دعا الاتحاد الإفريقي، في بيانه الختامي لدورته العادية الـ 36، المنعقدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إلى قبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة بشكل كامل، داعما انضمامها إلى المنظمات والمواثيق الدولية، معربا عن استهجانه مما أعلنته وكالتة الأنباء الفلسطينية، من استمرار التعنت الإسرائيلي، والحكومات المتعاقبة برفض المبادرات والدعوات المتكررة من القيادة الفلسطينية والمجتمع الدولي، للانخراط في مفاوضات سلمية.
انضمام فلسطين للأمم المتحدة بشكل كامل
ودعم الاتحاد الإفريقي، طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من الأمين العام للأمم المتحدة، بوضع خطة دولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا مكانة مركزية القضية الفلسطينة العادلة، ومجددا دعم القمة الإقريقية لمبادرة الرئيس الفلسطيني للسلام، وخطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، داعيا الدول الأعضاء كافة لاحترام الوضع التاريخي في القدس، معتبرا أي إجراء أو قرار استعماري إسرائيلي بفرض قوانين أو ولاية قضائية وإدارية، لاغيا وباطلا، ومخالفا للقانون الدولي.
وأدان الممارسات الاستعمارية الإسرائيلية التي تطبق نظام الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما يميز بين السكان الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس العرق والدين، ويمنح للإسرائيليين تفوقا في الحقوق والامتيازات على أصحاب الأرض الفلسطينيين، مستنكرا السياسات الإسرائيلية التعسفية في الاستمرار بالاحتفاظ بالمعتقلين الفلسطينيين في ظروف قاسية وإهمال طبي، بما فيها سياسة الاعتقال الإداري دون محاكمة، وسياسة اعتقال ومحاكمة الأطفال، والاستمرار بسياسة احتجاز جثامين الشهداء والأسرى، وكذلك الاستهداف الغاشم والمتكرر بحق الطواقم الطبية والإعلامية، واستهداف كبار السن والنساء والأطفال.
ماذا يعني انضمام فلسطين للأمم المتحدة؟
في هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي بحركة فتح، إن القمة العربية الأخيرة في الجزائر، ومؤتمر دعم القدس الذي عقد في جامعة الدول العربية، تم التأكيد على خطوات الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، والذي سيعيد التوجه إلى المؤسسات الدولية ويتوجه إلى مجلس الأمن، للحصول على عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، موضحا أن الاتحاد الإفريقي أصدر بيان بعد طرد الوفد الإسرائيلي لتأكيد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته ودعم التوجه للجمعية العامة ومجلس الأمن لمنح العضوية الكاملة لفلسطين في الامم المتحدة.
وأضاف الرقب خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن دعم بيان الاتحاد الإفريقي، لموقف فلسطين، يعني دعم أكثر من 55 دولة لحق فلسطين في عضوية الأمم المتحدة، ولكن مع الأسف في النهاية من سيمنح العضوية الكاملة لفلسطيني في الأمم المتحدة، ليست الجمعية العامة، وإنما مجلس الأمن، في ظل رفض الجانب الأمريكي هذا الأمر.
وأوضح أنه في حال إتمام فلسطين خطوة الانضمام إلى الأمم المتحدة، سوف تكسب اعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطين، بشكل كامل، كما سيتم ترسيم الحدود لاحقا، والحديث عن أن هناك عضوا في الأمم المتحدة وهي إسرائيل، تحتل أراضي دولة كاملة السيادة، ومن هنا سيتم الصراع الدبلوماسي والمؤسسات الدولية على الأرض الفلسطيني، ما يعني أن المجتمع الدولي سيكون في موقف حرج بشكل كبير بعدما وقف على قدم واحدة من أجل دعم أوكرانيا في حين لا يدعم حقوق الشعب الفلسطيني الشرعية.
صدام عسكري أمريكي إسرائيلي
ولفت إلى أن أمريكا لا تريد الاعتراف بفلسطين، رغم أنها تؤمن بمبدأ حل الدولتين، لان الاعتراف لفلسطين وإعطاؤها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، سيؤدي إلى تشكيل الولايات المتحدة قوة جيوش لطرد إسرائيل من الأراضي الفلسطيني، وهذا ما لا تريده أمريكا، لذلك فإن القرار في مجلس الامن وليس الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكان الإتحاد الإفريقي، شدد على رفضه العدوان الإسرائيلي الهمجي والمستمر على قطاع غزة، معربا عن بالغ القلق تجاه تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في القطاع، مؤكدًا رفضه بشكل قاطع الاستهداف المتعمد للمجتمع المدني الفلسطيني ومؤسساته من قبل إسرائيل.