الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تيسير فهمي: لم أتهم سينما هنيدي بالسطحية.. وعاملوني في الخليج كأني فاتن حمامة (الجزء الثاني)

النجمة تيسير فهمي
النجمة تيسير فهمي

تيسير فهمي لـ صدى البلد :

اخترت دوري فى “ رأفت الهجان ” و “ قلت للمخرج يا ده يا بلاش” 

رفضت بين القصرين فى البداية .. والعوامة 70 تجربة متكاملة 

المشهد مع أحمد زكي “ بيفرق” .. وبكيت بسبب مسلسل  “ أبناء ولكن”

لم أتهم سينما هنيدي وفؤاد بالسطحية .. وهناك مخرجون يتفننون في تعذيب الممثل

تيسير فهمي

تعددت أسباب اختفائهن عن الشاشة لفترة طويلة، إلا أن النتيجة واحدة وهي غيابهن عن جمهورهن لسنوات، جميلات الدراما في الشكل والأداء يفتحن صندوق الذكريات لـ “صدى البلد”، في سلسلة حوارات يكشفن فيها رحلتهن مع عالم الفن، وكواليس تنشر لأول مرة عن أعمالهن الفنية وحياتهن الشخصية.

فى هذه الحلقة من سلسلة حوارات عنها ، نلتقي بواحدة من أهم الفنانات فى تاريخ الدراما المصرية ، حيث استطاعت أن تقدم عددا كبيرا من الأعمال الناجحة على الشاشة الصغيرة لتحجز لنفسها مكانة فنية رفيعة وسط كبار النجوم وفي قلوب المشاهدين ، إنها النجمة تيسير فهمي

تيسير فهمي  ابتعدت  خلال السنوات الماضية عن الشاشة ، بل إنها ظلت خلال تلك الفترة لا تقوم بإجراء أى حوار صحفي مطول ، واكتفت بظهور نادر فى بعض المناسبات ، صدى البلد التقي بها فى حوار مطوّل ينشر على ثلاثة أجزاء كشفت فيه العديد من الأسرار والحكايات التى ترويها لأول مرة عن حياتها ومشوارها الفني الحافل المليء بالإبداع والمواقف الوطنية والإنسانية التى تستحق أن يعرفها الجمهور.

تيسير فهمي

انتقل معكِ الى محطة أخرى .. على الرغم من أن رصيدك السينمائي ليس كبيرًا ، إلا أن مشاركتك فى السينما كانت من خلال أعمال مميزة ومهمة، فدعينا نبدأ من أول أفلامك وهو "عشاق تحت العشرين" ، والذى حمل توقيع مخرج كبير بحجم  هنري بركات ، فماذا تتذكرين عن تلك التجربة؟

رصيدي في السينما بالفعل حوالي 30 فيلما فقط ، واختيارى لفيلم عشاق تحت العشرين، جاء عن طريق المخرج الكبير بركات، والذى كان يبحث حينها عن وجوه جديدة للمشاركة في العمل، وقد رشحني له الدكتور رفيق الصبان، والذى كان يقوم بالتدريس لي في المعهد العالي للفنون المسرحية، وفى الحقيقة أن هناك عددا من الأساتذة الذين أعطوني دفعة معنوية وطاقة إيجابية، فصحيح أن شخصياتهم كانت إلى حد ما “صعبة” مثل سعد أردش وجلال الشرقاوي ونبيل الألفي وكرم مطاوع ، إلا أنهم كانوا ينمّون الموهوبة في أي ممثل.

وتتابع  الفنانة القديرة تيسير فهمي : أعود إلى فيلم عشاق تحت العشرين، بعد أن رشحني د. رفيق الصبان ، شاهدني المخرج الكبير بركات فى إحدى المسرحيات، وانضممت إلى العمل بجانب يسرا ومحمود عبد العزيز ، والذين كانوا يتمتعون بشهرة خلال تلك الفترة لم تكن تصل إلى مرحلة " السوبر ستار" ، ولكنهم كانوا معروفين لدى المشاهد، وفى الحقيقة إنني استمتعت بتلك التجربة الغنية، فقد كان بركات يعطيك المعلومة أو الملحوظة بشكل هادئ للغاية، فهو إنسان في غاية الرقيّ والشياكة ويتعامل بأدب شديد ، فشخصيًا تعاملت بعد ذلك مع مخرجين يصرخون طيلة الوقت.

قاطعتها .. بعض المخرجين يعتقدون أن الصراخ والسِباب كلمة السر فى  السيطرة على الفنانين داخل موقع التصوير، أليس كذلك؟

الأمر لا يقتصر على ذلك، بل هناك مخرجون يتفننون في تعذيب الممثل، ولكن بركات كانت هادئًا للغاية، وخلال هذا الفيلم أيضًا تعاونت مع الراحلين العظماء مريم فخر الدين ومحمود المليجي، وقد كان الأخير في غاية التواضع وقمة فى الذكاء، فعلى سبيل المثال كنت أرتجف في أول مشهد يجمعني به، وقد شعر بذلك وبدأ في الحديث بشكل ودود معي حتي يذيب تلك الرهبة التى كانت بداخلي، وبعد هذا الفيلم توالت مشاركتي في أعمال أخرى مثل الصعود إلى الهاوية مع المخرج الكبير كمال الشيخ، فقد كانت جميعها تجارب غنية.

تيسير فهمي

انتقل بعد ذلك إلى فيلمك الشهير العوامة 70 ، ماذا تتذكرين عنه؟

تجربة العوامة 70 بالنسبة لي كاملة ومتكاملة ، فقد كان الفيلم التجربة  الثانية  للمخرج خيري بشارة  والمؤلف فايز غالي ، والأولى لمنتجه ومدير تصويره، وحين بدأ التحضير للعمل كنا نعقد عدة جلسات نقاشية ، وخلال تلك الفترة  تكون بيننا نوع من الصداقة والألفة ، وهذا الأمر أعطى للتجربة تميزا وطابعا خاصًا، ولعل الوحيد الذي  كانت تربطني به علاقة صداقة  بطل الفيلم أحمد زكي، حيث كنا قد تشاركنا في بطولة عمل تليفزيوني حمل اسم “طيور بلا أجنحة”، وخلال تلك الفترة كان أحمد معروفا بدرجة أكبر مني في مصر، بينما كنت أنا معروفة بشكل أكبر في دول الخليج، حيث كنت أشارك في أعمال بطولة هناك ترضيني كممثلة، وهذا الأمر أخذني من السينما في مصر، وقد كان حينها اعتقاد  بأن من يعمل في التليفزيون لا يحبذ وجوده في السينما، وهذا الأمر اختلف تمامًا حاليًا، فهناك فنانات يصبحن نجمات ويضيعن شروطهن وهي لم تقدم سوى إعلان  “أو عدّت من قدام الكاميرا " ، أو تزوجت شخصًا يدعمها.

تيسير فهمي وأحمد زكي 

وتضيف تيسير فهمي قائلة: أعود إلى العوامة 70، هذا العمل قريب من قلبي، فالتمثيل مع أحمد زكي ممتع للغاية، فهو عاشق في محراب الفن، والمشهد اللي معها بيفرق" ، لأنه يعطي إحساسا قويا للممثل الذى يشاركه في العمل، وكررت التعاون معه بعد ذلك في فيلم الليلة الموعودة، وهذا العمل أيضًا قريب من المشاهد العادي ولقلبي.

بكل صراحة .. لو عاد بكِ الزمن هل ستغيرين شيئًا في مشوارك السينمائي أو تصبين تركيزك فى السينما بشكل أكبر عن الدراما التليفزيونية ؟ 

همشي نفس المشوار .. أنا واحدة بتحب التمثيل وبتعمل الدور اللي يعجبها، والدليل أنني توقفت خلال مرحلة شبابي مرتين الأولى خمس سنوات، والثانية عامين، فمرحلة التوقف التي أعيشها الآن ليست غريبة علي.

تيسير فهمي

ولكن ألم تشعرين بالقلق حينها ، فهذا الغياب كان من الممكن أن يروّج لاعتزالك ؟

بكل صراحة التوقف في إحدى المرات لم يكن بإرادتي، ولكن فى المرة الأولى كنت قد اتخذت قرار التوقف لمدة عامين بعد نجاحي الكبير في منطقة الخليج ، فقد كنت حين أذهب إلى أي بلد عربي أشعر وكأنني فاتن حمامة ، بينما حين أعود إلى مطار القاهرة أجد أن لا أحد يعرفني، ومن هنا جاء قرار التوقف لعامين، فقد كنت أريد أن أحظى بهذه الشهرة في بلدي، بدأت رفض العمل فى الخارج والانتظار حتى يأتيني الدور المناسب فى مصر ، فقد كان يعرض عليّ أعمال أجد أنها مناسبة ولا تليق بما حققته في الخارج ، إلى أن أتى الدور الذى جعلني أوافق وأعود من جديد  ، أما فترة التوقف الثانية وهي في التسعينيات استغرقت خمس سنوات، ولم تكن بإرادتي فقد كانت الجهة التي تقوم بالانتاج في مصر التليفزيون المصري، وحدث خلاف بيني وبين أحد المسؤولين عن الإنتاج به آنذاك ، وقال لي " مش هتخشي التليفزيون ثاني " وقد كان ، فلمدة خمس سنوات لم يعرض عليّ أعمال تليفزيونية من انتاج التليفزيون المصري ، حتي الأعمال التي كنت أعمل فيها لصالح القطاع الخاص لم تكن تعرض في مصر ، إلى أن  عرض لي مسلسل " أبناء ولكن " في الدول العربية ، وفوجئت بالنجاح الكبير الذى حققه المسلسل ، وأصبح القائمون على البرامج التليفزيونية والإذاعية هناك يطلبون مني الظهور من أجل الحديث عن  هذا النجاح الكبير الذى حققه المسلسل ، فقد كانت الشوارع تخلو من المارة وقت عرضه،  وبكل صدق كنت أبكي عند سماع تلك الكلمات، فقد كنت أتمني ان يعرض المسلسل  في بلدي ، ولم يكن يحدث بسبب هذا الشخص.

ابطال مسلسل ابناء ولكن 

ولكن العمل عرض بعد ذلك في مصر.. أليس كذلك؟

الفضل يعود في هذا الأمر لزوجي، فقد وجدني في حالة نفسية صعبة، وهو في الحقيقة  شخص مقاتل لذا فقد تحدث مع السيدة سهير الأتربي رئيسة التليفزيون المصري آنذاك، وقد كانا على معرفة ببعضهما، وقالت له " الفيصل بينا جودة العمل، وفاذا وجدت انه عمل جيد، سوف اعرضه لأن هذا الأمر من سلطاتي “، وحتي اللحظات الأخيرة قد أجلس امام التليفزيون انتظر التنويه الذى تقوم به مذيعة الربط لتعلن بالفعل عن إذاعة المسلسل، فلم  أكن حينها اصدق ان هذا سيحدث الى ان عرض المسلسل  بالفعل، وقد حقق نفس النجاح الذى حققه في الدول العربية.

 أحدث أعمالك السينمائية كان فيلم صيد الحيتان، والذى كان مواجهًا لفيلم إسماعيلية رايح جاي، كيف وجدت هذا التيار السينمائي والذى بدأ به محمد هنيدي ومحمد فؤاد وما تبعه من  كوميديانات جدد ، وهل وصفتِهِ بالفعل بـ “السطحية”؟

إطلاقا، لم أطلق هذا التصريح نهائيًا فشخصيا لست حادة في تصريحاتي لتخرج مني تلك الكلمة ، كما أنني لا أستطيع ان أحجر على فكر شخص تجاه عمل فني  ، فلابد من وجود كل نوعيات الأفلام السينمائية  لإرضاء شرائح المجتمع  المختلفة ، ولا يوجد شيء سطحي فحتي الضحك من أجل الضحك أمر جيد .

أنتقل معكِ إلى الدراما التليفزيونية ، والتي قدمتِ فيها عددا كبيرا من الأعمال المميزة ، فما أقرب الأعمال فيها إلى قلبك خاصة التاريخية والدينية؟

بالتأكيد مسلسل الكعبة المشرفة، الذي جسدت فيه شخصية الشيطانة "حبب" ، فقد شعرت بالقلق الشديد تجاه هذا الدور ، فقد كان الجمهور اعتاد علىّ في دور الفتاة الطيبة الرقيقة، ولكن حبي للشخصية دفعني للموافقة ، ونجح  الدور والمسلسل بشكل كبير، وكوّنت شعبية كبيرة لدى الأطفال ، كما أحب مسلسل محمد رسول الله ، وجمال الدين الأفعاني الذى لم يعرض في مصر.

تيسير فهمي

شاركتي في واحد من أهم الأعمال التليفزيونية ، وهو رأفت الهجان بدور صغير من حيث المساحة رغم تحقيقك لنجومية كبيرة فى ذلك الوقت ، ألم تشعرين بالقلق من مساحة الدور؟

إطلاقا ، فأنا من اخترت أن ألعب شخصية " سارة " ، فأولاً تلك النوعية من الأعمال لها طبيعة خاصة ، فجيلنا عاش فترة النكسة ورغم صغر عمرنا آنذاك إلا أننا عشنا مراراتها، كما عشنا حرب أكتوبر وكنا واعين لتلك الفترة ، لذا فتجد أن جيلنا كان قد عاش وحمل هموم الوطن ، لكن الاجيال الجديدة التى ولدت بعد حرب أكتوبر لم تكن عاشت مثل تلك الظروف، لذا فقد كانوا بحاجة الى عمل وملحمة وطنية تنعش فيهم الانتماء والروح الوطنية ، وقد تحقق هذا من خلال شخصية البطل الشعبي في مسلسل رأفت الهجان . 

وتتابع : المخرج يحيى العلمي كان قد عرض عليّ المشاركة في المسلسل من خلال دور ممتد عبر الأجزاء الثلاثة ، ولكني حين قرأت دور سارة أحببته بسبب مشهد، وطلبت منه أن ألعب الشخصية بعد أن تأكدت أنهم لم يستعينوا بفنانة أخرى للدور ، وأتذكر أنه قال لي ماذا لو رفضت وكان ردي " يا ألعب الدور ده يابلاش ، وهنا قال لي : “ أنت حرة انا كنت هجيب أي وجه جديد تلعب الشخصية “، وأذكر أنه بعد العمل حكى تلك الواقعة وقال جملة لا أنساها حتي الان ” فيه ممثل يعمله دور وفي دور يعمله ممثل”، وفى الحقيقة أن الجميع كان على وعي بمدى أهمية المشاركة فى هذا العمل ولو بمشهد واحد.

تيسير فهمي

وماذا عن مسلسل بين القصرين ، والذى سبق وأن قُدم فى عمل سينمائي شهير، ألم تخافي من المقارنة ؟

تجيب بابتسامة مغلّفة بالحنين إلى الماضي : بتفكرني بحاجات حلوة. 

وتعود تيسير فهمي قائلة : لقد رفضت العمل فى البداية ، ولكني ليس بسبب المقارنة فأدوار البنات فى العمل السينمائي كانت هامشية وثانوية، لذا لم أخشَ المقارنة ، ولكنني تخوفت من المرحلة العمرية التى سوف ألعبها ، فقد وجدت أن الدور لفتاة لم تتزوج بعد ، وفى تلك الحقبة الزمنية  كان الشائع ان تتزوج الفتاة فى عمر الـ 15 ، فشعرت أن الجمهور لن يصدق إذا لعبت هذه الشخصية بكل ما تحمله من مشاعر ، ولكن مخرج العمل أصر على وجودي وقال لي : " أنت هتعملي الدور حلو طالما قلتِ كده".

اقرأ فى الجزء الثالث  .. تيسير فهمي : 

إسماعيل عبد الحافظ كرّهني فى التمثيل .. وقلتله لو هاخد أوسكار مش هشتغل معاك تاني 

 أضحك على سخرية رواد مواقع التواصل مع بعض مشاهدي .. وهذا موقفي من العودة للفن 

 

نجم كبير أزاح “أماكن فى القلب" لصالح مسلسله ..  والأجيال الجديدة ممكن متكنش تعرفني".