الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العفيفة والخائنة

نهى زكريا
نهى زكريا

يصف المأذون العروس بكونها بِكرًُ رشيد فى أى عقد قرآن، فماذا إذا كانت العروس ليست بِكر ولا رشيد؟، هل سيكون الزواج باطلاً وهل ستتحول كل علاقتها مع زوجها إلى زِنا؟.  السؤال كان سببه بعض الحالات التى قابلتها فى حياتى لفتيات لم تكن عذارى بسبب ظروف معينه ومنهم فتاه تعرفت عليها عندما كتبت ذات مره عن فائدة أن تكونى عذراء، وقلت إن عمليات إعاده العذرية أصبحت تُجرىَ فى مستشفيات الدوله نفسها ولكنها ليست حلً لانكِ تعيشين فى مجتمع يجب أن تتقبلي قوانينه وإن حدث خطأً فيجب عليكى مواجهة وليس تغطيته فغطاء الخطأ دائما يكون بخطأٍ أكبر منه!

فوجئت بكم هائل من المكالمات فى الجريدة التى كنت أعمل بها من فتايات وكان سؤالهن أين هذه المستشفيات لإجراء هذا النوع من العمليات؟. 

ولفت انتباهى فتاة بدأت حديثها معى و هى تبكى بشكل غير طبيعى و بعد ما لا يقل عن نصف ساعه بدأت الصغيره فى حكايتها ، كانت مازالت تدرس واحبت شاب لسنوات بسبب الشبه بينه و بين أبيها الراحل ، وخطبها و تم عقد القران و قبل الزواج بايام ذهبت الفتاه مع خطيبها او (زوجِها) لشقتهما لترتيب بعض الاشياء وكانت اول مره تلتقي بحبيبها و يغلق عليهما باب و حدث ما كان متوقع و فقدت الفتاه عذريتها.. 

ولكى تكتمل المأساة حدث خلاف بين أم الفتاة وأم خطيبها وتم الطلاق، فلجأت الفتاة لحبيبها واخبرته ماذا افعل و كان رد «سِيد الرجاله» كل شيءٍ قسمة و نصيب فلجأت الفتاة بسذاجتها إلى أم حبيبها لخوفها الشديد من أمها.. فأخذتها ام حبيبها إلى الطبيب الذى أقر بان الفتاه صادقة.. و كان  رد الام ان ابنها رجلً و لا يعيبه شيءً وعليكى ان تتحملى خطأك!

وهو لم يكن خطأُها وحدِها ولم يكن خطأً من الاساس فهو زوجها ولكن امام المجتمع هى ما زالت  عذراء! 
واستمرت معرفتي بالفتاه لمده تزيد عن عشر سنوات، عِملت فيهم فى مكان مرموق وأصبح لديها السيارة والشقة و فى أحد الأيام أخبرتني بأنها ستتزوج ولم أسألها ماذا ستفعلين و اكتفيت بالفرحة فى عينيها و اختفت تماما منذ سنوات ، و لم اسأل عنها لاننى كنت لها الطبيب الذى يُذكْرها دائما باوجعها.

تذكرت حكاية صديقتي بعد الضجة التي أثارتها السوشيال ميديا تحت اسم الشريفه العفيفة وهو وصف لطفله تبلغ من العمر 16 عاما تزوجت عرفيا للستر ولا أعلم عن أى ستر يتكلمون ،، ستر طفله تمر بتجربه بهذه القسوة.
هل سأل أبيها أحد الأطباء عن طفلته عن امكانية تحملها لعلاقه يمكن ان ينتج عنها حمْل أم لا؟؟ 

وهل ممكن ان تكون هذه الطفله اماً لطفلة اخرى؟ و بعد كتابة الورقة العرفيه هل سأل الأب  عن حقوق ابنته اذا ما حدث الطلاق بوماً ما ؟؟ 
الزواج العرفى ما هو إلا  ورقه تُشهد المجتمع بأن العلاقة حلال..ولكن القانون وعندما علم الجميع بشهاده الاطباء ووزارة الصحه ان الطفله عذراء ، هل شعر احد بالمأساة التى عاشتها هذه الاسره التى مرت عليها الدقائق سنوات 
و بعد هذه الافراح والليالي المِلاح متى ستتحرك الدوله لمعاقبه كل المسؤلين عن هذه الجريمه وهى زواج القاصرات!

متى سيتعامل المجتمع مع المرأة على انها انسانه و ليس مجرد شيءٍ يريد الذكر ان يعرف هل استعمله غيره ام لا؟
انا مع فكرة انه اذا كنت فى روما فافعل كما يفعل اهل روما .. ولكن ماذا يدريك بان هذه الجميله العذراء ممكن ان تتحول الى خائنه بعد الزواج و بعد ان تحمل اسمك؟

هل ستفعل مثل ما فعل  أحدهم على السوشيال ميديا من نشر لاسم زوجته  وعشيقها «إذا كان لها عشيق» ونسي أطفاله و كيف سيواجهون مجتمع لا يرحم و يتعامل مع من يكتشفوا خطيئته على انهم جميعا بلا خطايا. نسي أن العار سيلتصق باولاده إلى أن يسكنوا القبور.

والأهم أنه نسي انه من اختار هذه الزوجه لتصبح اُماً لاطفاله.. والابشع انه نسي ان من المجتمع من سيسأله لماذا خانتك زوجتك واى نوع من التقصير اتجاها فعلت؟؟؟؟  سوف يطعنوك فى رجولتك وانت تستحق هذا!

وهذا لا يعنى أن الخائنه على حق لانكِ بعد ان تكونى أُم يتحول جسدك و سُمعتك من ملكيتك الخاصه الى ملكية اطفالكً الذين يعيشون فى هذا المجمتع.. والسؤال الاخير هل نسى مجتمعنا المتدين بطبعه معنى كلمة الستر.

ومن أجمل ما قيل فى الستر: "إعلم أن الناس إذا أعجبوا بك فإنما يعجبون بستر الله عليك"، ولو أن الله نشر ما ستر لما نظر أحد إلى أحد، ولما استمع أحد إلى أحد.  فلا تتباهى بانك الافضل لان الله سترك و تذكر قوله تعالى  «فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى».