الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل الدعاء برفع البلاء سوء أدب مع الله؟ ..علي جمعة يرد بالدليل

صدى البلد

هل الدعاء برفع البلاء سوء أدب مع الله ؟ .. سؤال ورد الى الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ، وأجاب قائلا: الدعاء هو  العبادة ، فبدون دعاء لا يوجد عبادة ، وبدون الدعاء الى الله لذهب الله بكم وأتى بقوم آخرون يدعونه ، لقوله تعالى : “ ادعوني استجب لكم ، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين " .

 

وأضاف جمعة خلال برنامج “ من مصر “  فقرة مع مولانا المذاع على فضائية الـ ” سي بي سي ” ان المبتلى علمه النبي صلى الله عليه وسلم دعاء بسيطا ولكنه عميق وهو : “ اللهم اصرف عني السوء كيف شئت وأن شئت ” ، فهذا الدعاء فيه طلب بصرف البلاء وفيه تسليم وطلب وثقة بالله وتوكل عليه ، وكلها امور يحبها الله من العبد ، لافتا الى ان الله عز وجل عندما يراك ضارعا متذللا له تستغيث به لا يتاخر عن استجابة الدعاء ، أو يقدر لك الخير دون ان تعلم . 

واوضح  المفتي السابق أن نزول البلاء على المسلم هو بمثابة اختبار من الله لقوة إيمان العبد ، فعندما تصبر وتلجأ الى الله عز وجل وتدعوه فهنا يظهر قوة إيمانك لأن اليأس والضيق يظهر ضعف إيمانك  ، وبمجرد خروج الدعاء من لسان الشخص المبتلى يصعد الى السماء ويلتقي مع القضاء ، فيغير الدعاء القضاء بإذن الله تعالى . 

هل الدعاء يغير القدر 

قال الدكتور على جمعة، ، إن قضاء الإنسان يكون على قسمين مبرم ومعلق ، لافتا إلى  أن المبرم من قضاء الإنسان لا حيلة له فيه؛ لأنه لا يتغير، كما أن الله- سبحانه وتعالى- فعال لما يريد، وإذا أراد أن يكون شيئاً يقول له كن فيكون، وهو لا يُسأل عما يفعل ونحن نسأل عما فاعلون.


وأوضح عضو هيئة كبار العلماء، أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- بين لنا أن القضاء المعلق يتغير بالدعاء المقبول عند الله - عز وجل- وله شروطه، ومن أبرزها أنه يكون مما أكل الحلال.


وتابع أن قضية أكل الحلال عند العلماء على رأيين الأول: ماله من حلال بكونه خالياً من أي تصرف مالي قد حرمه الإسلام كالرشوة والغش، وثانياً: مطعمه من حلال بكونه أيضاً خالياً من أي محرم كالميتة ولحم الخنزير أو الخمر.


وواصل أنه إذا حرر الإنسان بدنه من كل محرم فإن الله - سبحانه وتعالى- يستجيب للدعاء، ويصعد به من الأرض إلى السماء، مستنداً إلى قوله - عز وجل-: "إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ"، ( سورة فاطر: من الآية ١٠). 


واختتم أنه في أثناء صعود الدعاء إلى السماء يقابل القضاء فيعتلجان ويغلب الدعاء، صاعداً ليغير الله محواً للقضاء وإثباتاً بما في هذا الدعاء، طبقاً واستجابته له.