رائدة إقليميا في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وإنني على قناعة بأن يخدم هذا الأمر مصلحة منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".

وأضاف ألكسندر كورتشاغين "في صيف عام 2022، شهدنا حدثاً محورياً تمثل في تحقيق الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الأولى واليوم اتخذنا خطوة أخرى نحو الأمام بإطلاق المرحلة الرئيسية من إنشاءات الوحدة النووية الثانية، وذلك بفضل العمل المشترك المنسق الذي يقوم به الطرفان، وهما صاحب الطلبية، أي هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، والمقاول شركة ASE، ما يتيح لنا تحقيق نجاحات وعلى نحو قابل للتنبؤ في مسار تنفيذ هذا المشروع".

وتابع : تتألف المحطة من 4 وحدات لتوليد الطاقة مجهزة بمفاعلات الجيل الثالث المطور (مفاعلات الماء المضغوط) VVER-1200  التي تبلغ القدرة الكهربائية لكل مفاعل 1200 ميجاواط، وهذه هي أحدث تقنية نووية وقد تم اختبارها وتعمل بنجاح في روسيا وخارجها، حيث تعمل في روسيا أربع وحدات نووية من هذا الجيل وهي موزعة على النحو الآتي: اثنان في محطة "نوفوفورونيج" النووية واثنان آخران في محطة "لينينجراد" النووية. أما خارج روسيا، لهناك وحدة طاقة واحدة من هذا النوع قيد التشغيل تعمل ضمن المحطة البيلاروسية للطاقة النووية، وتم ربطها بالشبكة في نوفمبر 2020.

الطاقة النووية صديقة للبيئة

في هذا الصدد قال الدكتور علي عبد النبي نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقًا، إن الطاقة النووية هي البديلة للطاقة الأحفورية ورؤية مصر قائمة على البحث عن بديل للطاقة الأحفورية، حيث أن الطاقة النووية مصدر منخفض الكربون لتوليد الطاقة، وبالتالي لديها قدرة على تحقيق الأهداف المناخية والحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري كثاني أكسيد الكربون والميثان وغيرهم الذين يتم إنتاجهم من محطات الطاقة التقليدية بسبب حرق الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء وبالتالي هي تحقق أهداف التنمية المستدامة

محطات الطاقة النووية والتقليدية

وأضاف عبد النبي- خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، إن المحطات النووية تعمل بنسبة 92% من عدد ساعات العام وعدد سنوات تشغيلها يصل إلى 60 عاما، بينما عدد سنوات تشغيل محطات الطاقة الأحفورية تصل إلى 25 عاما، وبالتالي هي أضعاف الطاقة الأحفورية.

وأشار إلى أن محطات الطاقة النووية تعتبر مشروعا استثماريا فضلاً أن وقودها رخيص، فيتم إنفاق 60 مليون جنيه سنوياً في محطات الطاقة النووية، بينما  المحطات التقليدية التي تعمل بالوقود الأحفوري يتم إنفاق عليها 400 مليون جنيه سنوياً، وبالتالي الطاقة النووية أنظف وأوفر وصديقة للبيئة.