الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في شم النسيم.. ما رمزية البيض والرنجة والفسيخ عند المصري القديم

شم النسيم.. رمزية
شم النسيم.. رمزية البيض والرنجة والفسيخ عند المصري القديم

يحتفل المصريون اليوم بـ عيد شم النسيم 2023م بطرق متعددة، منها: الذهاب إلى مناطق الخضرة والمياه وضفاف النيل للاستمتاع بالطبيعة واستنشاق الزهور وتناول الأطعمة التي ارتبطت بعيد شم النسيم كالبيض الملون والأسماك المملحة (الرنجة والفسيخ) فما دلالتها عند المصري القديم حيث يعود أصل الاحتفال بعيد “شم النسيم”؟.

قال الدكتور علي أبو دشيش، خبير الآثار المصرية وعضو اتحاد الأثريين، إن “البيض” عند المصري القديم  يرمز إلى  “بداية الخلق” حين كانوا يعتقدون قديما بأن البيضة ظهرت على التل الأزلى، وخرج منها الإله ليخلق السماء والأرض والهواء والرطوبة، كما هو فى المعتقد المصرى القديم، الإله الخالق الذى خلق نفسه بنفسه، وكما يشكل العالم على شكل هيئة بيضة، وبداية الكون وقصة خلق الكون، والبيضة أيضا بها بعث واستمرار، لوجود داخلها كتكوت صغير يخرج منها دلالة على استمرار الحياة.

وأوضح خبير الآثار المصرية وعضو اتحاد الأثريين أن المصري القديم كان يحتفل على نهر النيل على ضفاف "حابى" رب النيل، والذي صور فى هيئة بشرية تجمع الذكر والأنثى، يرمز إلى القوة والخصوبة، وكان يقدم السمك، والذي ارتبط بهذا العيد فكان رمزا للحياة والنماء والخير ووجود النيل العظيم. 

شم النسيم.. رمزية البيض والرنجة والفسيخ عند المصري القديم  

أما عن السمك المملح أو الفسيخ (رم)، أضاف أن السمك أكثر شئ يتعرض للتلف، لذلك عمد  إلى  المصري القديم إلى تجفيفه وتمليحه للبقاء أطول مدة كافية وللحفاظ عليه كوجبة مفيدة ليس بها دهون، وأما عن رمزيته فكان يذكرهم دائما بتجديد الحياة نظرا لتكاثر السمك بشكل كبير جدا فيذكر نفسه بالتجدد والاستمرار.

“الخس والترمس والثوم” كان أيضا من أكثر الأطعمة المهمة عند المصري القديم في هذا اليوم وغيره، فكان يعتبر المصري القديم “الخس” رمزا للمعبود «مين» رب الخصوبة والتناسل الذى كان يعبد فى أخميم بسوهاج، وكان يقدم له كقرابين ويحتوى الخص على مادة زيتية تساعد فى الإخصاب، كما أثبت العلم الحديث أن للخس أهمية كبرى فى عملية الخصوبة فيوجد به فيتامين H وبعض هرمونات التناسل.

شم النسيم.. رمزية البيض والرنجة والفسيخ عند المصري القديم  

ولفت الدكتور علي أبو دشيش إلى أن الثوم كان من الأطعمة المهمة جدا لدى المصري القديم لمعرفة ما بها من فائده كبيرة في قتل الجراثيم وزيادة الأملاح فى الجسم، أما الحمص الأخضر وهو ما يعرف بـ “الملانة” قد جعلوا من نضوج هذه الثمرة مؤشرا على بداية وقدم الربيع.

واختتم خبير الآثاء إلى أن بداية أعياد الربيع وتجدد الحياة ترجع إلى أكثر من 5000 عام إلى الدولة القديمة، وكان معروفا فى مدينة أون (عين شمس) التى كان بها اللبنة الأولى للخلق ومذهب التاسوع، وهو عيد البعث وخلق الكون وأول أيام الزمان.

شم النسيم.. رمزية البيض والرنجة والفسيخ عند المصري القديم