EN 
تتسارع الدول في نجدة وتقديم الدعم ومد يد العون لسوريا وتركيا إثر الزلزال المأساوي الذي تعرضت له الدولتين فجر الإثنين 6 فبراير2022، والذي وصل عدد ضحاياه حتى الآن مايزيد عن 6000 قتيل في الدولتين والآلاف من المصابين والجرحى.
فيما توقعت منظمة الصحة العالمية أن تكون الحصيلة النهائية أكبر بكثير من الأرقام غير النهائية المعلنة.
وتصارع فرق الإنقاذ الأمطار الغزيرة والثلوج أثناء سباقها مع الزمن من أجل العثور على ناجين تحت الأنقاض بعد الزلزال المدمر.
مصر تمد يد العون لشقيقتها
ودائماً ما دعمت وتدعم وستدعم مصر الدول الأخرى خاصة وقت الأزمات والنكبات، وما تأخرت مصر يوماً عن نجدة شقيقاتها ومد يد العون لهم وخاصة الحبيبة سوريا، التي فاقم الزلزال جراحها التي ظلت تنزف طيلت العقد المنصرم إثر ثورتها.
وأجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي اتصالا رحب به نظيره السوري بشكل كبير.
وأكد الرئيس السوري بشار الأسد امتنانه لاتصال الرئيس السيسي الذي عبر عن تعازيه الحارة للشعب السوري في ضحايا الزلزال المدمر، مشددًا على اعتزاز سوريا بالعلاقات التاريخية والأخوية التي تربط البلدين وشعبيها الشقيقين.
وأعرب الرئيس السيسي عن خالص التعازي في ضحايا الزلزال المدمر، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
كما أكد الرئيس السيسي تضامن مصر مع سوريا وشعبها الشقيق في هذا المصاب الأليم، مشيرًا إلى توجيهات بتقديم كافة أوجه العون والمساعدة الإغاثية الممكنة في هذا الصدد إلى سوريا.
ويجمع مصر وسوريا علاقات سياسية متميزة علي كافة الأصعدة وفي مختلف القضايا، حيث تميّزت العلاقات المصرية السورية بتاريخ مشترك منذ التاريخ القديم حيث كانت الدولتان أرضاً واحدة في فترات كثيرة منذ عصر الدولة الحديثة الفرعونية حتى القرن التاسع عشر مع بدء انهيار وتفكك الدولة العثمانية.
آخر مظاهر الوحدة بين البلدين تجلّت في اتحاد الدولتين في دولة واحدة باسم الجمهورية العربية المتحدة عام 1958 برئاسة الراحل جمال عبد الناصر؛ وتفككت هذه الوحدة من جانب سوريا عام 1961، حتى تولى الرئيس أنور السادات الحكم في مصر والرئيس حافظ الأسد في سوريا بالشراكة مع ليبيا برئاسة معمر القذافي عام 1971 ثم أعلن قيام اتحاد الجمهوريات العربية، وهو اتحاد يحفظ لكل دولة شخصيتها الاعتبارية ونظامها الداخلي.
وخاضت مصر بجانب سوريا حرب أكتوبر 1973 لطرد إسرائيل من شبه جزيرة سيناء في مصر وهضبة الجولان في سوريا.
مصر حاضرة في كل وقت وحين
ومن جانبه قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن اتصال الرئيس السيسي بالرئيس السوري بشار الأسد يأتي في سياق الدعم المصري لسوريا في ظل المحنة الكبيرة الحالية بعد الزلزال الذي أسفر عن مقتل الألاف وإصابة الألاف أيضا، وهو ما يعد كارثة كبيرة بالنسبة لسوريا في ظل الظروف القاسية الصعبة التي تعيشها سوريا منذ سنوات خاصة وأن الزلزال جاء في وقت شديد الصعوبة في ظل أزمات الشتاء القار وتدهور الأوضاع المعيشية وعدم توافر الخدمات وهو ما فاقم من هذه الأزمة وحدتها على الشعب السوري.
وأضاف السيد في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن اتصال الرئيس السيسي جاء ليؤكد دائماً أن مصر بجانب الأشقاء في كل وقت وحين وفي كل موقف وأزمة سواء بالدعم المعنوي والمادي والدعم اللوجيستي وأرسلت عدداً من المساعدات بالطائرات المصرية إلى سوريا دعماً ومساندة لها والمساعدة في انتشال ضحايا الزلزال الكبير الذي أثر بشكل مأساوي في كل من سوريا وتركيا.
وتابع أن الاتصال جاء في سياق العلاقات الوثيقة التي تجمع مصر بسوريا، خاصة وأن مصر من الدول النادرة التي لم تتدخل في الشأن السوري، ولم تكن جزءا من الاستقطابات الإقليمية والدولية حول سوريا، كما أن سوريا تقدر كثيرًا هذا الموقف المصري، كما أن مصر بالطبع مع عودة سوريا للجامعة العربية لأن سوريا جزء من النسيج العربي وجزء من الوطن العربي وبالتالي هذا الاتصال يأتي في سياق الدعم المعنوي وتأكيد وقوف مصر قيادة وشعب مع الشعب السوري في هذه المحنة الكبيرة.
وفي لفتة إنسانية من أطباء مصر، دعا الدكتور خالد أمين الأطباء الاخصائيين والاستشاريين في التخصصات الطبية المختلفة خاصة في التخدير والطوارئ والجراحات المختلفة الراغبين في تقديم الدعم الطبي للمصابين داخل سوريا، التواصل لتسجيل بياناتهم في قائمة الاستعداد وذلك لحين التنسيق مع وزارتي الصحة والخارجية المصرية، معلناً عن رقمي واتساب لتسجيل البيانات ٠١٠٠٠٧٦٧٥١٦ و ٠١١١٥١٥٢٩٩١
وفي سياق متصل أعلن الدكتور حسين خيري نقيب الأطباء، أن النقابة تواصلت مع السفير بسام درويش سفير سوريا في مصر للوقوف على احتياجات الداخل السوري من الأدوية والمستلزمات الطبية، كما تواصلت النقابة العامة للأطباء مع الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة للتنسيق نحو دعم الشعب السوري الشقيق بالمساعدات الإنسانية المختلفة لتخفيف مآسي وتوابع الزلزال المدمر الذي لحق بسوريا فجر أمس الاثنين.
وأكد الدكتور حسين خيري أن لجنة مصر العطاء وجميع لجان نقابة الأطباء جزء لا يتجزأ من المجتمع المصري المدني الشريك والمساهم للحكومة في تقديم الدعم أوقات الأزمات سواء داخل مصر أو خارجها، وأن توجه لنقابة الأطباء نحو دعم الأشقاء السوريين هو من مبدأ ترتيب شدة الاحتياج للظروف الاقتصادية الأصعب التي يمر بها الشعب السوري مقارنة بتركيا.
