الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شعبان يوسف : أدب الحرب سجل وقائع عامة بإلهام في حرب أكتوبر

صدى البلد

قبل انتصار السادس من أكتوبر المجيد ساهم المبدعون في تحفيز الشعب المصري، وظهر خلال تلك الفترة ما يعرف باسم أدب الحرب، وقدم أدباء مثل جمال الغيطاني ومجيد طوبيا، أعمالا أدبيه نالت الإعجاب، الغيطاني "المصريين والحرب" و"حكايات الغريب" و"الرفاعي"، وكتب طوبيا ملحمته الخالدة "أبناء الصمت" والذي تحدث فيها عن بطولات الجيش المصري، كما قدم شعراء مثل صلاح عبد الصبور قصائد حماسية كان لها صدى كبير، وقد ساهمت الحرب لحد كبير في فتح اتجاهات جديدة على مستوى الكتابة الأدبية في مجالات الشعر والرواية والقصة، وحلم الكتاب بالنصر من خلال كتاباتهم بعد نكسه 1967.


وفي الذكرى الخمسين لحرب العاشر من رمضان، التي وقعت في العاشر من رمضان الموافق الخميس 6 أكتوبر1973، تناول الشاعر والمؤرخ شعبان يوسف، "أدب الحرب والأفكار التي طرحها خلال الفترة التي عاشتها مصر قبل الانتصار"، خلال حديثه في إحدى البرامج التلفزيونية. 

 

الشاعر شعبان يوسف ذكر أن أدب النصر بدأ تحديدا بعد الخامس من يونيو عام 1967، بخروج الشعب المصري إلى الشارع في التاسع والعاشر من يونيو عقب إعلان الرئيس جمال عبد الناصر عن تنحيه؛ لكي يعلن تمسكه برئيسه واستمراره في القتال والتصدي للعدو، متابعًا أن أدب الحرب كان موجودا بعد "حرب 56"، «على سبيل المثال مسرحية "اللحظة الحرجة" للكاتب يوسف إدريس، و"صوت" مصر للكاتب الفريد فرج، وغيرها من القصص التي كانت تعبر عن ذلك النوع من الأدب».

أبناء الشعب المصري

 

وأشار شعبان يوسف إلى أن الأحداث التي وقعت بين عامي "67، 73 " كانت حافزًا للشعب المصري المتحمس بطبعه، فأدب الحرب هو "تسجيل لوقائع عامة"  بطريقة ملهمة، لأن الحرب لا يوجد فيها سوى الحرب، متابعا أنه في الأول من يوليو عام 1967 بدأت العزيمة المصرية تنشط مرة أخرى، رغم محاولات العدو بث الإحباط، فقد استطاعت الدولة المصرية بث روح القتال والتصدي لدى الشعب، حيث وقعت في ذلك التاريخ معركة "رأس العش"، وتحالف الجميع من أجل بناء الجيش المصري الذي تلاحم مع الشعب بشكل كامل، وتولى حينها الفريق محمد فوزي إدارة القوات المسلحة مرة أخرى.

ونوه  المؤرخ شعبان يوسف، إلى وجود كتابات غير بارزة كان لها الأثر الكبير في تحقيق النصر، مثل كتابات الجنود المصريين الذين تم أسرهم، حيث تناولت كتاباتهم التجارب التي مروا بها خلال الأسر ومن أبرزها رواية "عوده الأسير" التي صدرت في العام 1968، مؤكدًا أن هؤلاء الأسرى لم يكونوا مستسلمين ودافعوا عن الهوية المصرية في قلب بيت العدو، بالإضافة إلى الروايات القصيرة التي كتبها عدد من الكتاب أمثال "مجيد طوبيا، وسعيد كفراوي، وجمال الغيطاني" "يوميات شاب عاش من ألف عام"، و"مذكرات جندي مصري" للدكتور أحمد حجي أحد ضباط القوات المسلحة، وكانت هذه الاعمال تنشر في المجلات واسعة الانتشار في ذلك الوقت، كمجلة "الكاتب"، وكذلك في الصحف القومية كمقالات الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل.

شحن الروح المعنوية

وأوضح شعبان يوسف، أن أدب الحرب لا يعتمد على القصة والرواية والقصيدة، وإنما يتمثل في الكتابات النثرية والأغاني وأشعار الشعراء الجدد، أمثال ذكي عمر، وعبد الرحيم منصور الذي يعد من أفضل الشعراء كتبوا حول أدب الانتصار، الكتابات النثريه لأحمد بهاء الدين وثلاثية الكاتب حسن محسب، والكاتب إسماعيل ولي الدين الذي كان ينشر نصوصه القصصية في مجلة صباح الخير، مشيرًا إلى أهمية أدب الحرب الذي كان محرضا للمصريين في الشارع، والجنود على الجبهة، و كذلك رسائل الجنود من على الجبهة التي كانت بمثابة "ملف للحرب".

ودعا شعبان يوسف إلى تجميع هذه الرسائل وإصدارها في كتاب، لأن الجندي في أرض المعركة هو أصدق من يعبر عن الحقيقة.

 

ملحمة أدبية

 

وذكر شعبان يوسف أنه منذ اللحظة الأولى بدا الكُتاب والمبدعون ينجذبون إلى ذلك الأدب بطريقة كبيرة، مثل يوسف إدريس وأمل دونقل ويحيى طه عبد الله، إضافة إلى أشعار عبد الرحمن الأبنودي وسيد حجاب الملهمة، وأشعار صلاح جاهين ومن بينها "هنحارب" التي ألهبت حماس الشعب المصري، وأغاني أم كلثوم بالطبع. منوهًا إلى دور الراديو المهم في رفع الروح المعنوية في تلك الفترة.

وطالب شعبان يوسف، بجمع أدب الحرب والملفات والرسائل الخاصة بها، وعمل رابطة لمبدعي الحرب الذين لا يقل دورهم عن دور الجندي في أرض المعركة.