الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مداحون على مائدة رمضان| الشيخ الشرنوبي: الإنشاد الديني يمثل الطريق والحب

الشيخ محمد الشرنوبي
الشيخ محمد الشرنوبي

يواصل موقع صدى البلد، نشر سلسلة مداحون على مائدة رمضان، وذلك بالتزامن مع ليلة التاسع من شهر رمضان، والجمعة الثانية من الشهر الكريم، حيث لقاء مع الشيخ محمد الشرنوبي أمير المداحين وياسين تهامي الفلاحين - حسبما يلقب بين محبيه.

 

ياسين تهامي الفلاحين

يعد الشيخ محمد عبد الرازق الفقى الشهير بالشيخ محمد الشرنوبي من أشهر المداحين فى الوجه البحرى،  حيث يعتبر الشرنوبى ياسين التهامى للفلاحين.

 

ولد محمدعبدالرازق أحمد الفقي وشهرته محمدالشرنوبي، في الرابع من سبتمبر لعام 1960، في محافظة المنوفية، وبدأت رحلته مع الانشاد، شأنه شأن كثير من المنشدين والمداحين متوارث عن أبيه الشيخ عبدالرازق، قدوته كل ماهو قديم وله أثر طيب في عالم الإنشاد، لكن يظل الشيخان أحمد التوني وأمين الدشناوي الأقرب إلى قلبه ومثله الأعلى في هذا الفن.

 

ويكمل في تصريحات خاصة: "الإنشاد يمثل في حياتي الطريق والحب، فحب أهل البيت ليس مجرد كلمة تقال بل إحساس في القلب يصعب وصفه بأي كلمات، يرى أن المنشد لابد أن يكون متحليا بالإخلاص في الطريق والحب لأهل بيت حب خالص والرقي في مدحهم. 

شهر رمضان للمنشد بحسب الشيخ الشرنوبي، هو شهر مغفرة ورحمة وبر وتقوي ربنا جعله شهر لتطهير القلوب من زحمة الحياة.

الشيخ الشرنوبي ثقف نفسه وأجاد اتقان المقامات الموسيقية وكل ذلك من كثرة سماعه للمقرئين والمبتهلين الكبار كالنقشبندي والمنشاوي والحصري ومصطفى إسماعيل وسماعه لعمالقة الغناء كالسيدة أم كلثوم وعبد الوهاب ونجاة ولطفى بشناق وأصبح الشيخ الشرنوبى واحداً من المع المداحين فى وجه بحرى وأقر له جميع المداحين بالوجهين أنه صاحب صوت شجى وبحار ماهر فى بحر النغم يندر ما يجود به الزمان.

 

فن المديح والإنشاد الديني

يعد الإنشاد الديني هو الطريقة لأداء صوتيٍّ عالٍ قوي ذي شجن ويتناول موضوعات كلها لها سمات روحانية ودينية كالعشق الإلهي، أو مدح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ويتم معظم الأحيان في حلقات الذّكر أو الحضرات سواء كانت خاصة أو عامة، فقط لكي يرتكز فن الإنشاد عامة على قوة وجمال صوت المنشد الذي يعتمد كليًا على طبقاته وأيضا على خبراته بمعرفته بالمقامات الشرقية واختيار ما يناسب منها للقصيدة الذي يقوم بإنشادها فهو فن يعتمد على الحناجر البشرية مع محدودية تدخل بعض الآلات الموسيقية أحيانًا والتي يمكن أن تضيف لمسة جمالية تندمج وتخضع لأصوات المنشدين وقصائدهم لتعطي فرصة للإبداع والوصول بالمنشد والحضور إلى حالة روحانية نقية ذات عمق.

ومن بداية ظهور الإنشاد إلى الآن وهو أصبح واحدًا من الطقوس الروحية منذ نشأة الإسلام، بداية من بلال بن رباح مؤذن الرسول في أول العصر الإسلامي ومرورًا بالعصر الأموي والعباسي والفاطمي ثم الأندلسي وحتى يومنا هذا، ومازال محافظًا على مكانته وهي في مضمونها مجموعة من المدائح النبوية التي تصف روح الرسول صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وتعاليمه وسيرته النبوية التي عاشها مع من حوله والصحابة .

وتُعد المدائح أو الأناشيد من أهم التعبيرات الوجدانية والروحانية بعد الأذان والتهاليل والتراتيل الدينية، ويرجع تاريخ الأناشيد إلى أول وأهم الأناشيد في بداية عصر الإسلام والتي ألقاها أهل المدينة المنورة في استقبالهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدِم إليهم مبشرًا لهم بالدِّين الحنيف حيث قابله سكان المدينة بالترحيب منشدين على الدفوف نشيد طلع البدر، واختلفت تأليف هذه الألحان والإيقاعات وفقًا للبلد المؤلفة فيه.
أصبح الإنشاد فنًّا له أصوله، في عهد الأمويين واشتهر أيام الدولة الأموية الكثير من المنشدين والمهتمين بفن الإنشاد الديني وتلحين القصائد الدينية، فكان علي سبيل الذكر وليس الحصر “إبراهيم بن المهدي”، “وعبد الله بن موسى الهادي”، و”المعتز وابنه عبد الله”، و”أبو عيسى بن المتوكل”، و”عبد الملك بن مروان”، وغيرهم الكثيرون ممن اشتهروا بغناء أو تلحين القصائد الدينية والأناشيد.

وتطوَّر فن الإنشاد الديني في عهد الفاطميين وكان وراء هذا الاشتهار سببًا رئيسًا لاهتمام الدولة بالاحتفالات الاجتماعية والمجتمعية، لأنهم أول من أقاموا الاحتفال برأس السنة الهجرية، وليلة المولد النبوي الشريف، وليلة أول رجب، وليلة الإسراء والمعراج، وليلة أول شعبان ونصفه، وغُرة رمضان، ويوم الفطر، ويوم النحر، ويوم النيروز ( شم النسيم) وغيرها من المناسبات الدينية المتعددة التي أقيمت للناس في مجالس الذكر والحضرة للتعبير عن شعورهم الديني.

وفي بدايات القرن العشرين أصبح للإنشاد الديني أهمية كبيرة، وجاءت تلك الأهمية عندما قام كبار المشايخ والمنشدين في إحياء الليالي الرمضانية، والمناسبات الدينية، والذي أدى إلى تزايد محبي هذا الفن فأصبحت له أشكال متعددة وأسماء كثيرة حيث برز العديد من المنشدين في القرن العشرين أمثال الشيخ طه الفشني والشيخ سيد النقشبندي من مصر والشيخ توفيق المنجد وحمزة شكور من سوريا والشيخ حمزة الزغير وياسين الرميثي من العراق.