قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الأسماك تغيب عن موائد غزة في رمضان

0|الأناضول

لن تلّبي "أم محمد حجازي" رغبة أولادها في أن يكون طعام الإفطار ليوم غدٍ الجمعة "السمك"، فمائدتها ستفتقد لأشهى أكلة رمضانية تتفنن في إعدادها لأسرتها نهاية كل أسبوع.
فأمام ما تشهده أسعار السمك من ارتفاع كبير بسبب نقص الكميات الواردة منه والتي كانت تدخل عبر الأنفاق، إلى جانب ضعف حركة الصيد في بحر غزة بسبب نفاد الوقود تقول أم أحمد "42" عاماً في حديثها لـ"الأناضول" إن زوجها أخبرّها بأن السمك وجبة مؤجلة لإشعار آخر.
وتتمنى ربة البيت والأم لستة أبناء أن تنزاح ما تصفه بغمة إغلاق الإنفاق، حتى ينعم الغزيون بوارد الأسماك وغيرّها من السلع التي بدأت في النفاد .
وتسببت الحملات الأمنية التي يشنها الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء منذ ثلاثة أسابيع ، في هدم مئات الأنفاق ما أدى إلى توقف إدخال السلع والبضائع ومواد البناء .
وقال مسؤول في الأمم المتحدة الثلاثاء إن نحو 80% من الأنفاق التي تستخدم في تهريب السلع والبضائع من مصر إلى قطاع غزة "لم تعد تعمل" .
وقال روبرت سري مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن قطاع غزة يواجه "نقصا خطيرا فى البضائع والسلع التي كانت الأنفاق المدخل الرئيسي.
ويؤكد مالكو أنفاق في أحاديثهم لـ"الأناضول" إن الحملة الأمنية المصري الجارية أسكتت صوت تهريب السمك الطازج, والآخر المربّى في برك المياه المالحة أو العذبة.
ويقول أحد هؤلاء والذي رفض الكشف عن هويته لـ"الأناضول" إن الكميات التي تدخل الآن من الأسماك عبر أنفاق التهريب لا تتجاوز الـ20%.
وقال إن هذا التوقيت من كل عام يشهد تزايدا كثيفا من عمليات تهريب الأسماك بمختلف أنواعها خاصة سمك "البوري" وهو الأكثر استخداما لصنع الفسيخ" السمك المملّح" والذي يعتبر من أشهر الأكلات الشعبية صباح أول أيام العيد لدّى أهالي قطاع غزة, إلى جانب تناوله في الأيام الأخيرة من رمضان.
ويلجأ قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ سبعة أعوام، إلى الأنفاق لتهريب الأسماك في مواجهة الحصار البحري الذي تفرضه سلطات الاحتلال في وجه شباك الصيادين.
وما بين ثلاثة إلى ستة أميال فقط تسمح إسرائيل للصيادين بالإبحار إلى عمق البحر وسط مضايقات خانقة لا تتوقف .
و كانت مساحة الصيد قبل فرض الحصار الإسرائيلي على القطاع عام 2007 تتخطى 12 ميل حسب الاتفاقيات الدولية.
ويعمل في مهنة الصيد في قطاع غزة حوالي 3500 صياد، يعيلون أكثر من 50 ألف نسمة.
ولا مجال لمقارنة كميات السمك الموجودة الآن في الأسواق بالحجم الذي كانت عليه قبل إغلاق الأنفاق، كما يؤكد الحاج الستيني "أبو أسعد بكر" أحد بائعي الأسماك بغزة، والذي أكد أن الكميات الآن تتناقص وبشكل ملحوظ ، في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الأسماك بشكل كبير .
وقال في حديثه لـ"الأناضول" إن بعض أنواع الأسماك تضاعف سعره :" فالكيلو الواحد من سمك اللوكس البلدي (صيد بحر غزة) وصل إلى 100 شيكل (نحو 36 دولارا)، في حين كان قبل الأزمة يباع بـ 70 و80 شيكلا، والمصري يباع بـ50 شيكلا .
وساهم في ارتفاع الأسماك وغيابها عن المائدة الرمضانية تراجع قطاع الصيد في غزة بسبب شح الوقود اللازم لتشغيل قوارب الصيد كما يؤكد مسؤول لجان الصيادين في اتحاد لجنة العمل الزراعي بغزة، "زكريا بكر", والذي أشار في حديثه لـ"الأناضول" إلى أن الأسماك الموجودة في الأسواق لا تمثل أكثر من 1% من الأسماك التي كانت قبل أزمة الوقود.
ولفت إلى أن أزمة الوقود التي يعيشها قطاع غزة دفعت بالصياديين للجلوس على الشاطئ عاطلين عن الدخول لعرض البحر, واصطياد الأسماك.
وتسبّب إغلاق الأنفاق بشل حركة البضائع والواردات التي تشكل أكثر من 50% من احتياجات قطاع غزة .