الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مفاجأة الصواريخ.. ماذا تكشف الضربات الروسية الأخيرة ضد أوكرانيا؟|الأسوأ ربما لم يأتِ

صاروخ باليستي روسي
صاروخ باليستي روسي

منذ العاشر من أكتوبر الماضي، شنت روسيا 5 موجات من الضربات الصاروخية استهدفت البنية التحتية في أوكرانيا، ودمرت ما يقرب من نصف شبكة الكهرباء الأوكرانية.

واتهم الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج روسيا "بتسليح الشتاء" ضد أوكرانيا، وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن "روسيا لن تهدأ طالما أنها تمتلك صواريخ" فيما يشير نشر روسيا لسفينة حربية قادرة على حمل صواريخ كاليبر في البحر الأسود إلى أن الأسوأ ربما لم يأت بعد بالنسبة للمدن التي دمرتها الحرب في أوكرانيا.

مخزون الصواريخ الروسية

ورأت مجلة "ذا سبكتاتور" البريطانية أن الضربات الصاروخية الروسية في أوكرانيا خلال الشهرين الماضيين كانت بمثابة مفاجأة، لأنها وقعت في وقت استُنفدت فيه مخزونات الصواريخ الدقيقة للجيش الروسي بشدة، إلى حد أجبر روسيا على استخدام صواريخ Kh-22 من الحقبة السوفيتية وصواريخ كروز نُزعت منها الرؤوس النووية، كما أعادت تشكيل صواريخ الدفاع الجوي S-300 لأغراض هجومية.

وقالت المخابرات العسكرية البريطانية الشهر الماضي إن روسيا غالبا ما تزيل رؤوسا نووية من صواريخ كروز (باليستية) نووية متقادمة وتطلقها على أوكرانيا.

وذكرت وزارة الدفاع في منشور على تويتر، أن هناك صور "تظهر حطام صاروخ كروز أطلق من الجو على أوكرانيا يبدو أنه كان مصمما في الثمانينيات من القرن الماضي لحمل رأس نووي".

وأكدت الوزارة أنه "أيا كان هدف روسيا، فإن هذه الأفعال، توضح مستوى نفاد مخزوناتها (روسيا) من الصواريخ طويلة المدى".

رسائل روسيا الصاروخية

لكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه الضربات تقرّب روسيا من تحقيق أهدافها العسكرية، فمنذ أن بدأت ضربات البنية التحتية الروسية بشكل جدي، أجبرت القوات الأوكرانية روسيا على الانسحاب من خيرسون، واستعادت موطئ قدم صغير في لوجانسك، وأحبطت محاولة روسيا تحقيق اختراق في ساحة معركة باخموت في دونيتسك، ومن المحتمل أيضًا أن تكون أوكرانيا في وضع جيد لشن هجوم مضاد على ميليتوبول في زابوروجيا، والذي من شأنه أن يعطل خطوط الإمداد الروسية بشدة.

ويشير مراقبون وخبراء إلى أن ضرب العاصمة الأوكرانية كييف هي رسالة روسية بإن العودة لخيار اسقاط نظام زيلينسكي الذي طرح ببداية الحرب لا يزال قائما، وأن بإمكان موسكو تفعيله متى ما أرادت، خاصة وأن القصف طال شارعا غير بعيد عن مكتب زيلينسكي وفق مسؤولين أوكرانيين.

وذكرت مجلة "سبكتاتور" أن الضربات الصاروخية الروسية في أوكرانيا ربما لا تتبع أجندة استراتيجية واضحة، لكنها في الوقت ذاته ضرورية بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين كي يحافظ على هيبة النظام في بلاده، فمنذ نجاح القوات الأوكرانية في استعادة مواقع مهمة بمقاطعة خاركيف في سبتمبر الماضي، دعا المتشددون الروس إلى قصف البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، وحث نائب مجلس الدوما أندريه جوروليوف على تدمير القدرات الصناعية لأوكرانيا من خلال تدمير شبكتها الكهربائية واستهداف مراكز التحكم في السكك الحديدية، وحظي تعيين بوتين للجنرال سيرجي سوروفيكين كقائد للقوات الروسية في أوكرانيا، والذي أعقبه على الفور بضربات للبنية التحتية، بإشادة صقور الحرب هؤلاء.

وبالإضافة إلى إرضاء المتشددين الروس، تساهم الضربات الصاروخية الروسية في حشد الدعم الشعبي للحرب، لا سيما عندما تُقدم إعلاميًا باعتبارها انتقامًا لـ "الإبادة الجماعية" لسكان إقليم دونباس الموالين لروسيا، أو كوسيلة لردع أوكرانيا عن محاولتها لاستعادة شبه جزيرة القرم، ومن جانب آخر يهدد تدمير البنية التحتية الأوكرانية بهجرة ملايين الأوكرانيين إلى دول مجاورة بسبب استحالة الحياة بدون كهرباء، وخاصة في الشتاء، الأمر الذي يشكل ضغطًا وأعباءً إضافية على جيران أوكرانيا الداعمين لها.

شبكة الكهرباء.. عصب أوكرانيا الحساس

بالمقابل، يسمح التدفق المستمر للمساعدات الغربية إلى أوكرانيا، والتي تشمل مولدات ومعدات لإصلاح أعطال شبكات الكهرباء، يسمح للمدن الأوكرانية بمقاومة هجوم الصواريخ الروسية بقدر لا بأس به من الفعالية.

وفي القصف الجوي الروسي الأخير في 24 نوفمبر، تعرضت كييف أول لرشقات 70 صاروخ من طراز كروز، أدت إلى انقطاع المياه والتيار الكهربائي وأنظمة التدفئة عن العديد من المدن، ونتج عنها تضرر قطاع الطاقة الذي يعاني نقص الإمدادات أصلا، وتبذل السلطات الأوكرانية جهودا حثيثة لإعادة تشغيل تلك المرافق، وقد نجحت في إصلاح جزء كبير منها.

وتعاني أوكرانيا من نقص أنظمة الدفاع الجوي التي تحتاجها لصد القصف الروسي، وقد ناشد الكولونيل يوري إهنات المتحدث الرسمي باسم قيادة القوات الجوية الأوكرانية حلفاء بلاده لمساعدتها بكل السبل المتاحة، وأضاف أن إمكانيات الدفاع الجوي الأوكرانية الحالية تقتصر على حماية قوات الجيش والمنشآت الحكومية فقط، وأن الهجمات الصاروخية الروسية المكثفة لا تسمح بحماية الأهداف المحتملة للقصف وخاصة قطاع الطاقة.