شهدت على مدار سنوات عملى فى اليابان مؤتمرات وندوات تبحث سبل زيادة الاستثمارت اليابانية فى مصر ، وعقدت فى مصر خلال العقود الأربعة الأخيرة مؤتمرات مماثلة تبحث الهدف نفسه ،وفى حدود علمى لم يعقد مؤتمر علمى واحد ، يبحث فى كيفية الاستفادة من تجربة اليابان فى التقدم الاقتصادى والتكنولوجى ، وكيف تمكنت اليابان من الحصول على التكنولوجيا الغربية وكيف طورتها ثم أبدعت تكنولوجيا خاصة بها ، وما هى الدروس التى نتعلمها ويمكن ان نطبقها من النموذج اليابانى ...
وكنت أسأل نفسى وكثيرين ، ماذا نريد من اليابان تحديدا ، وبدا لى أن التصور لدى الحكومات المصرية فى هذا الصدد غير واضح أو مشوش ، وأن علاقتنا السياسية والاقتصادية مع اليابان تتطور بحسب رؤية القيادات التى تدير العمل السياسى فى مصر ، غير ان بعض دبلوماسيى مصر النابهين ادرك بحس وطنى رائع حاجة مصر الحقيقية من اليابان وهى العلم والخبرات التكنولوجية وعمل من أجل خروج الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا الى النور لتكون قاعدة للتعاون العلمى ونقل الخبرات التكنولوجية لليابان الى شباب مصر ...
وفى المحاضرة الرائعة التى القاها ساتوشى ايكوتشى استاذ الدراسات الاسلامية والعربية بجامعة طوكيو يوم الاثنين الماضى بالجامعة الأمريكية مع الدكتور عبد المنعم سعيد ، اشار الخبير اليابانى الى التحديات الامنية والعسكرية التى تحيق بالمنطقة بداية من مضيق باب المندب حتى البحر المتوسط ، وطاف بالعلاقات المصرية ، والعربية ، مع اليابان مؤكدا ان اليابان لها دور مهم فى الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة لان ذلك يخدم مصالحها القومية واحتياجها الى النفط والغاز العربى ...وقد تعرفت على ايكوتشى فى عام 2004 عندما كنت باحثا بمعهد دراسات القضايا الدولية التابع لوزارة الخارجية اليابانية ..
غير ان أهم ماقاله ايكوتشى ، إننا فى العالم العربى لا نحتاج الى الاستثمارات اليابانية فى رصف أو تمهيد الطرق ، وانه يمكننا فعل ذلك دون الحاجة الى اليابان وان ما نحتاج اليه هو العلم والتكنولوجيا اليابانية قبل الاستثمارات ، فهى التى سوف تطور العالم العربى ، أى أننا لانريد أن تقدم لنا اليابان السمكة ، ولكننا نريد منها أن تعلمنا كيف نصطاد السمك.