EN 
في واحدة من أسوأ أعطال حركة الطيران داخل الولايات المتحدة الامريكية، شهدت اليوم كافة مطارات الولايات الأمريكية توقف تام عن العمل في كافة أنواع الرحلات، سواء كانت رحلات داخلية أو رحلات خارجية، وذلك بعد الإعلان عن تعطل نظام NOTAM وهو نظام أمريكي خاص بالرحلات الجوية.
وهنا نرصد التفاصيل الكاملة للأزمة، وتطورها، وكيف كانت أثارها الاقتصادية، وكيف تعامل البيت الأبيض معها، وهل كان عملا إرهابيا، أم أنه عطل فينى، وما هو هذا النظام الذي تسبب بالأزمة، وكيف تعاملت ركشات الطيران مع المسافرين.
البداية مع إعلان إدارة الطيران الفيدرالي
كانت بداية ظهور الأزمة مع إعلان إدارة الطيران الفيدرالي الأمريكية، صباح اليوم الأربعاء، تعليق جميع الرحلات الجوية الداخلية في جميع أنحاء الولايات المتحدة بعد فشل في نظام كمبيوتر رئيسي لإدارة الطيران الفيدرالية.
وقالت إدارة الطيران الفيدرالية في بيانها الاول إن "نظاما يدعى NOTAM وهو نظام أمريكي خاص بالرحلات الجوية قد فشل، مما دفع الوكالة إلى إصدار أمر بتعليق عمليات المغادرة المخطط لها في جميع أنحاء البلاد حتى يتم حل المشكلة".
ولم تقدم إدارة الطيران الفيدرالية في بداية الأزمة، تقديرا للوقت الذي سيستغرقه إصلاح النظام واستئناف الرحلات، حيث قالت: "يعمل الفنيون حاليًا على استعادة النظام، ولا يوجد تقدير لاستعادة الخدمة في هذا الوقت".
البيت الابيض : ليس هجوم سيبراني
وكانت الإدارة الامريكية حريصة على إبعاد شبهة وجود عمل إرهابي متعمد، حيث خرج المتحدث باسم البيت الأبيض، سريعا عقب انتشار أنباء تعطل الطيران، وقال: "لا يوجد دليل على حدوث هجوم سيبراني، فيما يتعلق بالعطل التقني الذي أدى إلى وقف كل الرحلات الجوية في الولايات المتحدة".
وأشار في الوقت نفسه، إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمر بإجراء "تحقيق كامل للوقوف على الأسباب"، خصوصا بعد أن أدت الأزمة إلى تأجيل نحو 760 رحلة داخل الولايات المتحدة أو متجهة نحوها، بحسب موقع تتبع الرحلات FlightAware، كما تم إلغاء 90 رحلة أخرى.
محاولات لحل الأزمة بعد تعطل 3704 رحلة
وعلى مدار اليوم، حرصت إدارة الطيران الفيدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية، عن إطلاع الشعب الأمريكي، والعالم عن تطورات الأزمة التي أصابت البلاد بالشلل، وأعلنت أنه تم إحراز تقدم في استعادة نظام الإشعارات بعد انقطاع الخدمة، حيث توقعت استئناف الرحلات المغادرة عند 9 صباحاً بالتوقيت الشرقي لأمريكا، وذلك بعد استئناف رحلات المغادرة من مطاري نيوارك في نيوجيرسي وأتلانتا في جورجيا.
وأشارت الإدارة، إلى أنه ستؤجل حركة الإقلاع من المطارات حتى التاسعة صباحا بتوقيت نيويورك، وقد كشفت بيانات ملاحية لمواقع رصد حركة الطيران، أن عدد الرحلات المتأخرة داخل الولايات المتحدة وخارجها نتيجة الأزمة، ارتفع إلى 3704 رحلة، فيما عادت الإشارة إلى احتمالية أن يكون الأمر مدبر، وذلك عبر تصريح مسئول بالقيادة السيبرانية الأمريكية: "إذا كان توقف الطيران بسبب القرصنة فسيكون عملا حربيا".
الطيران الفيدرالي يعلن انتهاء الأزمة وإصلاح العطل الفني
ومع مرور عدة ساعات، خرجت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، لتعلن إنتهاء العمل بقرار وقف إقلاع الرحلات
الجوية على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث سمحت بإقلاع الرحلات الجوية على مستوى البلاد، وقالت إنه تم العودة تدريجيا لحركة الطيران في المطارات الأمريكية بعد إصلاح العطل التقني.
وأضاف الطيران الفدرالية، أنه تم عودة بعض وظائف نظام إشعارات حركة الطيران للعمل لكن عمل نظام الطيران القومي محدود، فيما ارتفع عدد الرحلات التي ألغيت داخل أمريكا وخارجها إلى 673 رحلة، كما ارتفاع عدد الرحلات المتأخرة داخل أمريكا وخارجها إلى 4013 رحلة.
انخفاض أسهم شركات الطيران .. والأزمة فضية وطنية
وفي أول التداعيات الاقتصادية لتلك الأزمة، انخفضت أسهم شركة الطيران الأمريكية “ساوث ويست” نحو 1% في تعاملات اليوم، وتغيرت أسهم شركات الطيران الكبرى الأخرى بشكل طفيف بعد توقف الرحلات الجوية على مستوى البلاد، وفق ما ذكرت شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية.
وذكر البيت الأبيض أن وزير النقل بيت بوتيجيج، أطلع الرئيس جو بايدن على تفاصيل الانقطاع، فيما ذكرت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير، في تغريدة على “تويتر”: ”لا يوجد دليل على وقوع هجوم إلكتروني في هذه المرحلة، لكن الرئيس وجه وزارة النقل بإجراء تحقيق كامل في الأسباب”.
وفي محاولة لتخفيف غضب الركاب أثناء إلغاء الرحلات، قال مطار بنسلفانيا الأمريكي للركاب أثناء نزولهم من المطار، إن هذه قضية وطنية وليست مجرد قضية محلية"، فحسب قناة “سي إن إن” الأمريكية، تم التقاط مقطع فيديو لركاب الخطوط الجوية الأمريكية وهم يهبطون من طائرة بمطار بنسلفانيا بعد أن أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية توقف الرحلات الداخلية حتى الساعة 9 صباحًا بالتوقيت الشرقي، وأكدت إدارة المطار لكافة الركاب أن "هذه قضية وطنية ، إنها ليست مجرد مشكلة محلية".
الحصاد النهائي للأزمة
وعن الحصاد النهائي للأزمة، التي بدأت في 9 صباحًا بالتوقيت الشرقي لأمريكا، فقد أعلنت السلطات الامريكية، أنه تم تأخير أكثر من 4300 رحلة داخل أو داخل أو خارج الولايات المتحدة وتم إلغاء أكثر من 750 رحلة أخرى.
وعن الخسائر المالية، فقد قامت شركات الطيران بتوعيض كافة المسافرين، وذلك بعد أن أعلنت أنها تقدم إعفاءات سفر لأي شخص يتأثر بالاضطراب، وذكرت شركة الطيران، أنه سيتم التنازل عن رسوم التغيير وأي فرق في السعر للعملاء الذين يغيرون رحلة طيران مجدولة اليوم إلى رحلة أخرى تابعة لنفس الشركة تغادر في أو قبل 16 يناير طالما تمت إعادة جدولة السفر في نفس فئة السعر وبين نفس المدن .
ما هو بالضبط نظام NOTAM الذي تسبب في الأزمة؟
تستخدم كافة أبراج مراقبة الحركة الجوية نظام NOTAMs للحفاظ على سلامة السفر الجوي، ويرمز NOTAM إلى "Notice to Air Missions"، وتصفه إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) بأنه "إشعار يحتوي على معلومات أساسية للأفراد المعنيين بعمليات الطيران ولكن غير معروف مسبقًا بدرجة كافية ليتم الإعلان عنها بوسائل أخرى.
وNOTAM هي ما تستخدمه إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) لتوصيل معلومات في الوقت الفعلي إلى الطيارين ومراقبي الحركة الجوية حول كل شيء من الطقس إلى بناء المطار، وقد يتلقى الطيارون NOTAMs حول مدارج مغلقة، أو أسراب كبيرة من الطيور، أو عمود من الرماد البركاني، أو جليد على مدرج ، أو أضواء على المباني والأبراج العالية.
وُلد نظام NOTAM الحديث في عام 1947، على غرار النظام البحري الذي نصح قباطنة السفن بالمخاطر في أعالي البحار، وتعد الوكالات الحكومية ومشغلي المطارات مسؤولون عن إرسال تحديثات NOTAM، ويستخدم الجيش الأمريكي وبعض المطارات الدولية نظام NOTAMs أيضًا.
ولا يزال من غير الواضح سبب فشل نظام NOTAM في الساعة 3:28 صباحًا بالتوقيت الشرقي. كانت إدارة الطيران الفيدرالية تشير إلى الحادث على أنه "انقطاع في المعدات، ونظرًا لتأخيرات معالجة النظام ، قد لا يتم عرض NOTAMs التي تم إدخالها مؤخرًا، قاعدة بيانات للرسائل التي تمت قراءتها قبل استئناف الرحلات الجوية.
مع استعادة نظام الأمان ، أعاد المسؤولون التركيز على الخطأ الذي حدث، وقد تمت استعادة نظام الأمان المتأثر بالانقطاع بين عشية وضحاها بالكامل وتم رفع المحطة الأرضية على الفور، كما كتب وزير النقل بيت بوتيجيج على تويتر قبل الساعة 9 صباحًا بالتوقيت الشرقي، وقال : "لقد وجهت عملية تالية لتحديد الأسباب الجذرية والتوصية بالخطوات التالية".
