الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عيد الغطاس وسر تناول المصريين القلقاس والقصب.. القصة الكاملة

صدى البلد

تحتفل الكنيسة القبطية اليوم في مصر والعالم بعيد الغطاس المجيد، ومن الجَميل أن نعرف أن بعض طقوس الاحتفال بهذا العيد والتي ترجِع إلى ما قبل ظهور المسيحية نفسها، وتحديدًا فى عيد التحول إلى الشتاء لدى الفراعنة الذين كانوا يغطَسون فيه في مياه النيل محتفِلين بحرث الأرض ونثر البذور، وقد احتفظ الأقباط بالتقويم القبطي وبأسماء شهوره الفرعونية.


وما زال الفلاح المصري يستخدم التقويم القبطي في مواعيد الزرع والحصاد، كما ما زالت الكنيسة القبطية تستخدم التقويم القبطي في كل طقوسها وأعيادها، ولأن كنيستنا وطنية احتفظت باسم (الكنيسة "القبطية" الأرثوذُكسية) وبعبقرية مصرية  وحافظت على رَبَط المصري بين أعياده ومُناسباتِه وبعض الأكلات التي أعطاها معانٍ ورموز لها علاقة بالعيد.

عيد الغطاس وسر تناول المصريين القلقاس والقصب


ففي الغطاس، يأكل المصريين "القلقاس والقصب" لأنهم وَجدوا أنه في طقس المعمودية "الغطاس" يُغَطَّس الأطفال حديثي الولادة في المياه ثلاث مرات، "الولد عند عمر ٤٠ يوما والبنت عند ٨٠ يوما" والقلقاس من الدرنيات التي تُغمَر بالمياه بالكامل عند زراعتها رمزًا للمعمودية التي تَغمُر مياهها المُعَمَّد بالكامل، كما أن القلقاس قلبه أبيض رمز لحالة النقاء والطهر التي يُصبح عليها الإنسان بعد المعمودية، والمعمودية نفسها ترمز للولادة الجديدة والتخلص من خطايا الماضي، كما أن القلقاس يحتوي على مادة هُلامية مُضِرَّة يُتَخَلَّص مِنها بغسلها بالمياه، رمزًا للحياة الجديدة التي ينالها الإنسان بعد المعمودية وقد غُسِل من خطاياه وذنوبه.

عيد الغطاس وسر تناول المصريين القلقاس والقصب


أما عن القصب، فهو أبيض القلب حلو المَذاق إذا عُصِر مثالًا لِما يجب أن يكون عليه المسيحي إذا تَعَرَّض للألم، وله قشرة صلبة ترمز لتحمل المشقات بصلابة وجَلَد، كما أن القصب له عُقلات وواحدة تلو الأخرى تجعله يزداد في الطول، مثالًا للفضائل التي ينبغي للمؤمن أن يكتسبها في حياته لتنمو وترتفع قامتهِ الروحية.