الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكنيسة الكاثوليكية تحتفل بعيد الميلاد المجيد

ننشر نص كلمة بطريرك الكاثوليك في الاحتفال بعيد الميلاد المجيد

الأنبا إبراهيم اسحق
الأنبا إبراهيم اسحق بطريرك الكاثوليك في مصر

ترأس غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم اسحق، بطريرك الكنيسة الكاثوليكية في مصر، صلوات عيد الميلاد المجيد من كاتدرائية السيدة العذراء مريم بمدينة نصر.

وجاء في نص كلمته خلال صلوات القداس الإلهي، بنعمة الله، بطريرك الاسكندرية و سائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك، إلي أخوتنا المطارنة والأساقفة، وإلي أبنائنا الأعزاء القمامصة والقسوس، الرهبان والراهبات والشمامسة، وإلى جميع أبناء الكنيسة الكاثوليكية في مصر وبلاد المهجر.

النعمة والسلام في ربنا يسوع المسيح، مولود بيت لحم، معكم أشكر الله الذي مكننا أن نجتمع هذه الليلة لنصلي معا ونحتفل بعيد الميلاد. 

" ها أنذا أصنع كل شىء جديدا"  ( رؤ 21 : 5  )   هكذا تقول لنا كلمة الله حسب سفر الرؤيا، في الليلة التي ولد فيها ربنا يسوع المسيح  في بيت لحم، كانت هناك مجموعة صغيرة من 

الرعاة الفقراء يرعون قطعيهم وكان الهدوء يخيم على المكان. لم تكن الليلة مختلفة عن آلاف 

الليالي الأخرى. لكن ما كان على وشك أن يحدث سوف يغيّر ليس فقط حياة هؤلاء لكن سيغّير 

حياة المليارات من البشر على مرّ العصور، فالعالم أبداَ لن يعود إلى سابق عهده . فقد أضاءت 

السماء فجأة بنور ساطع وظهر لهم ملاك الرب وأعلن لهم بشرى ميلاد يسوع  المسيح كلمة 

الله. 

أعلن لهم بشرى الفرح، بشرى الخلاص وبشرى السلام والرجاء الصالح لبنى البشر:

 " ها أنذا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الناس، ولد لكم  اليوم مخلص، فتهللت الملائكة "المجد لله فى الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة". 

نظرة سريعة علي نشرة الأخبار اليومية أو مطالعة لما يكتب على وسائل التواصل حيث الكثير من الماسي ومن الأحداث المحزنة و التي نكاد نتعود علیها جميعا.

فالحروب والصراعات في مختلف بقاع العالم، التفكك والانقسامات في داخل الأسر والعائلات، حتى داخل الخدمة الكنسية والرسالة هناك صراعات. كم من الأخبار المؤلمة والمحزنة هنا وهناك. 

ويأتي احتفالنا بعيد ميلاد المسيح  ليدعونا إلى الفرح والرجاء. هناك من يعتقد أنً الحياة لا معنى لها وأن الموت والكراهية يشكلان الكلمة الحاسمة على قصة الوجود الإنساني.

لكنّ الرجاء المسيحي يستند على الإيمان بالله الذي يخلق دائما أموراّ جديدة  في حياة الإنسان، في التاريخ وفي الكون. إن إلهنا هو الإله الذي يخلق كل شي جديداَ ، إله المفاجاٌت . 

لذلك فالاحتفال بعيد الميلاد المجيد يؤكد كل مرة أننا نؤمن بأن في أفق الإنسان هناك شمس منيرة للأبد.

سيكون هناك مشاكل، سيكون هناك القيل والقال والحروب والأمراض، سيكون هناك زوان، غير أن القمح ينمو، إننا لا نملك المستقبل ولكننا نعرف أن يسوع المسيح الكلمة المتجسد هو نعمة الحياة الأعظم ، هو عمانوئيل الله معنا يعزينا و يقودنا في مسيرتنا. 

ها أنذا اصنع كل شئ جديداّ ( رؤ 21 : 5 )

نعم الله هو أبونا إله  الأمور الجديدة . إن الرجاء لا يتوقف أبدا ، هذا الرجاء الذي يمنحنا إياه طفل بيت لحم يقدم هدفاّ ومصيراّ جيداّ للحاضر والخلاص للبشرية . كما يؤكد لنا ذلك بولس الرسول بقوله في رسالة  رومية " لأننا فى الرجاء نلنا الخلاص"  رو ( 8 : 24 ). أي أننا ننال الخلاص عندما نسير فى هذا العالم برجاء . 

وهنا يسأل كل منا نفسه هل أسير برجاء أم أن حياتي الداخلية منغلقة ؟ 

لذلك فنحن في حاجة إلى مسيرة للتربية على الرجاء . وهنا أذكر بعض النقاط الهامة فى هذا المجال مثل : 

  1. تذكّر أنّ العدو الأول ضد الرجاء والذي ينبغى السيطرة عليه، هو في داخلك وليس في الخارج .لذا لا نترك مجالا للأفكار المريرة و المظلمة، وأرجٌ حيثما زرعك الله ولاتستسلم للظلمة. آمن بوجود الحقائق الأسمى والأجمل، ثق بالله الخالق وبالروح القدس الذي يحرك كل شئي نحو الخير. تذّكر أن العالم يسير بفضل العديد من الأشخاص الذين فتحوا أبوابا وبنوا جسورا وحلموا وامنوا حتى عندما كانوا يسمعون حولهم كلمات الاستهزاء والسخرية.
  2. إن شعرت بالفراغ وفقدان العزيمة ، اطلب من الروح القدس أن يملاً عدمك من جديد. اصنع الخير وسط البشر، ولا تصغ لصوت من ينشر الحقد و الانقسامات.

 

  1. لا تفكر أبدا أن جهادك على الأرض غير نافع على الاطلاق .لان الله قد وضع رجاءّ

    فى قلوبنا والله  لا يخيب صاحبه . وإنما يجعلنا نزهر فى ربيع أبدي. فابن حيثما تكون .  

    واسمح للاخرين أن يساعدوك  لتقف على رجليك . 

  1. احلم ولا تخف أن تحلم  بعالم لا يمكن رؤيته  الان ، ولكنه سيأتى بالتأكيد عندما يكون الله الكل في الكل. فان الاشخاص القادرين على التخيل والحلم ، قدموا للانسانية اكتشافات علمية و تكنولوجية. عبروا المحيطات و مشوا على أراض لم يطأها أحد ابدا. إن الذين زرعوا الرجاء هم أيضا أولئك الذين غلبوا العبودية و حملوا لهذه الارض أوضاع حياة أفضل .
  2. كن مسؤولا عن هذا العالم وعن حياة كل انسان. اطلب يوميا من الله عطية الشجاعة

  وتذكّرأنّ يسوع قد غلب من أجلنا الخوف عدونا الاكبر. وإن تملكك الخوف يوما أو  

  ظننت أن الشر أكبر بكثير منك , فكّر ببساطة أن يسوع فى داخلك ، وهو الذى بتواضعه  

  يريد أن يٌخضع جميع أعداء الانسان : الخطيئة والحقد ، الجريمة و العنف 

 

  1. إن أخطأت قم وانهض مجدداً ، لاتسمح لخطاياك وأخطائك أن تسجنك، لأن كلمة الله المتجسد ربنا يسوع لم يأت من أجل الأصحاء و إنما من أجل المرضى وبالتالى من أجلك .
  2. أخيرا إن اصابتك المرارة، ثق بثبات، بجميع الذين لا زالوا يعملون من أجل الخير. ففي تواضعهم هناك بذرة وعالم جديد .عاشرالأشخاص الذين ما زالوا يحافظون على قلوبهم  كقلوب الأطفال.  عش ، أحبب ، أحلم ، آمن ،  وبنعمة الله لا تيأس أبدأ.

 

ختاما،    نرفـع صـلاتنا متحـدين مع قداسة البابا فرنسيس، ومع أخوتنـا بطاركة وأساقفة الكنائس في العالم .

مـن هـذه الكنيسة  نبعث بأطيب التهـاني القلبية إلى كـل المحتفلين بالعيـد وإلى شعبنا المصـري كـافـة والشعوب جميعـا، مـصـليـن مـن أجـل سـلام وطمأنينـة العـالم، وأن يشملنا الله برحمته ويغمر قلوبنا بمحبته.

نصـلي مـن أجـل وطننـا الغـالي مـصـر، ومـن أجـل سـيادة رئيس الجمهوريـة عبـد الفتـاح

السيسي وكـل المعـاونين له في خدمـة الـوطن، طالبين لهـم الصـحة والعـون لمواصلة العمـل مـن أجـل كرامة وسعادة كل المصريين.و نجدد التهنئة لمصر على استضافة مؤتمر المناخ الذي حاز على تقدير العالم و أكد أن مصر لها دور ريادي.

نصـلى ايضـاً ونهنئ كـل الـذين يحتفلون بعيد ميلاد الرب يسـوع اليـوم وكـل الأيام المقبلة،

متمنين أن يغمر فرح و رجاء الميلاد قلب كل إنسان، بشفاعة أمنا القديسة مريم العذراء.

“المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة” (لو 1: 14)

   وكل عام وبلادنا وعائلاتنا وحضراتكم بخير وسلام ونعمة