الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مستقبل العلاقات المصرية الصينية

جمال أبو الدهب
جمال أبو الدهب

المتابع للشأن الاقتصادي، يُدرك جيدا أن الدولة تسعى حاليا إلى تعزيز الاقتصاد المصري، من خلال استراتيجية وطنية تعمل علي جذب الاستثمارات الأجنبية؛ وذلك  بتذليل المعوقات والعراقيل أمام هذه الاستثمارات، مع العمل بالطبع علي مشاركة القطاع الخاص المصري في المشروعات التنموية التي يتم تنفيذها في كل ربوع المحروسة.

وتماشيا مع استراتيجية الدولة الهادفة لتشجيع الاستثمارات المحلية وجذب الاستثمارات الأجنبية، حرصت الحكومة المصرية بالتعاون مع السفارة الصينية بالقاهرة، على تأسيس مؤسسة «رجال الأعمال المصريين الصينيين» والتي تم إطلاقها رسميا أمس الأحد 27 نوفمبر الحالي في احتفالية كبري- تشرفت بحضورها بالعاصمة الإدارية الجديدة- وحضرها الدكتور محمد معيط وزير المالية والسيد عمرو موسي الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية والذي تم اختياره رئيسا شرفيا لمجلس أمناء المؤسسة والتي تهدف لدفع علاقات التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين الكبيرين بما يتماشى مع استراتيجية العلاقات التاريخية بينهما, حيث إن مصر كانت من أولي الدول العربية- وأيضا الافريقية-  التي أقامت علاقات دبلوماسية مع بكين فى الوقت الذي كانت فيه الدول الغربية تحاصرها سياسيا واقتصاديا ولا تعترف بالنظام الذى أقامه الحزب الشيوعى الصينى فى نوفمبر 1949 وكانت تصر تلك الدول على أن (تايوان) هى الممثل القانونى للصين.

كما دعمت مصر عضوية جمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة, ومن جهتها ساندت الصين مصر في مختلف التحديات التي واجهتها علي مر تاريخها, بداية من تأييدها لقرار مصر  بتأميم شركة قناة السويس، ثم إدانتها للعدوان الثلاثي عام 1956.  كما أيدت الصين ثورة الشعب المصري في 30 يونيو ضد جماعة الاخوان ورفضت أي تدخل خارجي في مصر حينها, ودعمت جهود مصر في مكافحة الإرهاب ، وقد  شهدت العلاقات المصرية - الصينية تطورا كبيرا في الفترة الاخيرة, حيث زار الرئيس عبدالفتاح السيسى الصين ست مرات كانت أولاها فى سبتمبر 2014 بعد أقل من ثلاثة أشهر على توليه حكم البلاد , وتم خلال تلك الزيارة التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وأما في زيارته لبكين عام 2019 فقد  تم التوقيع على مشروعات مع شركات صينية باستثمارات تُقدر بنحو 18 مليار دولار فى مجالات عديدة أبرزها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمقاولات وتطوير المناطق الاقتصادية. كما حرص الرئيس الصينى (شى جين بيج) عام 2016 على زيارة القاهرة  وأكد متانة العلاقات بين الدولتين .

وأعتقد أن التحديات التي يواجهها البلدان حاليا تستوجب المزيد من العمل والتعاون خلال الفترة المقبلة لدعم وتعزيز تلك العلاقات في شتي المجالات , وخاصة التجارية والاقتصادية,  فالصين هى ثانى أكبر اقتصاد فى العالم بعد الولايات المتحدة، فصناعات الصين  فى مختلف المجالات تغزو جميع دول العالم وأهمها الصناعات التكنولوجية, والتي تسعى مصر إلى توطينها لدعم الاقتصاد ودفع مسيرة التنمية.