الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصين وروسيا وخطة إرباك الغرب.. البيت الأبيض يراقب وهذا موقف السلام بأوكرانيا

الرئيسان الروسي والصيني
الرئيسان الروسي والصيني

يجري الرئيس الصيني، شي جين بينج، زيارة هامة إلى روسيا بدأها الإثنين، وتستمر 3 أيام، وذلك بهدف تعزيز التعاون الاستراتيجي بين روسيا والصين، في ظل الحرب المستعرة في أوكرانيا، والتي تشهد معارك ضارية أبرزها معركة باخموت.

رد فعل أمريكا على زيارة بينج

وأكد الرئيس الصيني، في مستهل زيارته أن بلاده مستعدة للوقوف بحزم إلى جانب روسيا لحماية القانون والدولة، مشيرا إلى أن زياته ستكون مثمرة وتدفع العلاقات الروسية الصينية لمزيد من التعاون.

وتراقب الولايات المتحدة الأمريكية عن كثب زيارة الرئيس الصيني ، إلى روسيا وهي الأولى منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أكد البيت الأبيض، الإثنين، أنه يراقب زيارة الرئيس الصيني إلى روسيا عن كثب، مشددا على أن مبادرة الصين لوقف إطلاق النار بين الطرفين، هي "محاولة لمنح روسيا الوقت لشن هجوم جديد".

وعلى حد وصف البيت الأبيض قال إنه "لا توجد ثقة بين روسيا والصين، ولكنهما في تحالف موجه ضد أمريكا".

وتعقيبا على المشهد الدائر بين القوى المؤثرة عالميا، أكد الكاتب والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الروسي، بسام البني، أن كل ما يحدث هو تحجيم للدور الأمريكي، خاصة أن الصين وروسيا حال اجتمعتا سوف تصبحان قوة لا يستهان بها، إضافة إلى ذلك لديهما مجموعة البريكس الاقتصادية تدعمهما.

زيارة تؤسس لعالم جديد متعدد

وأضاف البني خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه فيما يتعلق بالمقاربة لحل الأزمة الأوكرانية، فإن الصين لا تمتلك حلولا معجزة لإنهاء الأزمة، خاصة في ظل التعجرف الأمريكي والغربي، الرافض للمبادرة الصينية التي رحبت بها روسيا، وأيضا لأن الأزمة الأوكرانية ليست أزمة إقليمية وإنما أزمة عالمية، وأن سبب العملية العسكرية في أوكرانيا هو تعنت الغرب في عدم إعطاء ضمانات أمنية كانت قد تقدمت بها نهاية 2021، ولكن رد الغرب وأمريكا كان متعجرفا.

وأوضح أنه حسب التصريحات الغريبة فإن الصين لن تستطيع وقف إطلاق النار في أوكرانيا، لأن الأمر أكبر من أن يكون بمقدور الصين وحدها وقف الصراع، بجانب أن الصين تعتبر من قبل الغرب مهددة للأمن الأمريكي، ولكن التقارب الروسي الصيني، والاتفاق الاستراتيجي الذي يتم وضع بنوده اليوم، سيكون المحور الأساسي لعالم جديد متعدد الأقطاب، وبالتأكيد سيأخذ وقته، ولكن الدول التي تبحث عن استعادة سيادتها وسيادة قراراتها ستنضم إلى المعسكر الصيني الروسي.

وأشار الكاتب والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الروسي: المقالتان اللتان تم نشرهما من قبل الرئيس الصيني والرئيس الروسي عشية الزيارة الصينية، نلاحظ أنهما متفقتان في الجوهر الأساسي لعالم جديد وللقيم الجديدة أو القيم القديمة الجديدة التي تؤكدان عليها، وهذا الأمر مرغوب في معظم أنحاء العالم، وترفضه فقط الدول الغربية وما يسمى بـ "المجتمع الحر"، والذي يدافع عن قيم مجتمع الميم والى آخره من النقاط المعروفة للقاصي والداني.

10 اتفاقيات بين روسيا والصين

وتابع أن اللقاء الروسي الصيني، مؤثر بشكل كبير على الساحة العالمية، وهو التخبط الأمريكي قبل الزيارة، حيث تم التصريح عن اعتقال ترامب وتم دفع محكمة الجنايات الدولية لإصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس بوتين، والتي لا معنى لها وهدفها فقط التشويش على هذا اللقاء، وكانوا يعتقدون أنهم يستطيعون بمثل هذه المذكرة أن يمنعوا زيارة الرئيس الصيني الى روسيا، أو يخففوا من نتائج القمة الصينية الروسية، ولكن جاء الرد عكسيا تماما واليوم يتم توقيع 10 وثائق تفاهم جديدة بين الصين وروسيا، ما يعني أن الامريكان متخبطون .

واختتم: "يظهر التخبط أيضا في تصريح بلينكن بأن بايدن قد يتصل بالرئيس الصيني وهو في موسكو وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن الأمريكان قلقون جدا".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رحب في وقت سابق، خلال مقال نشر بصحيفة الشعب الصينية، باستعداد بكين للقيام بدور "بناء" في حل الأزمة الأوكرانية، موضحا أن الصداقة المتينة مع الصين تزداد عمقا، ومستمرة في النمو، ومتفوقة على التحالفات العسكرية والسياسية للحرب الباردة، مشيرا إلى أن التعاون الإستراتيجي بين البلدين شامل ودخل عصرا جديدا، وفق تعبيره.

وأكد الرئيس الروسي أنه يبني آمالا كبيرة على زيارة نظيره الصيني تلك، متوقعا أن يتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 200 مليار دولار هذا العام.

بينج يدعو بوتين لزيارة الصين

من جانبه، وجه الرئيس الصيني، شي جين بينج، الدعوة لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، لزيارة الصين هذا العام، كما دعا خلال لقائه مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، رئيس الحكومة الروسية، لزيارة الصين في أقرب وقت ممكن؛ لاستعادة آلية الاجتماعات المنتظمة بين رئيسي حكومتي البلدين، فيما أعرب ميشوستين عن شكره للاهتمام الكبير الذي يوليه شخصيًا لتطوير الصداقة والشراكة بين البلدين.

وأضاف أن روسيا والصين تستعدان لإطلاق مشاريع جديدة من شأنها زيادة النقل بشكل كبير على طول المسارات العابرة لسيبيريا وآسيا، مشيرا إلى أن التعاون التجاري والاقتصادي بين روسيا والصين يتطور بنجاح على الرغم من العقوبات والاضطرابات في الأسواق العالمية.

وكان الرئيسان الصيني والروسي تحدثا لمدة أربع ساعات ونصف الساعة أمس، الاثنين، ومن المتوقع أن يجريا المزيد من المحادثات في وقت لاحق اليوم، قبل التوقيع على عدد من الاتفاقيات وعقد مؤتمر صحفي مشترك، فيما تستهدف المباحثات مناقشة العلاقات الثنائية والاقتصاد والوضع الدولي والأزمة الأوكرانية، ومن المنتظر توقيع 10 وثائق مشتركة وبيان حول تعميق الشراكة الاستراتيجية.

ومن المقرر أن يوقع الجانبان الروسي والصيني اليوم على 10 وثائق مشتركة، منها بيان مشترك حول تعميق الشراكة والتفاعل الاستراتيجي بما يتواءم مع الدخول في حقبة جديدة وبيان مشترك حول خطة التنمية للمجالات الرئيسية للتعاون الاقتصادي لعام 2030.