الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل ترك صلاة التراويح يؤثر في ثواب الصيام ؟ علي جمعة يجيب

صدى البلد

أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق أن صلاة التراويح ، سنة مؤكدة وليست فرضًا ووقتها منفوح يستجاب فيه الدعاء كما أن الإكثار من العبادة فيها ليست ببدعة.

ونصح علي جمعة بعدم تفويت الخير الكثير المترتب على صلاة التراويح  ، مشيرا الى ان صلاة التراويح تجعل الشخص يتعرض لنفحات الله عز وجل التي فيها خير وبركة وبالتالي يجب على كل انسان الحرص على صلاة التراويح من اجل التعرض لنفحات الله عز وجل .

وأضاف الدكتور جمعة خلال أحد الدروس الدينية : أن من ترك التراويح ضيع على نفسه خيرًا كثيرًا، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليها إحياء لليالي رمضان فكان يصليها 11 ركعة منها 8 تراويح و3 الباقية لصلاة الوتر ثم تغير الحال، فمن الأئمة من صلاها 20 ركعة حتى وصلت في فترة من الزمن إلى 36 ركعة، وكان ذلك في المدينة المنورة وظل ذلك مئات السنين.

عدد ركعات صلاة التراويح

وأكد أن الأمة أجمعت على أن صلاة التراويح عشرين ركعة من غير الوتر، وثلاث وعشرين ركعة بالوتر، وهو معتمد المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية، والمالكية في المشهور، والشافعية، والحنابلة، وهناك قول نقل عن المالكية خلاف المشهور أنها ست وثلاثين ركعة، ولم تعرف الأمة القول بأن صلاة التراويح 8 ركعات إلا في هذا الزمن.

 

وتابع: وسبب وقوعهم في تلك المخالفة الفهم الخاطئ للسنة النبوية، وعدم قدرتهم على الجمع بين الأحاديث، وعدم التفاتهم إلى الإجماع القولي والفعلي من لدن الصحابة إلى يومنا هذا، فاستشهدوا بحديث عائشة رضي الله عنها حيث قالت: «ما كان رسول الله  يزيد فى رمضان ولا فى غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلى أربعًا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلى أربعًا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلى ثلاثا، قالت عائشة : فقلت يا رسول الله أتنام قبل أن توتر. فقال « يا عائشة، إن عيني تنامان ولا ينام قلبى».

 

وأوضح أن هذا الحديث يحكي عن هدي النبي ،  في نافلة قيام الليل عمومًا ولم يتعرض إلى صلاة التراويح؛ إذ هي قيام ليل مخصوص بشهر رمضان، وهي سنة نبوية في أصلها عُمرية في كيفيتها، بمعنى أن الأمة صارت على ما سنه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه من تجميع الناس على القيام في رمضان في جميع الليالي، وعلى عدد الركعات التي جمع الناس عليها على أبي بن كعب رضي الله عنه، والنبي ﷺ يقول: «عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ».

 

وأكمل: إن لم يكن مستند الأمة فعل سيدنا عمر رضي الله عنه فلِمَ تؤدى التراويح في جماعة في المسجد على إمام واحد؟! وكأن هؤلاء يأخذون من سنة سيدنا عمر رضي الله عنه جمع الناس على إمام طوال الشهر، وهو ما لم يفعله النبي ﷺ ، ويتركون عدد الركعات ويزعمون أنهم يطبقون سنة ﷺ ، فإن كان هذا صحيحًا، وأنتم لا تلتفوا لفعل سيدنا عمر رضي الله عنه فيجب عليكم أن تصلوا التراويح في البيت، وتتركوا الناس يطبقون دين الله كما ورثوه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

وأردف: ومما ورد في الآثار الصحيحة يبين أن فعل سيدنا عمر رضي الله عنه هو صلاة عشرين ركعة في تراويح رمضان، ما ثبت عن السائب بن يزيد رضي الله عنه حيث قال : « كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شهر رمضان بعشرين ركعة. قال : وكانوا يقرؤون بالمائتين، وكانوا يتوكؤون على عصيهم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه من شدة القيام».

واستكمل: حتى ابن تيمية الذي يعتمده كثير من المتشددين المرجع الوحيد في مسائلهم كان كلامه أهون ويجمع الأمة من كلامهم حيث قال : «شبه ذلك من بعض الوجوه تنازع العلماء في مقدار القيام في رمضان، فإنه قد ثبت أن أبي بن كعب كان يقوم بالناس عشرين ركعة في قيام رمضان، ويوتر بثلاث. فرأى كثير من العلماء أن ذلك هو السنة؛ لأنه أقامه بين المهاجرين والأنصار، ولم ينكره منكر. 

واستحب آخرون : تسعة وثلاثين ركعة؛ بني على أنه عمل أهل المدينة القديم. وقال طائفة : قد ثبت في الصحيح عن عائشة : «أن النبي ﷺ لم يكن يزيد في رمضان ولا غيره على ثلاث عشرة ركعة. واضطرب قوم في هذا الأصل؛ لما ظنوه من معارضة الحديث الصحيح؛ لما ثبت من سنة الخلفاء الراشدين، وعمل المسلمين. والصواب أن ذلك جميعه حسن».

 

وذكر أنه أراد التنبيه على هذه المسألة لأمرين: الأول: أنه كادت أن تموت السنة التي ظلت بين المسلمين طوال القرون الماضية، والثاني: حتى لا يشتد المخالف في الإنكار على ما اتفقت عليه الأمة سلفا وخلفا.