الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد إلغاء آلاف الرحلات.. كيف تواجه المطارات موجات الصقيع حول العالم؟

موجات الصقيع في المطارات
موجات الصقيع في المطارات

أكثر من ثلاثة آلاف وأربعمائة رحلة جوية، ألغيت في جميع أنحاء الولايات المتحدة خلال الساعات الماضية، أي نحو ما يقرب من  6.6% من إجمالي الرحلات الجوية بالبلاد، رصدها موقع تتبع الطيران العالمي “فلايت رادار”، ومرجح أن يرتفع هذا الرقم أيضًا خلال الأيام القادمة، نتيجة موجات الصقيع والعواصف الثلجية التي تشهدها أنحاء أمريكا وكندا وغيرها من البلدان الأوروبية أيضًا، بعدما سجلت الحرارة -45 درجة مئوية.

موجات الثلوج وإلغاء آلاف الرحلات الجوية

ليست المناطق الأوروبية وحدها التي شهدت اضطرابا في تشغيل الرحلات الجوية خلال الأيام الماضية، نتيجة لموجات الشتاء القاسية، فدول الخليج أيضًا تأثرت وتحديدًا المملكة العربية السعودية، حيث تأخرت غالبية الرحلات الجوية في مطار الملك عبد العزيز أمس، الجمعة، بالتزامن مع موجة السيول التي اجتاحت أرجاء المملكة. 

تكون الثلوج في المطارات 

هكذا يمر موسم الشتاء على رحلات الطيران حول العالم، تارة بموجات صقيع على البلدان الباردة وأخرى موجات سيول باتت مؤخرا، تضرب البلدان العربية وغيرها أيضًا المعرضة لهذا الظرف المناخي، لذا تقف دائما سلطات المطارات الجوية حول العالم على أهبة استعدادها مع كل حلول سنوي لهذا الموسم القارس، تتجهز بمعداتها وأجهزتها لاستقباله محاولة تفاديه بأقل الخسائر والأضرار على سير انتظام الرحلات، ولا نستثنى من ذلك مصر، فهناك استعدادات خاصة تجري أيضا داخل المطارات المصرية لاستقبال موسم الشتاء لتأمين وصول الرحلات.

في المطارات الباردة كالولايات المتحدة الأمريكية وعموم قارة أوروبا، تكون هناك إجراءات حماية استباقية لمواجهة الظواهر الجوية القاسية، التي تكون من شأنها أن تعرقل حركة إقلاع أوهبوط الطائرات على مدارجها، وتشكل خطرا كبيرًا على سلامة الرحلة، فبعضها يستعد بتجهيز معدات التذويب، والبعض الآخر بأجهزة الشفط.

المطارات الباردة وثلوج الطائرات

تقارير عالمية معنية بحركة وسلامة الطيران حول العالم، تؤكد حتمية أن تكون الطائرة خالية تماما من وجود تلوث متجمد سواء كان صقيعًا أو ثلجا على الأسطح الحرجة للطائرة مثل أجنحة الطائرة، وتوربينات الرياح، وخطوط الطاقة، والأسطح الأخرى، التي تتضرر بالجليد، وإلا لن تستطيع القيام بوظيفتها، لافتة إلى أن تواجد أي كمية من الصقيع حتى لو كانت طبقة صغيرة قد تؤدي إلى نتائج كارثية تصل إلى تحطم الطائرة كما حدث لإحدى رحلات طيران فلوريدا عام 1982 والتي تحطمت بعد الإقلاع مباشرة وكان السبب تكون طبقة من الثلج فوق جناح الطائرة.

تذويب الجليد على جسم الطائرة

التقارير العالمية تشير إلى أن الغالبية العظمى من آليات التذويب التي تنتهجها سلطات المطارات الباردة حول العالم، تتم باستخدام نوعين من السوائل كلاهما يتكون من المركب الكيميائي بروبيلين جليكول، يتم دهانها على الأسطح المجمدة، أو من خلال رش تلك المواد. 

النوع الأول عبارة عن سائل برتقالي أو محمر يستخدم لإخراج الطائرة بنشاط عن طريق ذوبان التلوث، والثاني هو السائل أخضر لامع أكثر سمكًا من النوع الأول، يلتصق بالطائرة ويستخدم أثناء تساقط الثلوج النشط أو هطول الأمطار لمنع تراكم الثلج، ويتم احتجاز الطائرة خلال هذه العملية لمدة تصل إلى 45 دقيقة، ما يسمح للطائرة بالانسحاب بأمان، هكذا الحال في  المطارات الباردة التي تشهد عواصف ثلجية وصقيع.

مصر ومطارات الخليج والتعامل مع السيول

أما دول الخليج وغيرها من الدول التي قد تتعرض لموجات سيول، من بينها مصر التي تشهد في بعض الأوقات موجات أمطار غزيرة تصل لحد السيول تؤثر أحيانًا على المطارات الواقعة على حدود مصرالشرقية، يتم اتخاذ إجراءات مغايرة على المهبط لمواجهة هذه الحالات، منها تجهيز معدات الشفط لسحب تجمعات المياه التي قد تحدث على أرض المهبط، إلى جانب وجود فرق للتدخل السريع والتعامل مع هذه الموجات الطارئة.

في المطارات المصرية، يتم التنسيق الكلي والمتابعة باستمرار بين قطاع العمليات والقطاع الهندسي بكل المطار، لمراجعة جميع جاهزية المعدات على المهبط والتأكد من صلاحيتها للتعامل في الأوقات الطارئة، فضلا عن التنسيق مع أبراج المراقبة للتعامل مع الرحلات القادمة إلى المطار والمغادرة أيضا في أوقات تدهور الرؤية فوق المطار.

إضافة إلى ذلك، يتم تجنيب جميع المعدات على المهبط وإعادة تنظيمها، لضمان عدم انزلاق أي منها في أوقات السيل والأمطار، فضلا عن التأكيد على جميع العاملين على المهبط بالالتزام بارتداء الجواكت الفوسفورية اللون لسهولة رؤيتهم في أوقات الضباب، التي تتعامل معها سيارات الإرشاد على المهبط، فيتم تجهيز جميع سيارات الإرشاد أو سيارات الـ FOLLOW ME، لاستخدامها في أوقات الضباب الكثيف والرياح والأتربة التي قد تحدث خلال الشتاء وتتسبب في حجب الرؤية.

وبحسب تقارير الطيران العالمية، فإن المطارات الباردة تكون الرحلات الجوية فوقها أكثر عرضة للضرر وتأثرًا من المطارات التي تشهد أمطار غزيرة وسيول، حيث إن العواصف الثلجية والضباب هي الأكثر تأثيرًا على الملاحة الجوية وليس الأمطار.

المطارات