الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خسائر بمليارات الدولارات .. كيف تعوض تركيا المتضررين من الزلزال المميت ؟

صدى البلد

لا تزال  كارثة الزلزال، الذي ضرب سوريا وتركيا فجر الإثنين الماضي 6 فبراير الجاري، بقوة 7.9 على مقياس ريختر،  محط اهتمام العالم لما خلفه من خسائر كبيرة سواء على مستوى الأرواح أو البنية التحتية أو الخسائر الاقتصادية.

ويقدر ضحايا زلزال سوريا وتركيا بأكثر من 24 ألف قتيل، و82 ألف مصاب، وذلك وفقا للأحصائيات الرسمية الصادرة بعد 5 أيام من جهود البحث والإغاثة التي تقوم بها عدة جهات ومنظمات إنسانية داخل البلدين.

أعنف زلزال والخسائر لا تحصى

يعتبر زلزال 6 فبراير 2023، أعنف زلزال شهده العالم منذ عام 1999؛ لما سببه من تدمير آلاف المباني، وتشريد عدد كبير من الأسر والأطفال والرضع الذين لا يعرف مصيرهم حتى الآن بعد فقدهم لعائلتهم تحت الأنقاض، "ذكرت مفوضية اللاجئين أن عدد المشردين في سوريا ارتفع بعد الزلزال إلى 5 ملايين و300 ألف شخص"، فضلاً عن التداعيات الجيولوجية التي سببها الزلزال، والخسائر الاقتصادية الكبيرة.

وقدرت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني الخسائر التي لحقت بسوريا وتركيا جراء الزلزال الذي ضربهما بما بين ملياري دولار و4 مليارات أو أكثر، مضيفة أنه من الصعب تقدير الخسائر الاقتصادية بصورة دقيقة.

وأشارت الوكالة في تقرير لها إلى أن خسائر الممتلكات المؤمن عليها ستكون أقل بكثير، وقد تصل إلى حوالي مليار دولار، بسبب التغطية التأمينية المنخفضة في المناطق المتضررة، فيما سيتم تغطية الغالبية العظمى من هذه الخسائر عن طريق إعادة التأمين.

يشار إلى أنه تم إنشاء مجمع التأمين التركي ضد الكوارث (TCIP) بعد زلزال إزميت عام 1999؛ لتغطية أضرار الزلزال التي لحقت بالمباني السكنية في المناطق الحضرية، ومع ذلك، فإنه لا يغطي الخسائر البشرية أو مطالبات المسؤولية أو الخسائر غير المباشرة، مثل توقف الأعمال. 

ويعتبر غطاء التأمين ضد الزلازل إلزاميًا من الناحية الفنية في تركيا، لكن لا يتم تطبيقه في كثير من الأحيان في الممارسة العملية، ونتيجة لذلك، فإن العديد من العقارات السكنية غير مؤمن عليها، لا سيما في العديد من المناطق المتضررة، وفق التقرير.

ورجحت الوكالة أن تكون تغطية التأمين في الأجزاء المتضررة من سوريا منخفضة كذلك، لا سيما بالنظر إلى الآثار الاقتصادية للتوترات العسكرية.

وقال الدكتور عمرو صبحي خبير تكنولوجيا المعلومات، إن الخسائر الاقتصادية في تركيا تتعدي  4 مليارات دولار، وقد تتصل إلى 4.8 دولار أمريكي، وذلك لوجود بيانات واضحة في تركيا ولكن للأسف لا يوجد بيانات في سوريا لقياس الخسائر.

دور مهم للتكنولوجيا في الزلازل 

ولفت صبحي: يوجد جهود كبيرة تبذل في تركيا لتعويض الخسائر وبناء الأماكن المتضررة خلال عام واحد فقط. وذلك عن طريق المجمع التركي ضد الكوارث ( TCAP )، حيث لديه عقود مع شركات تأمين كبيرة، وتضمن عقوده مع هذه الشركات تعويضات تصل إلى 2.6 مليار، مشيراً إلى أنها تغطي المطارات والمرافق الكبرى والمصانع وليست المباني السكنية.

وأضاف خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، إنه مع تقدم التكنولوجيا الكبير لحماية المناطق من الكوارث الطبيعية زاد الاعتماد على التكنولوجيا في مهام الإنقاذ من الكوارث الطبيعية مثل الزلازل، وذلك بعد تطويرها على مدار سنوات للمساعدة في تقليل الخسائر البشرية حيث ان التكنولوجيا في حالة الكوارث منقسمة إلى جزئين مساعدة التكنولوجيا للتنبوء من الكوارث والجزء الثاني من التكنولوجيا وهو بعد وقوع الكارثة، لافتاً إلى أن أبرز هذه الأدوات التكنولوجيا التي تساعد في التنبؤ بالزلازل؛ 

1- كوايك فييد  (QuakeFeed) هو التطبيق الأكثر شمولا في مجال تنبيهات الزلازل والتتبع​

2- ماي إيرث كويك آليرتس (My Earthquake Alerts) الذي يساعد على تتبع الزلازل في جميع أنحاء العالم، وكما يوحي الاسم، سيتلقى المستخدم أيضا تنبيهات في حالة وقوع زلزال في منطقته.

3- ماي شيك (MyShake) حيث يحتوي تطبيق ماي شيك بالإضافة إلى التنبيهات لحصول زلازل وتتبعها على ميزة المساهمة في إنقاذ الأرواح من خلال الإبلاغ عن اهتزازات أرضية. 

4- إيرث كويك آليرت (Earthquake Alert) يحتوي إيرث كويك آليرت على بيانات كثيرة حول الزلازل التي تحدث يوميا، وهو مثالي لمتتبعي الزلازل الهواة.

5- إيرث كويك نيتورك (Earthquake Network) يوفر تطبيق إيرث كويك نيتورك تنبيهات في الوقت الفعلي بناءً على موقعك. كما يتيح لك التحقق من التقارير الواردة في آخر 24 ساعة من خلال ميزة الشبكات الزلزالية الخاصة به، ويمكنك أن تصبح جزءا من هذه الشبكة والإبلاغ عن وقوع زلزال.

دور التكنولوجيا بعد وقوع الكوارث

وتابع صبحي: رغم وجود التكنولوجيا الحديثة ورغم كل التوقعات إلا أن الله سبحانه وتعالي له حكمة في كل شيء على وجهة الأرض، لافتا: دور التكنولوجيا يأتي بعد وقوع الكوارث، وهو مهم جداً، حيث إن البيانات في ذلك الوقت يكون لها دورا كبيرا جدا جدا في اتخاذ القرارت مثل؛

  • طائرات الدرون، التي تقوم بنقل المعلومات إلى فرق الإنقاذ عن حجم الضرر،  وذلك لتحديد الأوليات.
  • أجهزة الاستشعار لتحديد أماكن البشر، وذلك عن طريق رسم خرائط حرارية تشير إلى وجود أشخاص محاصرين تحت الأنقاض، مع وجود تكنولوجيا جديدة تسمى "ناسا فايندر"؛ لاكتشاف ضربات القلب للبشر تحت الركام وتصل إلى 30 قدما تحت الأنقاض.

وأشار: بعد تحديد المنكوبين تحت الركام يصعب الوصول إليهم بالطرق التقليدية، وهنا يأتي دور الروبوت، حيث يكون قادرا على الدخول من فتحات صغيرة ولديه مقدرة التواصل مع فريق الإنقاذ، وذلك من خلال أحدث مشروع للتواصل تحت الأنقاض وهو مشروع "سرفال"، يتم من خلاله التواصل بشكل مباشر دون وجود شبكات محمول.