الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام: الأمان غدا لمن خاف واتقى وباع قليلا بكثير

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور عبدالله الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام،  إنه خاب وشقي عبد أخرجه الله من رحمته التي وسعت كل شيء وجنة عرضها السموات والأرض .

الأمان غدا 

وأوضح " الجهني " خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه يكون الأمان غدًا لمن خاف واتقى وباع قليلا بكثير، وفانيا بباق ، وشقوة بسعادة، منوهًا بأن الله سبحانه وتعالى خلقكم لأمر عظيم، وهيأكم لشأن جسيم ، خلقكم لمعرفته وعبادته.

وتابع: وأمركم بتوحيده وطاعته، وجعل لكم ميعادا تجتمعون فيه للحكم فيكم ، وفصل القضاء بينكم، واعلموا أن من أعظم المطالب لراحة القلب وسروره وزوال همومه وغمومه وبه تحصل الحياة الطيبة ويتم السرور والابتهاج والإيمان بالله والعمل الصالح والإحسان إلى الخلق قولا وفعلا وبكل ما هو معروف.

ونبه إلى أنه في اختيار الخالق تبارك وتعالى دين الإسلام شرعة ومنهجاً للمؤمنين لهو دليل على عنايته تعالى بهم ومحبته لهم ورضائه عنهم، مستشهدًا بما قال تعالى: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً) الآية 3 من سورة المائدة.

تكلم الرب عن نفسه

وأشار إلى أن الآية الكريمة من آخر ما نزل من القرآن الكريم تكلم الرب سبحانه وتعالى عن نفسه وأخبر بأنه أكمل لأمة محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليما دينهم ، وأنه اتم عليهم نعمته ، وأنه رضي لهم الإسلام دينا، فأكمل الله بها الدين وأتم بها النعمة وأيس الذين كفروا من أن ينالوا من دين الإسلام أو أن ينقصوه أو أن يحرفوه ، فقد كتب الله له الكمال وسجل له البقاء وتكفل الله بحفظه وحمايته.

واستشهد بما قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الآية 9 من سورة الحجر ، وقد بين الله تعالى في محكم التنزيل أن رسالة محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليما كاملة شاملة ، هي خاتمة الرسالات السماوية ، أرسل بها رسولا طهره واصطفاه وقربه ، وادناه ، فأرسله إلى جميع الثقلين الجن والإنس بشيرًا ونذيرًا ورحمة للعالمين وسراجا منيرا وأنزل عليه كتابا مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه .

تصور خاطئ 

وأشار إلى أنه أنزل عليه وحيا يخاطب العقول والفطرة ويتناول جميع نواحي الحياة ، حياة الفرد والأسرة وحياة المجتمع والدولة ، فقد نظم صلة الإنسان بخالقه ، وصلة المسلم بأخيه المسلم وصلة المسلم بغيره ، حتى صلته بالحيوان وجميع أفراد العالم الصامت والناطق والجميع المشاكل ، ورسم جميع النظم في كل الأمور صغيرها وكبيرها حتى حاجة الإنسان كيف يقضيها .

وأضاف: فالذي أنزل آخر النظم السماوية وجعلها ناسخة لما قبلها من النظم ، هو الذي خلق الكون ويعلم ما كان فيه وما سيكون من تطورات وتغيرات وما يستجد من متطلبات ، فجعله نظاماً يتسع لجميع الاحتمالات في إطار العدل وفي ظل التقوى وخشية الله ، ولا يجوز لمسلم أن يتصور أن هذا الدين غير شامل أو أنه يحتاج إلى تكملة أو زيادة أو نقصان أو تنسيق أو تطوير .

ولفت إلى أن هذا تصور خاطئ يخالف حقيقة الإسلام، فواجب الأمة المسلمة أن تبذل جهدها لشكر المنعم عليها ، وأن تقوم بكل قدراتها بحقوق ربها ، وأن تُدرك مدى هذا الاختيار وهذا الرضا ، فتتمسك بدينها الذي رضيه لها ربها بكل عزائمها وأن تعض عليه بنواجذها .