الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وفاة 1.3 مليون سنويًا.. المضاد الحيوي يفقد فعاليته

مضاد حيوي
مضاد حيوي

“للأسف المضاد الحيوي غير فعال” بهذه الجملة وفي إنذار يحمل كارثة كبيرة على صحة الإنسان، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن خططها لمواجهة تلك الكارثة تحت عنوان "حان الآن العمل الجماعي"، في إشارة إلى خطورة تلك الظاهرة التي تفقد الكثير من الأدوية فاعليتها في مواجهة الأمرض.

تحرك جماعي لـ4 منظمات دولية  

وفي تحرك جماعي لمواجهة تلك الظاهرة، أعلنت 4 مؤسسات دولية عن إطلاق منصة الشراكة المتعددة لأصحاب المصلحة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات بغية ضمان التحرك العالمي في مواجهة التهديدات والآثار المتزايدة الناجمة عن مقاومة مضادات الميكروبات.

وقامت المنظمات الأربع، وهي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، بمضافرة جهودها بشأن هذه المبادرة من أجل إبراز التهديد الذي تشكّله مقاومة مضادات الميكروبات بالنسبة إلى الإنسان والحيوان والنبات والنظم الإيكولوجية وسبل العيش.

1.3 مليون شخص ضحية سنوية

ووفقا لما أعلنته منظمة الصحة العالمية، فإن التقديرات تشير إلى أن 1.3 ملايين شخص حول العالم يلقون حتفهم كل عام بشكل مباشر جراء تلك الظاهرة - مقاومة مضادات الميكروبات - وهو ما يتطلب التحرك السريع لوقف تلك الكارثة.

وحذرت المنظمة في تقرير لها، من ارتفاع هذا العدد بشكل هائل خلال الفترة المقبلة، إن لم تُتخذ إجراءات بهذا الشأن، ما من شأنه أن يفضي إلى زيادة تكاليف الصحة العامة ويدفع بالمزيد من الناس إلى هوة الفقر، لا سيما في البلدان المنخفضة الدخل، وهذا ما يبرز الحاجة إلى هذه المنصة لحشد المزيد من الجهود المنسقة.

الاستخدام المفرط سبب الأزمة

وعن سبب تلك الأزمة، أشارت منظمة الصحة العالمية، إلى أنه بالرغم من أن  المضادات الحيوية وغيرها من مضادات الميكروبات لعبت دورا رئيسيًا في نجاح الطب الحديث وأسفرت عن تحسين مستوى صحة الإنسان والحيوان إلى حد كبير، إلا أن استخدامها على نحو مفرط وسيء قد أضعف فعاليتها، فزاد عدد مسببات الأمراض التي طورت قدرتها على البقاء وتحمّل مضادات الميكروبات المصممة من أجل القضاء عليها.

وأضافت:  "تظهر مقاومة مضادات الميكروبات عندما تتوقف البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات عن الاستجابة للعوامل المضادة للميكروبات، ونتيجة لمقاومة العقاقير، تصبح المضادات الحيوية والعوامل الأخرى المضادة للميكروبات غير فعالة، ما يجعل من الصعب أو المستحيل معالجة العدوى ويزيد من خطر انتشار الأمراض وحالات الاعتلال الشديد والوفاة.

الحيوانات مهددة 

ومخاطر تلك الأزمة لن تكون قاصرة على الإنسان فقط، بل تمثل أيضا خطرا داهما على الحيوانات بكل أنواعها، وهذا ما أكدته المنظمات العالمية الأربعة، مشيرة إلى أن هذا ينعكس بالضرر على 1.3 مليارات شخص في العالم يعتمدون على الثروة الحيوانية، وكذلك 20 مليون شخص بالعالم يعتمدون على تربية الأحياء المائية من أجل كسب لقمة عيشهم، ويؤدي هذا لإلحاق أضرار جسيمة بسبل عيشهم، لا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

ونوهت المنظمات، إلى أن فقدان المضادات الحيوية لفاعليتها، يجعل الأمراض الحيوانية ليس لها علاجا، ويؤدي لانتشار سلالات مسببات الأمراض المقاومة لمضادات الميكروبات، وهو ما يزيد من معاناة الحيوانات وخسارتها، كما أن رش المحاصيل بالمبيدات، فضلًا عن التخلص غير الصحيح من الأدوية غير المستخدمة أو المنتهية الصلاحية والنفايات الناجمة عن الصناعات والمجتمعات المحلية، كلّها مسائل يمكن أن يؤدي إلى تلوث التربة وجداول المياه التي تنشر العوامل التي تحفر الكائنات الحية الدقيقة غير المرغوب فيها على تطوير مقاومة للأدوات المصممة من أجل احتوائها والقضاء عليها.