الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قد يتعذر عليّ صيام الأيام البيض من رجب .. فماذا أفعل؟ داعية يجيب

صيام الأيام البيض
صيام الأيام البيض

قد يتعذر على بعض النساء والرجال صيام الأيام البيض من رجب، لظروف متعددة، فيتساءلوا عن حكم صيامها في غير الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر القمري.

أحكام صيام الأيام البيض من رجب

يقول الدكتور رمضان عبدالرازق عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، إنه  لا يشترط صيام الأيام البيض منتصف الشهر الهجري، فقد كان يصومها النبي صلى الله عليه وسلم ولا يبالي أكانت في أول الشهر أو أوسطه أو آخره.

والأيام البيض هي ثلاثة أيام من منتصف كلّ شهر في السنة الهجرية، وهي أيام الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر يصومها المسلّم تقرباً إلى الله وطاعة له، واقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-.

وأما عن بيان فوائد وفضل صيام الأيام البيض، فإن صيامها كصيام الدهر والمقصود أنّ من صام هذه الأيام فكأنّه قد صام الدهر؛ ذلك أنّ الحسنة بعشر أمثالها، واليوم عن عشرة أيام، والثلاثة أيامٍ عن شهر، فمن صام ثلاثة أيامٍ من كلّ شهرٍ فكأنه صام الدهر كلّه.

كما ورد في الحديث الذي يرويه ملحان القيسي -رضي الله عنه-: (كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يأمُرُنا أنْ نصومَ البيضَ: ثلاثَ عشْرةَ، وأربعَ عشْرةَ، وخمسَ عشْرةَ، قال: وقال: هنَّ كهيئةِ الدهرِ).

وحرص النبي على صيامها فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصوم هذه الأيام من كل شهر، ويأمر أصحابه بذلك، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أَوْصَانِي خَلِيلِي -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بثَلَاثٍ: صِيَامِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، ورَكْعَتَيِ الضُّحَى، وأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أنْ أنَامَ).

وجاء عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (يا أبا ذَرٍّ إذا صُمْتَ من الشهرِ ثلاثةَ أيامٍ، فصُمْ ثلاثَ عَشْرَةَ، وأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وخَمْسَ عَشْرَةَ).

ومن فوائدها المباعدة عن النار فصوم الأيام البيض يدخل في فضل صوم يوم تطوعاً، فلقد ثبت في الحديث الصحيح أنّ صوم يوم في سبيل الله؛ يباعد المسلم عن النار سبعين خريفاً، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا).

وهي من أحب الأعمال التي يقوم بها المسلم للتقرب من الله ونيل رضاه هي صيام النوافل بعد الصيام المفروض في شهر رمضان، وصيام الأيام البيض يعتبر من هذه النوافل، وقد بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي الذي يرويه عن الله -تعالى-: (... وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَألَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ).

كذلك دخول الصائمين من باب الريان ينال المسلم الذي صام الأيام البيض الأجر والثواب على ذلك، ويدخل الجنة من باب الريان الذي لا يدخله إلا الصائمين، فقد ثبت عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: (إنَّ في الجَنَّةِ بَاباً يُقَالُ له: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ).