الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سباق القصف والتعافي .. الكهرباء ساحة معركة الشتاء بين روسيا وأوكرانيا

انقطاع الكهرباء في
انقطاع الكهرباء في أوكرانيا

تواصل الطائرات والصواريخ الروسية قصفها المكثف للعاصمة الأوكرانية كييف منذ أكتوبر الماضي، مخلفة عشرات القتلى والجرحى يوميا، ومكبدة الأسر الأوكرانية خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والبنى التحتية للمرافق الحيوية.

وفي القصف الجوي الروسي الأخير تعرضت كييف أول أمس الأربعاء لرشقات 70 صاروخ من طراز كروز، أدت إلى انقطاع المياه والتيار الكهربائي وأنظمة التدفئة عن العديد من المدن، ونتج عنها تضرر قطاع الطاقة الذي يعاني نقص الإمدادات أصلا، وتبذل السلطات الأوكرانية جهودا حثيثة لإعادة تشغيل تلك المرافق، وقد نجحت في إصلاح جزء كبير منها خلال يومي الخميس والجمعة.

ونقلت إذاعة "إن بي آر" الأمريكية عن السلطات الأوكرانية تأكيدها  إسقاط 50 صاروخا من أصل ال70 التي أطلقتها روسيا الأربعاء، ورغم أن الصورة لم تتضح حتى الآن، إلا أن هذه الإفادة تتماشى مع ما أعلنته الحكومة الأوكرانية مؤخرا من إسقاط ثلثي إلى ثلاثة أرباع عدد الصواريخ التي تعرضت لها البلاد.

وتعاني أوكرانيا من نقص أنظمة الدفاع الجوي التي تحتاجها لصد القصف الروسي، وقد ناشد الكولونيل يوري إهنات المتحدث الرسمي باسم قيادة القوات الجوية الأوكرانية حلفاء بلاده لمساعدتها بكل السبل المتاحة، وأضاف أن إمكانيات الدفاع الجوي الأوكرانية الحالية تقتصر على حماية قوات الجيش والمنشآت الحكومية فقط، وأن الهجمات الصاروخية الروسية المكثفة لا تسمح بحماية الأهداف المحتملة للقصف وخاصة قطاع الطاقة.

وكانت السلطات الأوكرانية قد أعلنت أن محطات الطاقة الرئيسية والاحتياطية قد دمرت منذ بدأت روسيا تصعيد القصف الجوي في العاشر من أكتوبر الماضي، وأن التيار الكهربائي ينقطع لمدة أربع ساعات في المرة الواحدة، وأن الوضع مرشح للتدهور مع احتمال انقطاع إمدادات المياه لفترات طويلة خلال الشتاء قارس البرودة.

وقال مايكل كوفمان، الخبير في الشئون العسكرية الروسية في مؤسسة سي إن إيه البحثية الأمريكية، إن أوكرانيا تواجه تحديا صعبا بسبب القصف الروسي المتواصل على شبكة الكهرباء، كجزء من نزيف خسائر تتكبدها ولا تستطيع معالجتها بإمكانياتها الحالية، وأشار إلى أن سكان معظم المدن الأوكرانية يضطرون لترشيد استهلاك الكهرباء، ويعيشون في ظلام دامس خلال ساعات الليل.

يذكر أن أوكرانيا تتعرض لقصف صواريخ كروز والصواريخ الباليستية الروسية منذ بدء الحرب، وتستخدم القوات الروسية طائرات مسيرة عالية الصوت وتحلق ببطء على ارتفاع منخفض، يرجح أنها حصلت عليها من إيران، وقد زادت من تعقيد مهمة الدفاع الجوي الأوكراني.

وقالت كيلي جريكو الخبيرة بمركز ستيمسون البحثي في واشنطن، إن الطائرات المسيرة التي تستخدمها روسيا تتحرك ببطء (وهو الفرق الجوهري بينها وبين الصواريخ)، ثم تندفع للقصف وتنفجر ذاتيا، موضحة أن كل هذه الأسلحة الروسية تحتاج إلى نظام دفاع مختلف عما تمتلكه أوكرانيا الآن، وأعربت عن اعتقادها أنه لا يوجد نظام دفاعي محكم يمكن أن يكون بمثابة الجدار الفولاذي الذي تحتاجه أوكرانيا، وأضافت أن مثل هذا النظام ربما لا يكون موجودا في أي مكان في العالم.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أعلن مؤخرا عن تسلم بلاده أنظمة دفاع جوي غربية جديدة، منها أنظمة "ناسامز" الأمريكية التي تحمي البيت الأبيض وعدد من المنشآت الحكومية في واشنطن.

ويرى كوفمان أنه على الرغم من أن هذه الخطوة تعد تطورا إيجابيا، إلا أن دمج أنظمة الأسلحة المختلفة عن بعضها ليس سهلا، لافتا إلى أن أوكرانيا تستخدم 14 نظاما مدفعيا مختلفا، بما فيها تلك التي أرسلتها الدول الغربية لها هذا العام، وأوضح أن الصعوبة تكمن في احتياج أوكرانيا لعدد أكبر من البطاريات في حال استخدمت نظامي دفاع جوي مختلفين، بالإضافة لصعوبات الصيانة والتشغيل وتدريب الأفراد على استخدامها.

وأكد كوفمان أنه على الرغم من وجود هذه التحديات التي تزداد يوما بعد يوم،  يضرب الشعب الأوكراني مثالا مشرفا على الصمود والشجاعة والتأكيد على أن الشتاء لن يكون قاسيا عليه وحده بل سيكون أقسى على الجنود الروس.