الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يتجاوز لبنان أزماته؟.. زيارة ميقاتي إلى الرياض تحمل انفراجة كبرى| قراءة

ولي العهد السعودي
ولي العهد السعودي وميقاتي

مر عامان على  انفجار مرفأ بيروت، الذي ضرب لبنان يوم 4 أغسطس 2020، ودمر جزءاً كبيراً من المدينة، كما أدى إلى مقتل 224 شخصاً، وجرح 6 آلاف آخرين، وتشريد حوالى 300 ألف شخص، ومن قبلها دخلت لبنان في الأزمة الاقتصادية الحادة عام 2019.

لبنان يعاني من الأزمات

وهبط إجمالي الناتج المحلي الحقيقي في لبنان بنسبة 10.5% في 2021 في أعقاب انكماش نسبته 21.4% في 2020 - بحسب تقرير المرصد الاقتصادي للبنان، وانخفض إجمالي الناتج المحلي للبنان من قرابة 52 مليار دولار أمريكي في 2019 إلى مستوى قدره 21.8 مليار دولار أمريكي في 2021، مسجِّلا انكماشاً نسبته 58.1%،وهو أشد انكماش في قائمة تضم 193 بلداً.

وعانى لبنان من تدهور قيمة العملة اللبنانية، وارتفاع تكلفة الغذاء بنسبة 700% في العامين الماضيين، وهناك نسبة 78% من المواطنين اللبنانيين يندرجون تحت خط الفقر، في مقابل أقل من 30% قبل الأزمة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، فضلاً عن الشلل الذي أصاب النظام المصرفي في لبنان، ومنع المودعين من سحب مدخراتهم بالعملات الأجنبية.

كما يعاني لبنان من نقص الأدوية الأساسية في الصيدليات، وضعف إنتاجها محلياً، وأصبحوا يعرضون أسماء الأدوية التي يفتقدونها، على صفحات التواصل الاجتماعي.

وكانت الأزمة المالية التي تزامنت مع وباء كورونا، قد عصفت بالقطاع التعليمي في لبنان، على مدى العامين الماضيين، فضلاً عن أزمة الوقود التي أدت إلى نقص في توليد الكهرباء، وبالتالي تعطل قطاعات حيوية، كقطاع المستشفيات والصحة، وعدم توفر وقود السيارات.

ونص البيان الختامي للقمة السعودية الصينية، الذي اختتمت أعمالها الجمعة على عددًا من الملفات الهامة في الشأن العربي والدولي من بينهم تناول الشأن اللبناني، حيث أكد الجانبان حِرصهما على أمن واستقرار ووحدة الأراضي اللبنانية، وأهمية إجراء الإصلاحات اللازمة، والحوار والتشاور بما يضمن تجاوز لبنان لأزمته، تفاديا لأن يكون منطلقًا لأي أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة، أو مصدرًا أو معبرًا لتهريب المخدرات.

واستقبل الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء، في الرياض السبت، نجيب ميقاتي رئيس مجلس الوزراء اللبناني، وجرى خلال الاستقبال استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين.

وقد عبر رئيس الوزراء اللبناني عن الشكر والتقدير الدائم لمواقف المملكة التاريخية تجاه لبنان والدور الأساسي للمملكة في إرساء المصالحة اللبنانية وتكريس مرحلة السلام بعد إقرار وثيقة الوفاق الوطني في مؤتمر الطائف.

كما أكد ميقاتي التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ كل الخطوات التي تمنع الإساءة إلى المملكة العربية السعودية وكل الدول العربية لا سيما منها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

انتخاب رئيس جديد للبنان 

وتم التأكيد خلال الاستقبال على أهمية انتخاب رئيس للبنان وتنفيذ الإصلاحات التي يتطلع لها الشعب اللبناني والمجتمع الدولي.

وشدد ولي العهد السعودي، على حرص المملكة على أمن لبنان واستقراره، وعلى استمرار الدعم الإنساني الذي تقدمه المملكة وفرنسا للشعب اللبناني الشقيق.

وأكد رئيس الحكومة السعودية، حرص بلاده، على أمن لبنان واستقراره، وعلى استمرار الدعم الإنساني الذي تقدمه بلاده وفرنسا للشعب اللبناني الشقيق.

وقال الدكتور عبد الله نعمة المحلل السياسي اللبناني، إنه يعتقد أن لقاء ولي العهد السعودي مع رئيس مجلس الوزراء اللبناني جاء بعد وساطة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مضيفاً إنه يجب أن يكون رئيس لبنان القادم بعيد تماماً عن تحالف 8 آذار وحزب الله، حيث أن هناك حديث دائرا حول إمكانية وجود جلسة حوارية بمجلس النواب اللبناني بين رؤساء الكتل النيابية للحوار حول رئيس الجمهورية القادم.

وأكد نعمة - خلال تصريحاته لـ"صدى البلد"، أن ما قاله ولي العهد السعودي كان واضح فهو يدعم لبنان وأهمية وجود رئيس للجمهورية اللبنانية ولكن بشرط، ألا يكون تابع لتحالف 8 آذار، وإذا تم مخالفة ذلك فلن تدعم السعودية لبنان.

وأضاف المحلل السياسي اللبناني، أن نجيب ميقاتي يمسك بزمام الأمور السياسية والدولة في لبنان ولكن هذا ليس بكافي، لأن لبنان يجب أن يسير على توافق في تنظيم الأمور بين الشعب والدولة مشيراً إلى أن البلاد في حالة إفلاس وأمور المواطنين معطلة.

وتابع: يجب أن يكون الرئيس القادم بعيد كل البعد عن الفرق السياسية خاصة بعد ترسيم الحدود البحرية والمياه الإقليمية والغاز مع إسرائيل والذي يعطي هدية بالنسبة للبنان ولإسرائيل.

كما أشاد بدور الولايات المتحدة الأمريكية في حلحلة الأزمة بين البلدين، واصفا إياه بالإنجاز في سبيل الهدنة بين البلدين، مما يمهد لحل الأزمة في لبنان في عام 2023، وكذلك بدور مصر في دعم لبنان، حيث أن الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتمع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في فترة من الفترات المتأزمة في تاريخ لبنان، وساهم في عودة السفراء العرب إلى لبنان، فلولا دعم الرئيس السيسي لم يكن هناك انتخابات رئاسية بمجلس النواب.

ويذكر أن الرئيس اللبناني ميشال عون غادر القصر الرئاسي  30 أكتوبر 2022 في خطوة زادت من تأزيم المشهد السياسي في ظل انهيار اقتصادي متسارع منذ ثلاث سنوات ومع تعذر تشكيل حكومة، فضلاً عن عدم وجود مرشح قادر على حصد الأكثرية المطلوبة في البرلمان.