قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بالصور.. التوابيت تكشف أسرار مصر الفرعونية.. الذهب والفضة للملوك والأمراء.. والجميز للطبقة الوسطى


توابيت الملوك كان يستخدم فيها الذهب بكميات كبيرة وتضم أكثر من تابوت داخل كل منهم
توابيت الأمراء والصفوة فى المجتمع والأغنياء كانت من الجرانيت أو الخشب النادر
الفقراء كانوا يلفون جثثهم بكتان ولا تحنط وتوضع فى قبر مع بعض الأوانى الفخارية اليومية
"كتاب الموتي"أهم الكتب الدينية التى سيطرت على الفكر الدينى من الأسرة 18 حتى 21

تلعب التوابيت دورا مهما فى الحياة المصرية القديمة حيث انها كانت بيت الآخره بالنسبة للمتوفى ومن غيرها لم تحفظ الجثة وستنتهى ولن تبعث من جديد كما كان فى اعتقاد المصرى القديم ولذالك تفنن المصرى القديم فى صناعتها وزخرفتها.
ويقول محمود محمد مندراوي مفتش آثار مصر الوسطي أن التوابيت كانت تصنع من مواد عديدة منها الخشب المذهب أو الخشب الملون والذهب أو خليط الذهب والفضة أو من الحجر الجرانيتى او الجرنيت الأسود الوردى كما فى تابوت حتشبسوت وهذا التابوت موجود فى متحف بوستن,و الحجر ألأبيض الذى كان متوفرا فى مصر بصوره كبيرة وايضا لانه سهل الصنع والاعداد لما تملكه طبيعة الحجر الجيرى من سهولة وليونة فى الاستعمال.
وكان كل هذا يرجع إلى مكانة المتوفى ودرجة ثرائه فكل يتنافس على حسب ثرائه ووظيفته ومكانتة الاجتماعيه فى مصر الفرعونية فنجد ان توابيت الملوك كانت تستخدم فيها الذهب بكميات كبيره وكانت تتكون من اكثر من تابوت داخل كل منهم، فمثلا تابوت الملك توت عنخ امون كان يتكون من أربعة توابيت داخل بعضها البعض بتدرج فى الحجم اكبر ثم اصغر وهكذا.
اما توابيت الامراء والصفوة فى المجتمع المصرى القديم والأغنياء كانت معظم توابيتهم من الجرانيت او الخشب النادر الذى كان يأتى من بلاد بوط او من بلاد الشام آن ذاك وقد ارسلوا البعثات من اجل ذالك كما ذكرت لنا النصوص المصرية القديمة وكانت تذهب بقشرة من الذهب وخاصة فى الواجهة.
اما توابيت الطبقى الوسطى كانت تصنع فى اغلب الاحيان من شجر الجميز او السنط الذى كان منتشراً فى ربوع المملكة المصرية وعلى ضفاف نيلها العظيم,والفقراء فكان يكتفى بأن يلف بكتان ولا يحنط ويوضع فى قبره مع بعض الأوانى الفخارية ممن كان يستخدمه فى حياته اليومية وهذا لضيق يدة وفقرة وأن تكلفة التحنيط ومواد التوابيت كانت باهظة الثمن ويسيطر على تجارتها الكهنة الكبار الذين كانوا يقومون بعمليه الحنيط فى ذالك الوقت وكانت قاصره عليهم لا يتعلمها غيرهم وكانت سر من أسرار المملكة المصريه القديمة يحاكم عليه القانون المصرى اذا خرج السر من أحد الكهنة إلى العامة أو إلى أي أجنبى.
ويبدو إنه نهاية عصر الدولة القديمة، والدخول فى عصر الانتقال الأول، ومرور البلاد بحالة من الاهتزاز والاضطراب شملت كافة المجالات، كان لها أكبر الأثر فيما يبدو فى تغير معتقدات الناس، وعلاقتهم بآلهتهم، ونظرتهم للحياة بعد الموت؛ خاصة بعد أن اهتزت صورة الملكية المؤلهه فى الدولة القديمة، وبدت النظرة للملك على أنه بشر.
وفى ظل هذه الأوضاع والتطورات، بدأ عامة الناس يسجلون النصوص على توابيتهم الخشبية التى عرفت كأدب جنائزى باسم "نصوص التوابيت"، وهى تطور عن نصوص الأهرام فى الدولة القديمة، والتى كانت قاصرة على الملوك فقط، ويصل عدد التعاويذ المكونة لهذا النوع من النصوص إلى (1200) تعويذة مسجلة- طوال عصري الإنتقال الأول والدولة الوسطى- على أسطح التوابيت من الداخل والخارج.
بل وجدنا ايضا فى أحد المعينات فى مركز سمالوط تابوت خشبى لأحد الامراء منقوش عليه كتابات هيروغلفيية فى الجانب التحتى او الاسفل من التابوت(المرتكز على الارض) وعلى صناديق حفظ أوانى الأحشاء، واللوحات والبرديات، وكان الهدف منها هو ضمان الحياة الأبدية الخالدة للمتوفي وتزويده بالمعرفة الضرورية عن العالم الآخر وإن مضمون هذه الكتب هو إمكانية استعادة الحياة بعد الموت.
وانواع الكتب كثيره كما ذكرنا منها"كتاب الطريقين..محاولة لتصوير العالم القديم جغرافيًا"ويُعد هذا الكتاب الأقدم بين الكتب الدينية، وسُمى بهذا الاسم "الطريقين"، نسبة لوجود خريطة مصاحبة للنصوص تظهر طريقين متعرجين بالقرب من منتصف الخرائط: الطريق العلوى المائى، والطريق السفلى الأرضى، ويمثل هذا الكتاب أول محاولة لتصوير العالم القديم جغرافيًا عن طريق خرائط تخطيطية، وقد سُجلت نصوص هذا الكتاب على قاع توابيت الدولة الوسطى، ويُفترض إنه يمد المتوفى بوسائل الحصول على الحياة السعيدة المرغوبة بعد الموت.
و"كتاب الموتى .. مرحلة متطورة لنصوص التوابيت"ويُصنف كتاب على إنه أهم الكتب الدينية التى سيطرت على الفكر الدينى فى الفترة من الأسرة الثامنة عشرة حتى الحادية والعشرين، ويتكون الكتاب من (200) فصل كما ذكر العالم الألمانى (لبسيوس)، ويتألف هذا الكتاب من بعض الفقرات والنصوص الدينية الجنائزية التى سُجلت منها فصول على ورق البردي، وجدران مقابر عصر الدولة الحديثة، والتوابيت والمقاصير، ولفائف المومياوات، وبعض التمائم، وقد كان لكل فصل من الكتاب عنوان خاص مميز، وقد سُجلت هذه النصوص بالخط الهيروغليفى المبسط، وبالخط الهيراطيقي، وكانت النصوص تزوَّد بمناظر فى بعض الأحيان.
وعادة ما كانت البردية تُكتب، ويترك مكان اسم المتوفى فارغًا؛ حتى إذ بيعت البردية لشخص ما، يُدوّن اسمه داخلها و"كتاب الموتى" بمثابة مرحلة متأخرة ومتطورة لنصوص التوابيت، كما أن بعض فقراته قد وردت بالفعل على توابيت من بداية عصر الدولة الحديثة، ثم شاع تدوينها على البردي وحجرات المقابر، وقد تأثرت نصوصه بما ورد فى نصوص الأهرام والتوابيت، وإن أبدت اهتمامًا كبيرًا بنصوص محاكمة المتوفى فى العالم الآخر من خلال محكمة "أوزير".
وهناك كتاب "ما هو موجود فى العالم الآخر"ويمثل أهم الكتب الدينية التى سُجلت على جدران المقابر الملكية منذ بداية الأسرة الثامنة عشرة، وكان يمثل الزخرفة الوحيدة لحجرات الدفن، ويُعد أقدم كتب عصر الدولة الحديثة، وقد ظهر فى ستة عشرة مقبرة ملكية، وظهر لأول مرة فى مقبرة الملك "تحتمس الأول" فى وادى الملوك، وفى مقبرة الملكة "حتشبسوت"، واستمر هذا الكتاب حكرًا على الملوك فقط، حيث لم يظهر خلال الأسرة الثامنة عشرة فى أية مقبرة فردية باستثناء مقبرة الوزير "وسر آمون" من عهد "تحتمس الثالث"، والذى كان ذو مكانة خاصة لدى الملك، مما كان له الأثر فى منحه الحق فى تسجيل هذا الكتاب داخل مقبرته، واستمر الأمر حقًا ملكيًا حتى الأسرة العشرين، ومع بداية الأسرة الحادية والعشرين، ووصول كهنة "آمون" فى طيبة للحكم، فقد أخذوا هذا الحق، وسجلوا أجزاء من هذا الكتاب فى مقابرهم أو على توابيتهم.