الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حسام شاكر يكتب: عن أصل المعيد والمدرس المساعد

د. حسام شاكر
د. حسام شاكر

في الإعادة إفادة، وهذا ما دعاني للعود إلى "الجامع الأزهر" استعيد فيه عصوره الذهبية، عندما كانت الجامعات تستقي تقاليدها منه؛ فبمجرد ملامسة أحد أعمدة الجامع توخزك مساميره، لتنبهك أن المتكئين عليه كانوا أجل من الملوك جلالة وأعز سلطانًا وأفخم مظهرًا، ويكاد المسمار يهتك أضلاعك، يسألك أين أنت أيها المتكىء علىً من الشيخ محمد عبده، ورفاعة الطهطاوي، والشيخ حسن العطار؟ وقطعا سيخرس لسانك، فالمقارنة بينك وبين السابقين ظالمة. 

وقد استهوتنى فخامة  العمود، فاقتربت منه ليعيد على مسامعي ذكراه الطيبة، فسمح لي بالجلوس، وعدم الاقتراب خوفًا من وخزات المسامير، وهمس فى أذنى: يابنى لقد غيرت وطورت  فى جنبات العالم فحولي كان يجلس الشيخ الوقور على كرسي من جريد أو خشب،  والطلبة يجتمعون على شكل حلقة بترتيب معين، يجلس المجتهدون والممتازون من الزوار على يمين الشيخ ويساره، ويجلس الطلاب في الحلقة، تاركين فراغا لمن يحب أن يسمع الدرس من الطارئين أو الذين لا يحضرون الدرس بانتظام, ويعيد الطالب المتميز ماقاله شيخه؛ ومن هنا اتُخذ نظام "المعيد" و"المدرس المساعد" الذى تسير عليه الجامعات الآن فى كل العالم، وسمي بذلك؛ لأنه يساعد أستاذه ويعيد ماذكره على مسامع الحضور، فطلبت منه الانحناء لأقبل "جبسه وأسمنته " فنهرنى وأمسك بأذنى موخزها "بحبيبات رمله وزلطه "، قائلاً: قل للمعيد الذى نشأ وتوكأ على جنباتى، يجد ويجتهد؛ ليعيد أمجادي.