الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

16 تريليون دولار.. ماذا فعلت الدولة لتظل صامدة في مواجهة الأزمات؟

وزيرة التخطيط
وزيرة التخطيط

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الاثنين افتتاح محور المشير فؤاد أبو ذكري (التعمير سابقا)، والذي يعتبر إضافة ونقلة نوعية ضخمة من شأنه أن يفتح آفاقا تنموية جديدة لمنطقة غرب محافظة الإسكندرية، فضلا عن عدد من المشروعات القومية الأخرى بالمحافظة.

وفي هذا الصدد، أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتور هالة السعيد أن الدول قدمت حزما تحفيزية لمواجهة الإغلاق بسبب جائحة كورونا، قدرت بحوالي 16 تريليون دولار.

وقالت الوزيرة ـ في كلمة لها خلال افتتاح عدد من المشروعات القومية بمحافظة الإسكندرية بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي ـ إن العالم واجه خلال السنوات الأخيرة أزمات وصدمات متلاحقة أدت إلى اضطرابات في سلاسل التوريد والإمدادات وارتفاع في الأسعار منذ أواخر عام 2021 .

وزيرة التخطيط من افتتاح المشروعات القومية بالاسكندرية اليوم
وزيرة التخطيط من افتتاح المشروعات القومية بالاسكندرية اليوم

القطاع الخاص شريك أساسي بعملية التنمية

وأضافت أن الأزمات المتلاحقة أثرت على كل دول العالم وبالتالي تأثرت بها مصر، موضحة أن الأزمات بدأت بكوفيد والتعافي منه والدخول في متحورات لهذه الجائحة، ثم تداعيات الأزمات الجيوسياسية وأهمها الأزمة الروسية ـ الأوكرانية، وأزمة الطاقة التي أثرت على أوروبا وأدت إلى اضطرابات في سلاسل التوريد والإمدادات نتج عنها ارتفاع في أسعار الشحن، ونقص كبير في السلع الاستراتيجية (غذاء وطاقة)، الأمر الذي أسفر عن ارتفاع كبير في الأسعار .

وأوضحت وزيرة التخطيط ، أن العالم واجه في السنوات الأخيرة عدة تحديات و أزمات، متلاحقة و متتالية، مضيفة أن العالم واجه صدمات خارجية، تؤثر على كل دول العالم وبالتالي أثرت على مصر.

وأشارت، إلى أن العالم بدأ بأزمة فيروس كورونا، والتعافي منها، وحدث متحورات هذه الجائحة، ثم ظهرت تداعيات الأزمات الجيوسياسية، وأكبرها كان الأزمة الروسية الأوكرانية، وتابعت أن لقطاع الخاص هو شريك أساسي فى عملية التنمية، وبالتالي اتخذت الدولة مجموعة من الإجراءات من أجل تعزيز دور القطاع الخاص.

ويقول الدكتور فخري الفقي الخبير الاقتصادي، و رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن وزيرة التخطيط قامت باستعراض معدلات التضخم على  مستوى دول العالم وأمريكا وأوروبا، وأوضح أن مصر لن تمر بمرحلة الركود التضخمي، وسوف نصل لمعدل نمو حوالي 5%. 

هل الدولة المصرية تمر بالركود التضخمي؟ 

وأضاف الفقي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن العالم يمر بالركود التضخمي، ولكن الدولة المصرية تمر بتضخم فقط نتيجة رفع سعر الفائدة من الفيدرالي الأمريكي. 

وأشار الفقي، إلى أن السبب في الركود التضخمي الذي يواجهه العالم حاليا هوأزمة فيروس كورونا، والتعافي منها، وحدث متحورات هذه الجائحة، ثم ظهرت تداعيات الأزمات الجيوسياسية، وانتهت بالحرب الروسية الأوكرانية. 

الدكتور فخري الفقي
الدكتور فخري الفقي

ومن جانبه، قال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، إن العالم يواجه ركود تضخمي جانب كبير منه ليس اقتصاديا، ولكنه بسبب تدخلات صراع جيوسياسي في العملية الاقتصادية، والاقتصاد العالمي الذي يعتمد على الحرية الإقتصادية لا يعرف التدخلات الادارية أو التقليدية، وبالتالي من المفترض أنه يعرف تدخلات سياسية. 

وأضاف جاب الله- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن تلم التدخلات السياسية يترتب عليها عقوبات كبيرة على روسيا ومشاكل في سلاسل الإمداد، ترتب عليها ارتفاع في تكلفة سلاسل الإنتاج، سواء الطاقة أو غيرها من عناصر الإنتاج. 

ركود تضخمي مصطنع بفعل الصراع الجيوسياسي

وأشار جاب الله، إلى أن التضخم الذي يضرب العالم حاليا مصطنع بفعل الصراع الجيوسياسي، وليس تضخم متعلق باليات اقتصادية محددة، وأوضح أن هذا التضخم سوف ينتهي بصورة تدريجية مع تخفيف التدخلات الإدارية في النظام الاقتصادي. 

وتابع: "هناك تدخلات أيضا من الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة، بصورة تؤدي إلى سحب كميات كبيرة من عملة الدولار التي تمثل أكثر من 70% من حجم العملات التي تسخدم في التبادل التجاري، يتم سحبها في العالم في صوب الولايات المتحدة الأمريكية". 

واختتم: "والصين أيضا لا تنطلق بصورة كبيرة، وإنما تتخذ سياسات انكماشية عن طريق تطبيق زيرو كوفيد، والحد من نمو قطاع  التكنولوجيا، وبالتالي يكون الاقتصاد العالمي يواجه قيود تحول من نموه، وبالتالي تقييد الاقتصاد العالمي وارتفاع تكلفة عناصر الانتاج هو الذي يخلق تضخم، والحل هنا ليس في اجراءات نقدية ولكنه في رفع القيود والتدخلات الجيوسياسية في كل دولة".

الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي
الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي

ومن ناحية أخرى، أنه حين بدأت الجائحة غير المسبوقة أدت إلى إغلاق تام في عدد كبير من الدول ونتج عنه توقف حركة الإنتاج، ودول كثيرة ومتقدمة واجهت هذا الإغلاق بمجموعة من الحزم التحفيزية قدرت بحوالي 16 تريليون دولار، حيث أن حين بدأت السيطرة على هذه الجائحة حصل انفتاح والطلب زاد على السلع والخدمات، وفي نفس الوقت كانت القطاعات الإنتاجية في هذه الدول غير مستعدة بالعرض الكافي، لأن المصانع والمزارع توقف الإنتاج فيها فالنتيجة أدت إلى ارتفاع شديد في الأسعار وموجة تضخمية شديدة ظهرت في أواخر 2021 .

وفي أوائل 2022 بدأت الأزمة الروسية الأوكرانية مما أدى إلى زيادة حالة الاضطرابات التي حدثت في سلاسل الإمداد في السلع ونقص شديد في السلع وزادت الضغوط التضخمية مما يساعد في حركة التجارة الدولية، كما أن 53% من صادرات العالم من بذور زيت عباد الشمس من أوكرانيا و30% من صادرات العالم من القمح من روسيا وأوكرانيا و14% من صادرات الذرة منهما.

وكما أوضحت وزيرة التخطيط، أمام الرئيس السيسي اليوم، أن أغلب دول العالم عندما يحدث تضخم شديد تقوم بسحب السيولة حتى تقلل من مستوى ارتفاع الأسعار على المواطنين، موضحة أن الدول التي يوجد فيها البنوك المركزية ساعدت برفع أسعار الفائدة بشكل كبير مما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الاقتراض وتحويل رؤوس أموال من مناطق إلى مناطق أكثر جذبا إلى أسعار الفائدة .

والجدير بالذكر، أن الركود التضخمي هي حالة نمو اقتصادي ضعيف وبطالة عالية، أي ركود اقتصادي، يرافقه تضخم، وتحدث هذه الحالة عندما لا يكون هناك نمو في الاقتصاد ولكن يكون هناك ارتفاع في الأسعار، وتعتبر حالة غير مرغوب فيها.