كنده علوش: "نيران صديقة" أنقذني من أدوار الفتاة الوديعة..ونهال صحفية مختلفة..والفنانون السوريون تحدوا المذابح بالدراما

أكدت الفنانة كنده علوش أنها قدمت من خلال مسلسل "نيران صديقه" الذي شاركت بطولته منة شلبي ورانيا يوسف من إخراج خالد مرعي، دوراً يختلف تماما عن أدوار الصحفيات التي جسدتها من قبل على الشاشة.
وقالت، رداً على سؤال لـ"صدى البلد" حول الوقوع في دائرة التنميط والمقارنة، وخاصة بعد أن لعبت الدور نفسه من قبل في مسلسل "أهل كايرو" وفيلم "الفاجومي":" هناك ملايين الصحفيات، ولكل منهن شخصية وطباع وشكل وطريقة مختلفة في الحياة والتعامل مع مهنتها وحتى ملابسها فأين التنميط؟".
وأضافت أن الصحفية ليست "كاراكتر" أو نمط بل هي مهنة ، وأنا أظن أن دوري هنا مختلف تماما عن "أهل كايرو"، وللعلم أنا لعبت صحفية أيضا في "الإجتياح" مع شوقي الماجري والمسلسل السوري "بنات العيلة".. لكن نهال التي ألعب دورها في المسلسل تختلف عن كل هؤلاء ، وهي ليست صحفية بالمعنى التقليدي بل هي كاتبة وإعلامية ، وسنتعرف على قصتها على مدى 26 عاما ونرى التغييرات الجزرية التي تطرأ عليها منذ الثمانينات وحتى 2009 وتعاطيها في كل مرحلة مع مهنتها كصحفية وهي تمر بتحولات كبيرة.
وقالت كندة إن دورها في "نيران صديقة" كان فرصة جيدة للتخلص من دور البنت الوديعة التي تعود الجمهور على مشاهدتها فيها في أدوارها السابقة.
واستطردت :" لقد قدمت سابقاً في سوريا العديد من الأدوار المختلفة والتي لا تندرج تحت ادوار البنت الوديعة أو الايجابية.. وفي مصر كسرت هذا القالب في مسلسل"على كف عفريت" والذي قدمت فيه دور رانيا ممثلة وصولية وإنتهازية متزوجة من رجل مسؤول في الحزب الوطني تريد الوصول بأي طريقة".
واضافت :" شخصية "نهال" في مسلسل "نيران صديقه" ليست شريرة أو خيرة هي إنسانة لديها كل تناقضات وصراعات الإنسان والظروف القاسية التي تمر بها هي التي تدفعها لممارسة سلوكيات سلبية.. هذا الكلام ينطبق على الشخصيات الستة في المسلسل فجميع الشخصيات يطغى على سلوكها الجانب السلبي ولكن هناك مبررات ومقدمات أودت لهذه النتائج، وانا عندما اخترت الاستمرار في مهنة التمثيل لم أكن أشأ أن أقدم نوعاً واحداً من الأدوار".
وأوضحت أن "نيران صديقة" هو مصطلح سياسي يعني النار أو الرصاص الذي يطلق من منطقة صديقة أو دولة شقيقة مثلاً ، وليست عدوة وغالباً ماتكون عن غير قصد.
وقالت إن المقصود باستخدام هذا المصطلح في اسم المسلسل الذي تشارك في بطولته مع منة شلبي ورانيا يوسف، هو الأذى الذي يمكن أن يطال المرء من قبل صديق أو شخص قريب لا نتوقع منه الشر.
واشارت إلى أن "نيران صديقة" يحكي قصة 6 اصدقاء عبر 26 عاما، وكيف تتحول حياتهم ويلحقون الأذى ببعضهم البعض سواء بقصد او بدون قصد وبشكل مباشر أو غير مباشر.
وأشادت الفنانة السورية بأجواء العمل في مسلسل "نيران صديقة " ، مشيرة إلى أنها اسمتعت تماماً بالعمل مع فريق المسلسل.
وقالت :" فيما مضى، وعندما كنت أسمع ممثلين يتحدثون عن الأجواء العائلية الحميمية في التصوير كنت اقول أنها مبالغة وغير حقيقي وأنه كلام إعلام.. ولكن العمل هنا مختلف فكلنا نعرف بعضنا البعض قبل التصوير وتجمعنا مع بعض علاقات جيدة سواء الممثلات أو الممثلين وتحديداً نحن الستة هذه العلاقة تعمقت طوال فترة التصوير، بما أننا قضينا قرابة الستة أشهر نلتقي بشكل يومي ونمضي ساعات في الاستوديو، أطول من تلك التي نمضيها مع أسرنا".
واضافت أن أحداث المسلسل تتسم بالقسوة ويطغى على غالبها الحزن والألم.. لذا كنا نحرص على خلق أجواء مرحة ولطيفة في الكواليس كي لايؤثر علينا الجو العام للمسلسل بشكل سلبي، أما على الصعيد المهني فوجودي ضمن هذه الأسماء اللامعة من الممثلات أو الممثلين شكلت حافزاً كبيراً بالنسبة لي ولهم ليقدم كل منا أفضل ما عنده ، فقد كنا في مباراة تمثيل يومية".
وأكدت أنها سعدت جداً بترشيحها للمسلسل، بسبب النص شديد الخصوصية والاختلاف ، والذي كتبه محمد أمين راضي، وخطفني من أول لحظة طالعته فيها، فنادراً ما يقع بين يدي الممثل نصاً شبيهاً له، فهو جديد ومختلف على صعيد الشكل والمضمون وأسلوب الكتابة والتعاطي مع الدراما جديد وغير تقليدي، و الموضوعات المطروحة وشكل العلاقات بين الشخصيات أيضاً لم نعتد أن نشاهده في الدراما العربية.
وأوضحت الفنانة السورية كنده علوش أن إصرار الفنانين السوريين على العمل والعطاء في ظل المذابح التي تجري هناك، هو السبب في عدم حدوث ما توقعه الكثيرون من توقف الدراما السورية نتيجة للظروف السياسية التي تمر بها البلاد هناك، ومفاجأة الجميع بتقديم العديد من الأعمال الدرامية المميزة في رمضان هذا العام.
وقالت :" ما وصلنا إليه اليوم في سوريا.. وبعيداً عن الشق السياسي هو كارثة إنسانية بكل المقاييس وعلى كل المستويات.. اقتصادياً صحياً تعليمياً.. مئات آلاف الشهداء والجرحى والمصابين ملايين النازحين والمشردين واللاجئين.. ومن الطبيعي أن تنعكس هذه الكارثة على الدراما ، ولكن بعض المنتجين أصروا على الاستمرار في الانتاج رغم كل هذه الظروف وهو شئ يحترمون عليه وخصوصا ان هناك مئات البيوت مفتوحة من هذه الصناعة والسوري بقاؤه ان يعيش لا أن يموت وإستمرار عملنا هو شئ جيد جدا ويشترك فيه المنتج مع الممثل".
واضافت أنها سعدت بالاشتراك كضيف شرف في المسلسل السوري "سنعود بعد قليل" من تأليف رافي وهبي وإخراج الليث حجو، ويحكي قصة أسرة الأب فيها سوري والأم لبنانية ولديهم مجموعة من الأولاد شباب وشابات مقيمين في لبنان، وأحداث العمل تدور أثناء الثورة السورية فيرصد العمل انعكاس الأحداث وقسوتها على هذه العائلة وعلاقات أفرادها، المميز في هذا العمل هو طريقة طرح الوضع السياسي الحرج من خلال القصص الإنسانية دون الغوص في السياسة وتفاصيلها.
واشارت إلى أن عرض 3 مسلسلات في رمضان هذا العام، وهي "نيران صديقة" و"على كف عفريت" والمسلسل السوري"سنعود بعد قليل"، جاء بمحض الصدفة..قائلة:" لم أكن سعيدة بذلك، وكنت أتمنى أن أدخل الموسم الرمضاني بمسلسل (نيران صديقة ) فقط خصوصاً و انه عمل به زخم وكثافة، أما "على كف عفريت" فهو مؤجل من العام الماضي، وكان سيتم عرضه خارج موسم رمضان، وهو ما كنت أتمنى حدوثه جدا ، ولكن المنتج والقناة اتفقا على عرضه في رمضان ، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.. ووجودي في مسلسل سوري هو أمر أحرص عليه سنويا وكنت سعيدة هذا العام بمشاركتي كضيفة شرف في مسلسل "سنعود بعد قليل".
واضافت أنها كانت شديدة الحماسة للعمل مع خالد مرعي وبالفعل ومع اقترابنا من انتهاء التصوير أستطيع القول بأنه من أكثر المخرجين الذين استمتعت بالعمل معهم لقدرته على توجيه الممثل بأسلوب رائع ، ولإدراكه أهمية كل العناصر الفنية ابتداءً بالممثل والصورة وصولا لأبسط تفاصيل الاكسسوار.. فقد قام بمساعدة مدير التصوير أحمد يوسف ومهندس الديكور محمد أمين بخلق كادر وجو درامي يتناسب مع جدة واختلاف النص.