الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السؤال الصعب.. ما الدعم الذي تقدمه الصين لروسيا؟

صدى البلد

أصبحت الصين شريكًا تجاريًا مهمًا بشكل متزايد لروسيا حيث تسعى إلى تخفيف تأثير العقوبات الاقتصادية التي تفرضها بعض الدول ردًا على غزوها لأوكرانيا. وتتهم الولايات المتحدة الآن بكين بتوريد أسلحة وذخيرة "فتاكة" لروسيا، وهو ما تنفيه الصين بشدة. ومن ناحية أخرى، هدد الاتحاد الأوروبي بكين من تجاوز "الخط الأحمر" وإلا فإنها تعرض نفسها للعقوبات.

هل تزود الصين روسيا بالأسلحة؟

تعمل الصين على توسيع قدراتها الإنتاجية العسكرية وهي الآن رابع أكبر مصدر للأسلحة في العالم. ويقول باحث من معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام سيمون ويزمان، "إن أسلحة الصين تتطور أكثر الآن، على سبيل المثال، طائراتها بدون طيار، هي أحد المجالات التي ستكون روسيا مهتمة بها للغاية."

ومن جانبها تتهم الولايات المتحدة الشركات الصينية بأنها قدمت بالفعل "دعما غير قاتل" لروسيا، وأن لديها معلومات جديدة تشير إلى أن بكين قد تقدم "دعمًا مميتًا" قريبًا.

بينما أكدت الخبيرة في العقوبات الاقتصادية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ماريا شاجينا، أن الصين لم تزود روسيا بشكل علني بالأسلحة، لكنها ربما تمدها سرًا بمنتجات عالية التقنية يمكن استخدامها لأغراض عسكرية.

وتقول ماريا، "إن هناك دليل على أن بكين هي أكبر مصدر لأشباه الموصلات، غالبًا من خلال شركات وهمية في هونج كونج إلى روسيا". كما تقوم بعض الشركات الصينية بتزويد روسيا بالطائرات المدنية بدون طيار، مستغلة المساحة الرمادية بين الأغراض العسكرية والمدنية.

ومن جانبه أضاف مركز الدراسات الدفاعية المتقدمة ومقره الولايات المتحدة، إن الشركات الصينية ربما ترسل إلى روسيا قطعًا إلكترونية لرادارات الصواريخ المضادة للطائرات. كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة صينية تقول واشنطن إنها قدمت صور الأقمار الصناعية لدعم قوات المرتزقة الروسية التي تقاتل في أوكرانيا.

الصين أهم شريك تجاري لروسيا

بعد غزو روسيا لأوكرانيا قبل عام، فرضت الدول الغربية عقوبات صارمة على روسيا، حيث حظرت واردات النفط وصادرات المنتجات عالية التقنية. وقطعت العديد من الشركات الغربية علاقاتها مع روسيا تمامًا، وتراجعت تجارتها مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي على مدار عام 2022.

ومع ذلك، سجل إجمالي التجارة الصينية مع روسيا مستوى قياسيًا مرتفعًا بلغ 190 مليار دولار في عام 2022، بزيادة قدرها 30٪ عن العام السابق. كما زادت الواردات الروسية من الصين بنسبة 13٪ إلى 76 مليار دولار وزادت صادراتها إلى الصين بنسبة 43٪ لتصل إلى 114 مليار دولار. وبالنظر إلى انخفاض تجارة روسيا مع الدول الغربية في عام 2022، أصبحت الصين، إلى حد بعيد، أهم شريك تجاري لها.

ما هي كمية النفط والغاز التي تشتريها الصين من روسيا؟

يأتي ما يقرب من نصف جميع الإيرادات السنوية للحكومة الروسية من النفط والغاز، وقد تراجعت مبيعاتها إلى دول الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي بسبب تأثير العقوبات. وقد تم تعويض قدر كبير من هذا النقص مع زيادة المبيعات إلى آسيا.

حيث صدرت روسيا ضعف كمية غاز البترول المسال إلى الصين في عام 2022 عما كانت عليه في العام السابق. كما قامت بتسليم 50٪ أكثر من الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب "سيبريا".

ومن جانبها، حاولت "مجموعة السبع" المتقدمة اقتصاديًا جنبًا إلى جنب مع الاتحاد الأوروبي وأستراليا، فرض سقف عالمي على سعر النفط الروسي المنقول بحراً، لكن الصين رفضت الامتثال وتشتري الخام الروسي بأسعار السوق. بل إن هناك أيضًا خطط طويلة المدى لتوسيع علاقات الطاقة.

وقد اتفق البلدان على بناء خط أنابيب غاز جديد (باور سيبيريا 2)، حيث بدأ تشغيل المشروع الحالي في عام 2019، بموجب عقد مدته 30 عامًا تبلغ قيمته أكثر من 400 مليار دولار.