الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أول امرأة في أمانة الفتوى: درست في الأزهر وتتلمذت على أيدي كبار العلماء.. وعملي الجديد أحد الطموحات التي أكرمني الله بتحقيقها.. والتصدر للإفتاء ليس سهلا

الباحثة زينب السعيد
الباحثة زينب السعيد أول امرأة في الإفتاء مع محرر صدى البلد

زينب السعيد أول امرأة في أمانة الفتوى بدار الإفتاء

درست في الأزهر وتتلمذت على أيدي كبار العلماء
التحقت بدار الإفتاء عن طريق موقع إعداد المفتين عن بُعد
عملي بأمانة الفتوى أحد طموحات التي أكرمني بتحقيقها
التصدر للإفتاء ليس سهلا فهو مبلغ عن الله

 

تأكيدا على أن الشريعة الإسلامية احتفت بالمرأة بشكل كبير ومنحتها كامل الحقوق التي تعيش من خلالها حياة كريمة، وأوجبت على المراة أن يكون داعم لها في كل مناحي الحياة، كرم الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، الباحثة الشرعية زينب السعيد، كأول سيدة تتولى منصب عضو لجنة أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية.


وبهذه المناسبة، التقى موقع صدى البلد، الباحثة زينب محمد، بعد توليها المنصب الجديد، للتعرف عليها عن قرب ومعرفة كيف وصلت إلى هذه المرحلة؟


إلى نص الحوار..


في البداية نود أن نتعرف على الباحثة زينب السعيد ؟


تفضل الله تعالى علىَّ بأن جعلني أزهرية المنشأ والميل والمنهج، فقد تخرجت في كلية الدراسات الإسلامية والعربية -قسم أصول الدين- شعبة عقيدة وفلسفة -جامعة الأزهر الشريف، وحاصلة على الدبلوم الخاص في الدراسات الإسلامية -كلية دار العلوم جامعة القاهرة، وطالبة بمرحلة الماجستير بقسم الفلسفة الإسلامية – جامعة القاهرة، وبالرغم من ذلك فقد حرصت مع ذلك على الدراسة الحرة الممنهجة في أروقة رحاب الجامع الأزهر الشريف حيث يتدرج الطالب بها التدرج المنهجي في دراسة الكتب العلمية التراثية التي تكون العقلية الفارقة والملكة العلمية، وكان ذلك على أيدي كبار العلماء في شتى الفنون والعلوم.


كما تلقيت مجموعة من الإجازات العلمية في العلوم الشرعية كالفقه والمنطق والأصول والنحو والحديث من كبار علماء الأزهر الشريف، وحصلت على عدد كبير من الدورات في شتى فنون العلوم الدينية والاجتماعية والتربوية.

كيف التحقتِ بالعمل في دار الإفتاء؟

 

أهلتني شهادتي الجامعية الأزهرية للتقدم للدراسة في الدورات التكوينية على المهارات الإفتائية والعلوم المساعدة في دار الإفتاء المصرية، وذلك من خلال موقع إعداد المفتين عن بُعد، وقد كانت أطلقته دار الإفتاء المصرية حديثًا وقتها، ومن ذلك انضممت لدورة مكثفة على مهارات الفتوى بالحضور المباشر بدار الإفتاء المصرية أيضًا، وفور الانتهاء منها بنجاح ووقع عليَّ اختيار فضيلة المفتي للعمل بدار الإفتاء المصرية.

هل كان طموحكِ الوصول لمرحلة المفتي؟

 

ممارستي لعملي بجد وإتقان، كان الدافع الأول فيه هو إيماني أن لهذا العمل أثرًا ونفعًا كبيرًا على حياة الناس، من البيان والإفهام، وتصحيح لكثير من الأحكام الخاطئة التي انتشرت بينهم، من دون فهم حقيقي لمقصود الشرع منها، أو لغياب إدراكهم لوسيطة الدين الإسلامي وصلاحيته لكل زمان ومكان.

ثم القيام بواجبي الذي يتحتم عليَّ القيام به اتجاه المؤسسة العريقة التي أتاحت لي كافة سبل التأهيل والتدريب التي تمكنني بها من الفتوى الصحيحة، وكان ذلك هو ما أضعه في المقام الأول طوال فترة عملي.

لكن وكما يقول الشاعر: إذا ما كنت ذا شرف مروم ** فلا تقنع بما دون النجوم.. والذي يعني أنه لا ينبغي أن يكون سقف الطموحات في الأمور الشريفة محدودًا بحد، أو مقيدًا بقيد، ولذا فإن عملي بأمانة الفتوى كان من الطموحات التي أكرمني الله تعالى وشرفني بالوصول إليها.

ومع ذلك لم يكن مستبعدًا بالنسبة لي في ظل منظومة العمل بدار الافتاء تحت قيادة المفتي الدكتور شوقي علام، والتي تتيح لكل مجتهد في عمله الوصول إلى المكان الذي يتناسب مع مؤهلاته وقدراته وملكاته العلمية، والذي يمكنه في الوقت نفسه من القيام بدوره على أكمل وجه.

هل النساء الأكثر تساؤلًا في الأمور الدينية أم الرجال؟

 

من خلال ممارستي للإفتاء لسنوات عديدة لاحظت أن طلبات الفتاوى الموجهة من الرجال والنساء تتفاوت من حيث الكثرة والقلة، بحسب طبيعة الفتوى المسؤول عنها، فتكثر أسئلة النساء في الجوانب التي تتعلق بشؤونهن كأحكام العدد والرضاع وقضاء رمضان، والزينة، وما يجد في ذلك من نوازل، وتكثر أسئلة الرجال في غير ذلك من الموضوعات التي قد يشاركهم فيها النساء أيضًا.

وما لاحظته من كثرة الأسئلة الواردة لنا من النساء يذكرني دائمًا بأن لهن في ذلك أسوة حسنة، من نساء الأنصار الذين قالت فيهن السيدة عائشة رضي الله عنها: «نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ».
 


ما هي أكثر المواضيع التي ترد إليكِ في الفتاوى؟

 

تتنوع كثرة الموضوعات واختلافها بحسب ما يتطلبه الوقت وما يستجد فيه، ففي وقت المواسم تكثر الفتاوى الموسمية، كفتاوى الصيام في وقت رمضان والحج في أيام الحج .. وغير ذلك فإن هناك كثرة ملحوظة في الفتاوى التي تتعلق بالأحوال الشخصية وأمور الأسرة وأمور النساء الخاصة، وأيضًا هناك كثرة في مسائل المعاملات المالية وخاصة فيما يتعلق بالبنوك منها.

هل عمل المفتي سهل أم صعب؟

عمل المتصدر للإفتاء ليس بالعمل السهل، وصعوبته تكمن في طبيعته ومسؤوليته وهو كون المتصدر للفتوى مُبلغًا ومخبرًا عن حكم الله تعالى في المسألة التي يفتي بها، وهو ما يحتم أن يمتاز المتصدر للفتوى بأكبر درجات الدقة في تصور المسألة ثم تخريجها على أصلها الفقهي الذي تندرج تحته.

 وقد تغلبت على ذلك بكثرة المران على الفتوى قبل وبعد العمل بها، ثم بالرجوع لأهل الخبرة من المتخصصين إذا ما استلزمت الفتوى محل النظر ذلك.