"فينا الخير".. حملة شبابية بغزة لإفطار الصائمين المتأخرين

على أحد مفترقات شوارع مدينة غزة المحاصرة، وقبيل نداء آذان المغرب بدقائق، وقف الشاب يوسف السقا (20 عامًا) برفقة اثنين من زملائه يحملون عدداً من الأكياس، وبابتسامة لطيفة رسمت على محياه يلقي التحية على من تأخر عن الانضمام إلى سفرة الإفطار في منزله، ويقدم له سلة إفطار صغيرة.
"السقا" هو أحد الشباب المتطوعين في حملة "فينا الخير" التي ينظمها نادي "صناع الحياة" في غزة للمرة الثانية على التوالي، بهدف إفطار الصائمين المتأخرين في الطرقات.
ويقول "السقا"، الذي تعرف على الحملة من خلال أحد أصدقائه: "مفهوم التطوع غائب لدى الشباب الغزّي ربما بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة، وأردت أن أبدأ بنفسي لتعزيز هذا المفهوم، إضافة إلى نيل الثواب في هذا الشهر الكريم".
وقبل بدء رحلة "السقا" وأصدقائه في توزيع تلك السلال نعود بعقارب الساعة إلى الثانية بعد الظهر، حيث كانت الفتيات في هذه الأثناء بمقر "صناع الحياة" يقمن بتغليف عدد من التمرات وعلب العصير ووضع ملصق نصائح رمضانية وشعار الحملة عليها، ليتولى الشباب مهمة توزيعها فيما بعد.
ابتهال محمد، طالبة جامعية، إحدى المتطوعات في الحملة، تقضي ساعتين يوميًا في تغليف السلال الصغيرة برفقة زميلاتها المتطوعات.
وتقول صاحبة الـ19 عامًا لمراسلة الأناضول: "حملة فينا الخير تعمل على تطوير قدراتنا في مجال العمل الخيري التطوعي، والهدف الرئيسي من مشاركتي هو نيل الثواب عن تطوعي في الخير".
وتضيف: "انضمامي إلى نادي صناع الحياة يهدف إلى تطوير قدراتي وملء أوقات الفراغ بما يعود بالنفع علي وعلى المجتمع وأتمنى أن تحقق هذه الحملة التكافل بين الناس".
وتهدف الحملة إلى تفعيل دور الشباب في رمضان وتحقيق التكافل الاجتماعي والعمل الجماعي والتطوعي، كما يقول المدير التنفيذي للحملة، إسحاق العوضي.
ويمضي العوضي قائلا لمراسلة الأناضول: "تقوم الفتيات المتطوعات بتغليف سلة صغيرة مكونة من علبة عصير وعدد من التمرات، ومن ثم يقوم الشباب المتطوعون بتوزيعها على الصائمين المتأخرين عن الوصول إلى بيوتهم".
وحول سبب بدء تنفيذ الحملة في العشر الأواخر من رمضان يقول: "بسبب اقتراب موسم العيد مما يضطر الكثير من الصائمين إلى التأخر في الأسواق على خلاف أوائل شهر رمضان".
ويشير إلى أن مؤسسة "أمان فلسطين – ماليزيا" (خيرية غير ربحية) هي الممولة للحملة، وأن عدد المتطوعين فيها وصل إلى 100 شاب وفتاة وتهدف إلى خدمة سكان مدينة غزة.
وتنوي الحملة توزيع نحو 6000 سلة إفطار خلال أيام تنفيذها العشر.
ونادي "صنّاع الحياة" هو أحد فروع جمعية "صناع الحياة" المنتشرة في العديد من دول العالم العربي، والتي انبثقت من فكرة الداعية المصري عمرو خالد لاستنهاض الطاقات الشبابية في الوطن العربي، وتأسس النادي في قطاع غزة منذ عام 2004.