الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تأمين الحدود ومكافحة الإرهاب.. صحيفة هندية تكشف تفاصيل زيارة السيسي إلى نيودلهي

الرئيس السيسي مع
الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء الهندي

‏سلطت الصحف الهندية الضوء على زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، إلى الهند والتي تعتبر الزيارة الرسمية الثالثة له منذ تولي مسئولية البلاد في عام 2014، ولكن في هذه المرة سيكون الضيف الرئيسي في احتفالات ‏‏يوم الجمهورية‏‏ في الهند والتي ستقام في 26 يناير.

وأشارت صحيفة thequint الهندية، إلى أن هذه المرة الأولى التي يكون فيها الرئيس المصري هو الضيف الرئيسي لاحتفال الجمهورية في الهند، كما تشارك وحدة عسكرية مصرية قوامها 149 فردا في موكب يوم الجمهورية. 

تدريبات مشتركة بين الجيشين الهندي والمصري

وعلى رأس جدول أعمال التدريب المشترك بين الدولتين، يأتي الدفاع ومكافحة الإرهاب، فإن موقع مصر الاستراتيجي الذي يمتد عبر غرب آسيا وأفريقيا يعتبر بمثابة ملاذ لكلا المنطقتين وسيطرة مصر على قناة السويس التي تربط المحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط وتضفي أهمية أكبر على العلاقات معها. ‏

‏وإلى جانب التجارة والزراعة والتعاون البحري، تقدم مصر أيضا شراكة قيمة في مكافحة الإرهاب، وهو تهديد مشترك يواجه كلا البلدين.‏

و‏تتمتع مصر بخبرة لا تقدر بثمن في مكافحة واحتواء الإرهاب والتطرف الديني، وهو أمر ليس غريبا عليها، حيث تمكنت مصر من مواجهة جماعة الإخوان الإرهابية التي تأسيت على يد حسن البنا في عام 1920، وقد وجهت حركات ومنظرين آخرين مثل أبو الأعلى المودودي والجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية بنظريتها الخبيثة عن الدولتين.

مكافحة الإرهاب في مصر

‏وفي مناطق أخرى من العالم، نشرت الحركة مخالبها من خلال منظمات مثل حزب الإصلاح في اليمن، وأجزاء أخرى من الخليج العربي، كما توفر جماعة الإخوان الإرساء الأيديولوجي لمثل تنظيم القاعدة وتنظيم (داعش).‏

‏ومن ناحية أخرى، تمتلك مصر جامع الأزهر، الذي يعد قبلة الدراسات الإسلامية السنية المعتدلة، كما يزدهر في مصر مجتمع مدني نابض بالحياة وحركة نسائية. 

وبالتالي، في حين أن لمصر تاريخا طويلا مع تجربة مواجهة العنف والارهاب، حيث يخوض الجيش المصري معركة طويلة ضد الإرهاب

وقال الرئيس السيسي إنه منذ عام 2013 ، استشهد العديد من أفراد الجيش والشرطة في الحرب ضد الإرهاب، وتم إنفاق أكثر من أربعة مليارات دولار أمريكي في محاربة الإرهاب، ولكن نجح الجيش المصري في احتواء مثل هذا العنف والإرهاب. 

مكافحة الإرهاب في الهند

‏وفي الهند لم يكن الأمر مختلفا، حيث كان هناك صعود لداعش – خراسان في جوار الهند في أفغانستان، كما تجد حركة طالبان المتمرسة في القتال صعوبة متزايدة في منع هجمات داعش التي تحدث بوتيرة متزايدة كما رأينا في الهجمات الأخيرة التي تبناها داعش في كابول بالقرب من وزارة الخارجية في 11 يناير من هذا العام ومؤخرا هجوم في مقاطعة بدخشان.

وتعاني كل من الهند ومصر من جوار مضطرب حيث يوفر انعدام القانون والصراع بيئة مواتية لازدهار الجماعات الإرهابية، إلى جانب ذلك، كلاهما مهدد أيضا من قبل جماعات إرهابية أخرى مثل تنظيم القاعدة وعسكر الطيبة وغيرهما، وجميعهم لا يميزون أيديولوجياتهم عن الأخرى. ‏

‏والخطر الجديد الذي نشأ بالنسبة للهند والذي سيستدعي معركة أفكار كبرى، هو الجبهة الشعبية للهند (PFI). 

وقد أعطت حكومة رئيس الوزراء الهندي ‏‏ناريندرا مودي ‏‏الأولوية لمكافحة الإرهاب، وهو ما تم التأكيد عليه خلال خطابه في قمة ‏‏صوت الجنوب العالمية‏‏ الأخيرة. 

والأهم من ذلك، أن المؤتمر السنوي لـ DGPs و IGPs، أشار أيضا إلى التطرف، باعتباره تحديا أمنيا كبيرا في البلاد واقترح الاستعانة بالقادة المسلمين المعتدلين ورجال الدين لمواجهة هذا الاتجاه. ‏

التعاون المصري الهندي لمكافحة الإرهاب

‏وبالتالي، تقدم الهند ومصر شراكة قيمة لبعضهما البعض في مكافحة التطرف الديني والإرهاب معا، وخلال زيارة السيسي السابقة إلى الهند في عام 2016، تم توقيع صفقة كبيرة بين الجانبين لتعزيز المخاوف والجهود المبذولة لمواجهة التهديدات المتزايدة للإرهاب والتطرف المستمر، من خلال تعزيز التعاون في جهود الأمن ومكافحة التطرف، ورؤية الإرهاب والتطرف على أنهما "أخطر التهديدات التي يواجهها البلدان".‏

كما يمكن لمصر أن تساعد الهند في برامج وتدابير مكافحة التطرف باستخدام قوتها الناعمة، حيث تعد مصر، وهي بلد مسلم، في طليعة الكفاح ضد التطرف والإرهاب.‏

‏وفي حين أن إدارة الرئيس السيسي تتعامل مع الإرهاب من ناحية بقبضة من حديد، إلا أنها تدرك أيضا الحساسيات الدينية للناس، وتوازن بين الاثنين ببراعة. ‏

و‏لدى كلا البلدين خبرة قيمة لمشاركتها في تعزيز أمن الحدود نظرا لجيرانهما المضطربين: الهند مع باكستان ، ومصر مع ليبيا والسودان. 

‏وأخيرا، تحتل مصر المرتبة الأولى عربيا، والمرتبة 13 عالميا في القوى العاملة العسكرية، حيث تضم أكبر قاعدة عسكرية في المنطقة، مع اندماج الهند ببطء ولكن بثبات في البنية الأمنية لمنطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا (WANA) ، من خلال أطر مثل I2U2 والثلاثية بين الهند والإمارات العربية المتحدة وفرنسا، ومع هيمنة كل منها على الممرات المائية في المحيط الهندي والبحر الأحمر، فإن شراكة الدفاع ومكافحة الإرهاب معها ، ذكية وضرورية.‏