EN 
بطراز معمارى أوروبى مميز، يتفرد "قصر طوبيا" بلون أبيض فريد، وبتاريخ طويل يتجاوز قرن من الزمان، وسط أهم ميادين وشوارع مدينة قوص جنوب قنا ، ليسطر صفحات لفترات زمنية هامة من عمر المدينة العريقة، التى كانت تحوى الكثير من القصور والمبانى التاريخية التى اختمنالوجود لعوامل عديدة.
القصر مبنى بطراز ايطالى مميز
القصر التاريخى، شيده "الخواجة طوبيا بقطر" عام ١٩٠٤ ، كما يطلق عليه الأهالى بمدينة قوص، وفقاً للنظام المعمارى الإيطالى على مساحة حوالى ٢٥٠٠ متر، وطابقين يحتوى كل طابق منهما على ٦ غرف، ثلاث منها شرقية وثلاث غربية، تطل على حديقة زاخرة بالأشجار تبقى منها القليل، ومساحة فضاء من جميع الاتجاهات قبل الثورة العمرانية التى طالت كل المدن عقب ثورة يوليو 1952 .
لفترات طويلة ظل قصر طوبيا ، متميزاً بطراز معمارى ملف للانتباه، ومساحة شاسعة تحيط بالمبنى من كافة الجهات، وسط منازل طينية أو بالطوب الأحمر، إلى أن بدأ الزحف العمرانى الحديث يحتل مساحات كبيرة على جانبى القصر، لتختفى بعض جوانيه عن أعين الناظرين، ومستقلى قطارات السكة الحديد، الذى يمر بجوار القصر، لكن مازالت واجهة القصر تطل على مؤسسات رسمية وشوارع هامة بمدينة قوص.
عمره حوالى 118 عاماً
مرور ١١٨ عاماً على إنشاء قصر طوبيا ، لم يزيده إلا قيمة و أهمية لدى أبناء مدينة قوص التى تلقب هى الأخرى بـ " كعبة العلماء"، والمهتمين بالمبانى التاريخية، لكنه بدأ يعانى فى الفترة الأخيرة من تهالك بعض جدرانه و أعمدته، نتيجة الفترة الزمنية التى تتجاوز قرن من الزمان، ما جعل الكثير يطالب بضرورة إجراء ترميم عاجل للقصر، حرصاً عليه من الإنهيار، مع إدراجه بشكل فعلى ضمن المبانى التاريخية التى تحظى باهتمام ادارة التنسيق الحضارى، والتى لم يضم إليها رسمياً إلا عام 2009 ، لكن دون أى خظوات فعلية للحفاظ على القصر التاريخى.
بناه آخر الاقطاعيين بمدينة قوص
قال الشاعر مراد محمد حسن ، إن القصر بنى فى عام ١٩٠٤ على يد طوبيا بقطر" آخر الإقطاعيين بمدينة قوص"، والذى كان يمتلك أكثر من 500 فدان بناحية مدينة قوص، وكان له مساهمات كثيرة فى المدينة، وعندما احتار أهل المدينة و أعيانها فى إيجاد مقر لمدرسة ثانوية عام ١٩٤٥ لتخفيف عناء الانتقال إلى مدينة قنا التى تبعد ٣٠ كيلو عن مدينتنا، اقترح أن يحول قصره إلى مدرسة بنظام التأجير.
وتابع حسن، وبالفعل تم تحويل القصر لمدرسة ثانوية، بالدور الأول والثانى خدمة لأبناء المدينة والقرى المحيطة بها، و فضل هو البقاء فى بدروم القصر، إلى أن توفى داخل بدروم القصر فى سبعينيات القرن الماضى، بعدما تركه أبنائه و غادروا المدينة إلى القاهرة لاستكمال تعليمهم، لعدم وجود جامعات بمحافظة قنا فى هذا الوقت.
القصر احتوى اول مدرسة ثانوية بقوص
وأضاف حسن، بأن القصر كان شاهداً على فترات زمنية هامة فى تاريخ مصر وتاريخ مدينة قوص، وشهد خلال السنوات الماضية تحول من المدرسة الثانوية إلى مدرسة اعدادية، وبعدها جرى إغلاقه فترة من قبل الجهاز القومي للتنسيق الحضارى، لا جراء أعمال ترميم للمبنى، لكنها لم تتم، وفى الفترة الأخيرة جرى استغلال المبنى كمخزن للكتب و مرة أخرى من قبل الإدارة التعليمية بقوص كمقر إدارى.
و أوضح حسن، بأن القصر مبنى على مساحة 14 قيراط، بطراز أوروبى، له ساحة أمامية، ويتكون من طابقين، و بدروم، كل طابق به ٦ غرف علي الناحيتين الشرقية والغربية، فضلاً عن سطح مفتوح للقصر، وبداخله حديقة واسعة وصالة فى المنتصف، وسلالم رخامية تستند على أعمدة اسطوانية، كما توجد شرفة كبيرة مفتوحة محاطة بالأعمدة تتوسط سطح القصر.
قصر طوبيا
