تقرير سري: كوريا الشمالية سرقت العملات المشفرة لاستهداف شبكات الطيران والدفاع الأجنبية

سرقت كوريا الشمالية المزيد من أصول العملات المشفرة في عام 2022، أكثر من أي عام آخر، من أجل ضرب شبكات الدفاع والطيران بالدول الأجنبية، وفقًا لـ تقريرسري للأمم المتحدة، اطلعت عليه «رويترز» يوم الاثنين.

وأفاد مراقبو العقوبات المستقلون للجنة مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، بأن '(كوريا الشمالية) استخدمت تقنيات إلكترونية متطورة بشكل متزايد للوصول إلى الشبكات الرقمية المشاركة في التمويل السيبراني ، ولسرقة المعلومات ذات القيمة المحتملة ، بما في ذلك برامج أسلحتها'.

واتهم المراقبون، في السابق، كوريا الشمالية، باستخدام الهجمات الإلكترونية؛ للمساعدة في تمويل برامجها النووية والصاروخية.

وكتب المراقبون في تقريرهم- الذي تم تقديمه إلى لجنة عقوبات كوريا الشمالية التابعة لمجلس الأمن المكون من 15 عضوًا، يوم الجمعة- نقلاً عن معلومات من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والأمن السيبراني: 'سُرقت قيمة أعلى من أصول العملة المشفرة من قبل الجهات الفاعلة في كوريا الديمقراطية في عام 2022، مقارنة بأي عام سابق'.

ونفت كوريا الشمالية، في السابق، مزاعم القرصنة أو الهجمات الإلكترونية الأخرى.

كوريا الشمالية تدعو إلى تعزيز الاستعداد للحرب وتوسيع التدريبات

تحويل المنطقة لترسانة حرب.. تهديدات خطيرة من كوريا الشمالية للولايات المتحدة

وقال مراقبو العقوبات: إن كوريا الجنوبية قدرت أن قراصنة مرتبطين بكوريا الشمالية سرقوا أصولًا افتراضية بقيمة 630 مليون دولار في عام 2022 ، في حين قدرت شركة للأمن السيبراني أن جرائم الإنترنت في كوريا الشمالية أسفرت عن عمليات إلكترونية تبلغ قيمتها أكثر من مليار دولار.

وذكر تقرير الأمم المتحدة: 'من المرجح أن يكون التباين في قيمة الدولار الأمريكي للعملات المشفرة في الأشهر الأخيرة قد أثر على هذه التقديرات، لكن كلاهما يظهر أن عام 2022 كان عامًا قياسيًا لسرقة الأصول الافتراضية من جانب كوريا الشمالية'.

وتوصلت شركة تحليلات blockchain- ومقرها الولايات المتحدة- الأسبوع الماضي، إلى نفس النتيجة.

وأشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن 'الأساليب التي يستخدمها الفاعلون في مجال التهديد السيبراني أصبحت أكثر تعقيدًا؛ مما يجعل تعقب الأموال المسروقة أكثر صعوبة'.

وقال دبلوماسيون: إنه من المقرر نشر التقرير علنا ​​في وقت لاحق هذا الشهر، أو أوائل الشهر المقبل.

وتحدث المراقبون عن أن معظم الهجمات الإلكترونية نفذتها مجموعات يسيطر عليها مكتب الاستخبارات الرئيسي في كوريا الشمالية - المكتب العام للاستطلاع. وقالت إن تلك المجموعات تضمنت فرق قرصنة تتبعها صناعة الأمن السيبراني تحت أسماء Kimsuky و Lazarus Group و Andariel.

ونوه تقرير الأمم المتحدة بأن 'هؤلاء الفاعلون واصلوا بشكل غير مشروع استهداف الضحايا لتوليد إيرادات وطلب معلومات ذات قيمة لكوريا الديمقراطية بما في ذلك برامج اسلحتها.'

مراقبو العقوبات أشاروا إلى أن المجموعات نشرت برمجيات خبيثة من خلال طرق مختلفة بما في ذلك التصيد الاحتيالي. استهدفت إحدى هذه الحملات الموظفين في المؤسسات في مختلف البلدان.

وأوضح تقرير الأمم المتحدة: 'تم إجراء اتصالات أولية مع الأفراد عبر موقع لينكد إن ، وبمجرد تحديد مستوى الثقة بالأهداف ، تم تسليم حمولات ضارة من خلال الاتصالات المستمرة عبر واتساب'.

وأضاف أيضًا: أنه وفقًا لإحدى شركات الأمن السيبراني ، فإن مجموعة مرتبطة بكوريا الشمالية تعرف باسم HOlyGhOst نشرت 'ابتزازات فدية من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في العديد من البلدان من خلال توزيع برامج الفدية في حملة واسعة النطاق وذات دوافع مالية'.

وفي عام 2019 ، أفاد مراقبو عقوبات الأمم المتحدة بأن كوريا الشمالية حققت ما يقدر بملياري دولار على مدى عدة سنوات لبرامج أسلحة الدمار الشامل الخاصة بها باستخدام هجمات إلكترونية واسعة النطاق ومتطورة بشكل متزايد.

- حجز العقوبات
وقال المراقبون في أحدث تقرير سنوي لهم إن بيونغ يانغ واصلت إنتاج المواد الانشطارية النووية في منشآتها وأطلقت ما لا يقل عن 73 صاروخا بالستيًّا ، من بينها 8 صواريخ بالستية عابرة للقارات العام الماضي.

وتحذر الولايات المتحدة منذ فترة طويلة من أن كوريا الشمالية مستعدة لإجراء تجربة نووية سابعة.

ويمنع مجلس الأمن كوريا الشمالية منذ فترة طويلة من إجراء تجارب نووية وإطلاق صواريخ بالستية.

ومنذ عام 2006، خضعت لعقوبات الأمم المتحدة، والتي شددها مجلس الأمن على مر السنين لاستهداف برامج بيونغ يانغ النووية والصاروخية.

لكن المراقبون قالوا إن كوريا الشمالية واصلت وارداتها غير المشروعة من البترول المكرر وصادرات الفحم متجنبة العقوبات. ولفتوا أيضا إلى أنهم بدأوا تحقيقا في تقارير عن صادرات ذخيرة من قبل كوريا الشمالية.

اتهمت الولايات المتحدة شركة المرتزقة الروسية فاغنر جروب بتلقي أسلحة من كوريا الشمالية للمساعدة في تعزيز القوات الروسية في أوكرانيا. ورفضت كوريا الشمالية الاتهامات ووصفتها بأنها لا أساس لها ، ونفى مالك شركة فاغنر ، يفغيني بريغوزين ، حصوله على أسلحة من كوريا الشمالية.

وفي مايو الماضي ، استخدمت الصين وروسيا حق النقض ضد مسعى بقيادة الولايات المتحدة لفرض مزيد من عقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية. وشمل ذلك تجميد أصول مقترح لمجموعة لازاروس للقرصنة.

وتم اتهام مجموعة Lazarus بالتورط في هجمات برنامج الفدية 'WannaCry' ، واختراق البنوك الدولية وحسابات العملاء ، والهجمات الإلكترونية عام 2014 على شركة Sony Pictures Entertainment.

وقالت الولايات المتحدة في أبريل (نيسان) الماضي إن الولايات المتحدة ربطت بين قراصنة كوريين شماليين وسرقة عملات رقمية بقيمة مئات الملايين من الدولارات مرتبطة بلعبة Axie Infinity الشهيرة على الإنترنت. قالت Ronin ، وهي شبكة blockchain تتيح للمستخدمين تحويل العملات المشفرة داخل وخارج اللعبة ، إن النقد الرقمي الذي تبلغ قيمته حوالي 615 مليون دولار سُرق في مارس 2022.