الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

4 هدايا تنتظرها سوريا من مصر.. محللون: زيارة المقداد تجهز لحدث مهم

استقبال شكري للمقداد
استقبال شكري للمقداد

عادت سوريا لأحضان الوطن العربي بعد سنوات عديدة من الغياب جراء التقلبات السياسية التي عاشتها، وجاء ذلك بعد الدعم الذي قدمته الدول العربية الشقيقة لها بعد ما حل بها جراء زلزال 6 فبراير المدمر، وجاءت مصر على رأس تلك الدول إضافة إلى الإمارات والأردن وقطر والجزائر والدول الشقيقة.

زيارة فيصل المقداد إلى القاهرة

وبدأت سوريا تنفتح من جديد على الدول العربية، والذي قد يكون الطريق إلى عودة سوريا لـ الحضن العربي، وشغل موقعها بالجامعة العربية الذي ظل فارغا لسنوات طوال، وحدوث انفراجة في الأزمة السورية التي استمرت قرابة 12 عاما.

واستقبل سامح شكري وزير الخارجية المصرية بمقر الوزارة السبت، الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين بالجمهورية العربية السورية الشقيقة، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من عشر سنوات.

وقال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العام بوزارة الخارجية المصرية، إن الزيارة شهدت عقد لقاء ثنائي مغلق بين وزيري خارجية البلدين، أعقبه جلسة محادثات موسعة شملت الوفدين المصري والسوري، تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل دفعها وتعزيزها بما يعود بالنفع والمصلحة على الشعبين الشقيقين، بالإضافة إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية، أنه على ضوء ما يربط بين البلدين من صلات أخوة وروابط تاريخية، وما تقتضيه المصلحة العربية المشتركة من تضامن وتكاتف الأشقاء في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة، فقد تناولت المباحثات سبل مساعدة الشعب السوري على استعادة وحدته وسيادته على كامل أراضيه ومواجهة التحديات المتراكمة والمتزايدة، بما في ذلك جهود التعافي من آثار زلزال السادس من فبراير المدمر، بالإضافة إلى جهود تحقيق التسوية السياسية الشاملة للأزمة السورية.

وجدد الوزير شكري في هذا الصدد دعم مصر الكامل لجهود التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية في أقرب وقت بملكية سورية وبموجب قرار مجلس الأمن رقم (2254) تحت رعاية الأمم المتحدة، مؤكدًا مساندة مصر لجهود المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ذات الصلة، وعلى أهمية استيفاء الإجراءات المرتبطة بتحقيق التوافق الوطني بين الأشقاء السوريين، وبناء الثقة، ومواصلة اجتماعات اللجنة الدستورية السورية.

التسوية السياسة الشاملة بسوريا 

كما نوه السفير شكري خلال اللقاء، وفقًا لتصريحات المتحدث باسم الخارجية المصرية، إلى أن التسوية السياسة الشاملة للأزمة السورية من شأنها أن تضع حدًا للتدخلات الخارجية في الشئون السورية، وتضمن استعادة سوريا لأمنها واستقرارها الكاملين، وتحفظ وحدة أراضيها وسيادتها، وتصون مقدرات شعبها، وتقضي على جميع صور الإرهاب والتنظيمات الإرهابية دون استثناء، وتتيح العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين، بما يرفع المعاناة عن الشعب السوري الشقيق وينهي أزمته الممتدة، الأمر الذي سيعزز من عناصر الاستقرار والتنمية في الوطن العربي والمنطقة.

ومن جانبه، نقل الوزير المقداد تقدير بلاده لدور مصر الداعم والمساند لسوريا وشعبها على مدار سنوات الأزمة، مقدمًا الشكر للمساعدات الإغاثية الإنسانية التي قدمتها مصر في أعقاب الزلزال، معربًا عن تطلعه لأن تشهد المرحلة القادمة المزيد من التضامن العربي مع سوريا كي تتمكن من تجاوز أزمتها وتضطلع بدورها التاريخي الداعم لقضايا أمتها العربية.

واستعرض الوزير المقداد مختلف جوانب الأزمة السورية، بما في ذلك التحديات الاقتصادية والإنسانية والأمنية التي واجهها وما زال يعاني منها الشعب السوري.

واختتم السفير أبو زيد تصريحاته، كاشفًا أن كلا الوزيرين اتفقا على تكثيف قنوات التواصل بين البلدين على مختلف الأصعدة خلال المرحلة القادمة بهدف تناول القضايا والموضوعات التى تمس مصالح البلدين والشعبين المصري والسوري الشقيقين.

من جانبه قال سليمان شبيب، المحلل السياسي السورى، إن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة، ويعول عليها السوريون بمختلف توجهاتهم كثيراً لجملة من الأسباب الهامة منها، أنها تأتي بعد وقت قصير من زيارة وزير الخارجية المصري إلى دمشق؛ مما يؤكد حدوث تطورات على صعيد العلاقات بين البلدين وعلى صعيد الوضع بالمنطقة والملف السوري تحديداً، كما أنها تأتي بعد الموقف المصري الكبير بالوقوف مع سوريا ومساعدتها لمواجهة التداعيات المدمرة لكارثة الزلزال وخاصة الموقف القومي والإنساني للرئيس عبدالفتاح السيسي عندما تمنى من رئيس الإمارات المتحدة زيادة الدعم المقد إلى سوريا.

4 هدايا تنتظرها سوريا من مصر

وأكد شبيب - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الموقع الرئيسي لمصر ودورها كـ شقيقة كبرى لسوريا وعمق العلاقات وطبيعتها المميزة عبر التاريخ القديم والحديث وأهمية البلدين لبعضهما وارتباط الأمن القومي لكل منهما بالآخر، والسياسة المتوازنة والعقلانية لمصر في عهد الرئيس السيسي والجهود التي تبذلها القاهرة لتنقية العلاقات العربية وكل دول المنطقة، وترسيخ مفاهيم التعاون والأمن المشترك، لكل دولها وشعوبها والابتعاد عن سياسة المحاور والتوتر والمواجهة يمكن القاهرة من مساعدة دمشق لتخطي أزمتها والعودة للاندماج مرة أخرى في محيطها الغربي.

وأشار: الجهود العربية التي تبذل ولمصر دور محوري فيها بالتعاون مع الشقيقة الأردن، إضافة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة تهدف لبلورة مبادرة لحل الأزمة السورية؛ تنهي معاناة الشعب السوري وتحقق مطالبه المشروعة وتعيد لسوريا مكانتها ودورها واستقرارها وتعالج هذا الخلل الذي يعاني منه العمل العربي المشترك و استبعاد سوريا.

ولفت المحلل السياسي السوري: إلى أن الظروف الإقليمية والدولية المتوترة والاشتباك العالمي الكبير في أوكرانيا ساهم في تعقيد كل الملفات الملتهبة في المنطقة ومنها الملف السوري، مما جعل لزيارة الوزير المقداد وما ينتج عنها من استمرار التواصل والتنسيق بين مصر وسوريا أهمية كبرى، كما ستترك ارتياح واضح لدى الشارع السوري خاصة أن هناك معلومات تتردد بأنها تمهد لزيارة قريبة للرئيس بشار الأسد إلى مصر.

وعلق أيضاً على الزيارة الدكتور حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية، قائلا إن الزيارة لها أهمية كبيرة، مشيراً إلى أن رد الفعل العربي والتضامن مع سوريا بعد أحداث الزلازل كان نواة لحلحلة الأزمة السياسية بشكل كبير، وبمثابة نقطة تقارب بين الحكام العرب وبين السلطة السورية؛ وبين الدول العربية وسوريا.

وأضاف فارس - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه من الممكن أن نشهد الفترة المقبلة موقف عربي موحد تجاه عودة سوريا فيما يتعلق بالعودة لمقعدها بالجامعة العربية؛ في ظل الرغبة العربية في إعادة سوريا إلى التكتل العربي.

واختتم ،أن موقف عودة سوريا إلى الجامعة العربية يتطلب أن يكون هناك تنسيق من قبل الدول العربية؛ وأن يحدث مشاورات عربية للعمل على توحيد المواقف واتخاذ قرار بإعادة سوريا لمقعدها بالجامعة.