EN 
رضا الباهي :
-جزيرة الغفران فيلم عائلي.. وقلصت دور كلوديا كاردينالي بسبب حالتها الصحية
-أستخدم الأغاني المصرية فى أفلامي لأني اعتدت سماعها
واحد من أهم المخرجين فى السينما التونسية، استطاع أن يحافظ على نجاحه وتميزه عبر سنوات طويلة برؤيته المختلفة، إنه المخرج الكبير رضا الباهي.
الباهي عرض له ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فى دورته الماضية أحدث أفلامه “جزيرة الغفران” ، صدي البلد التقي به في حوار يكشف فيه العديد من التفاصيل .
لماذا قررت المشاركة بفيلم جزيرة الغفران فى مهرجان القاهرة السينمائي ؟
بعد الانتهاء من مونتاج الفيلم كان لدي عدد من الاختيارات لعرضه، إما من خلال القاهرة السينمائي وإما برلين وإما قرطاج، ولكن حبي وعشقي للسينما المصرية والمصريين؛ جعلني أقدم الفيلم للمشاركة في المهرجان المصري.
هل صحيح أن فكرة العمل راودتك من التسعينات؟
بالفعل فكرة العمل راودتني في التسعينات ، ولكن كان هناك موضوعات فنية أخري ملحمة لدي كان يجب تقديمها ، إلا أنه بعد ثورات الربيع العربي حدث نوع من الانكماش ورفض الآخر ، لذا فكرت فى تقديم هذا العمل ، لأن الأمر أصبح خطر ، وكان واجب علي كسينمائي تقديم سينما عن التعايش، ففى فترة الخمسينات كان هناك حالة من التعايش بين جميع الأديان على الرغم من وجود الاستعمار الذى كان يهدف إلى زعزعة تلك العلاقة القائمة بين المسلمين والمسحيين واليهود.
هل قمت بعمل أى تغييرات على الفيلم بعد قرارك بتقديمه فى الوقت الراهن ؟
لم يحدث أي تغيير فى العمل إلا أمور طفيفة ، وهذا يعود لأنني كنت كتبت الفكرة فقط وليس السيناريو أو الحوار.
العمل شهد مشاركة الفنانة العالمية كلوديا كاردينالي فكيف جاء اختيارك لها ؟
اختياري للفنانة العالمية كلوديا كاردينالي جاء لأنها مناسبة للدور تماما ، فكان أمامي خياران إما الاستعانة بممثلة إيطالية للدور أو تونسية ، ووجدت أن “ كلوديا ” تجمع بين الاثنين وتجسد هذا الجانب بالفعل.
هل صحيح أنه تم حذف مشاهد لها بسبب حالتها الصحية؟
بالفعل قمنا بحذف بعض من المشاهد الخاصة بالدور وتقليصه قبل التصوير وأثناء الكتابة بسبب الحالة الصحية للفنانة العالمية كلوديا كاردينالي.
من يتابع أفلامك يجد أن هناك ثلاثة عناصر مشتركة بينهم، هم البحر والموسيقي المصرية والأطفال ، فما السر؟
استخدامي للموسيقية والأغاني المصرية أمر طبيعي ، لأنني اعتدت على سماعها منذ الصغر، أما وجود البحر فهو يرمز إلى الهدوء ، وأنا شخصياً رجل هادي وغير عصبي .
كان هناك حالة من الثناء على أداء الطفل المشارك فى فيلمك الأخير جزيزة الغفران ، هل كان الاختيار أمر صعب؟
لم يكن أمر صعب على الاطلاق ، لأنه فى الحقيقة حفيدى ، ووالدته هي ابنتي وقد كانت مديرة تصوير الفيلم ، أما ابني فقد شارك فى الفيلم أيضاً فى دور البوسطجي ، فجزيرة الغفران يمكن اعتباره فيلم عائلى.
تحرص بشكل دائم على أن تجمعك صداقة وطيدة بالجيل الجديد من الفنانين ، فما السبب ؟
يمكن خايف من الشيخوخة، لذا أتمسك بالشباب الذى بداخلي من خلال صداقتي بهم ، فيجوز أن العظام والشكل الخارجي قد شب ولكن قلبي مازال شاباً ، فلابد من نقل خبرتي إلى الشباب الجدد ، وعليهم أن ياخذوا منها ما يريدون ويتركوا ما يشاءون .
استعنت فى أفلامك الأولي بعدد من الممثلين المصريين ثم ابتعدت عن هذا الأمر ، فلماذا ؟
حين كنت أقدم أعمالي للموزعين المصريين والعرب كان يقولون إن اللهجة التونسية صعبة، لذا فقد استعنت بالممثلين المصريين، إلا أنهم رفضوا أفلامي بعد ذلك بحجة أنها أفلام مهرجانات، لذا قررت من بعدها عدم تقديم أفلام مصرية ، وفي حال الاستعانة بهم سأطلب منهم الحديث بلهجة البلد التى سوف يتم تصوير العمل فيها.
كيف جاء اختيارك للفنان محمود مرسي لبطولة فيلمك شمس الضباع، وماذا عن انطباعك عنه ؟
ذهبت إلى المخرج الراحل يوسف شاهين للمساعدة علي التعاقد مع الفنان محمود المليجي الذي كنت أراه مناسبا للدور ، إلا أن ارتباط الأخير بعرض مسرحية وتعارض المواعيد جعله يعتذر فتم التفكير في الاستعانة بالفنان الراحل محمود مرسي .
وتابع : قابلت محمود مرسي وقال لي إنه كان يعتقد أنني كبير في السن ، ووافق علي أداء الشخصية وسافرنا إلي المغرب لبدء التصوير ، وعلي الرغم من أنه كان قاسيا مع نفسه إلا أنه كان في غاية اللطف مع الآخرين ، وعلي المستوي الفني كان أداؤه التمثيلي مضبوط للغاية .
أخيرا .. من هم المخرجين المصريين الأقرب إلى قلبك ؟
كثيرون ، فمثلاُ صلاح أبو سيف واحد من هولاء خاصة فى فيلم بداية ونهاية ، و يوسف شاهين من المخرجين المقربين إلى قلبي خاصة فى باب الحديد والأمر ذاته مع بركات خاصة فيلمه دعاء الكروان ، من الجيل التالي من المخرجين أحب أعمال خيري بشارة ومحمد خان ويسري نصر الله .
