الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشروعات استثمارية كبرى.. الكشف عن اتفاق اقتصادي مهم بين مصر والصين| تفاصيل

سفير الصين
سفير الصين

تشهد العلاقات المصرية الصينية تطورًا مستمرًا في كافة المجالات، حيث أثبتت هذه العلاقات قدرتها على مواكبة التحولات الدولية والإقليمية والداخلية، كما تنتهج الدولتان سياسات متوافقة من حيث السعي والعمل من أجل السلام في كافة أرجاء العالم.

وتعد مصر أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، وأول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقة تعاون استراتيجي مع بكين، كما أن الأخيرة تعد أكبر شريك تجاري لمصر لمدة 9 سنوات متتالية.

العلاقات المصرية الصينية 

العلاقات المصرية ـ الصينية 

وأصبحت الصين ومصر نموذجا للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة، حيث تمر العلاقات المصرية الصينية بمرحلة تطور عظيمة.

فالعلاقة بين البلدين حاليا تمر بمرحلة تطور سريع وملحوظ، وأهم سبب للتطور الشامل والعميق والمستقر للعلاقة بين البلدين هو التخطيط الاستراتيجي والتوجيه الشخصي لقادة الصين ومصر، اللذان أعطا زخما وقوة دفع للعلاقات الصينية المصرية، مما أحدث طفرة في تطور العلاقات بين البلدين.

وتعد الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر حاليا في أفضل حالاتها، ففي السنوات الأخيرة تعززت الثقة السياسية المتبادلة بين الصين ومصر، وأسفر التعاون العملي بين الجانبين عن نتائج مثمرة.

كما أن هناك العديد من النقاط المضيئة في التعاون المتبادل بين البلدين في كافة المجالات، لذا أصبحت الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر نموذجًا يحتذى به للتضامن والتعاون وتحقيق المنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية والإفريقية والنامية.

وأعرب سفير الصين لدى القاهرة لياو ليتشيانج، عن ثقة بكين في قدرة مصر على تجاوز التحديات الحالية والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية.

وأكد السفير لتشانج ـ في حديث خاص لوكالة أنباء "الشرق الأوسط"، على الطابع الاستراتيجي الشامل للعلاقات بين مصر والصين وأن التعاون العملي حقق قفزة تاريخية، حيث تعد الصين أكبر شريك تجاري لمصر لتسع سنوات متتالية، وهي من أكبر المستثمرين في البلاد وأسرعهم نموًا، مشيرًا إلى أن اجتماع الرئيسين عبد الفتاح السيسي وشي جين بينغ على هامش القمة الصينية - العربية الأولى في ديسمبر الماضي ضخ دماء جديدة لترسيخ الثقة السياسية المتبادلة، وتوسيع مجالات التعاون المتبادل المنفعة، ورسم الطريق لمستقبل العلاقات الصينية المصرية.

 سفير الصين لدى القاهرة

الصين والاستثمار داخل مصر 

وأوضح أن بكين تحرص على العمل مع مصر لبناء مجتمع المستقبل المشترك بين البلدين ومع الدول العربية، وتعزيز التنسيق لتنفيذ "المشروعات التسعة" في إطار منتدى التعاون الصيني- الإفريقي، و"الأعمال الثمانية المشتركة" للتعاون العملي الصيني-العربي، وتعميق التعاون في بناء "الحزام والطريق"، وكذلك الدفع بإنجاز مشروع السكة الحديدية بمدينة العاشر من رمضان ومنطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة في الموعد المحدد ومشروعات التعاون الكبرى في منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر (تيدا) بالسويس.

وأفاد بأن بكين تحرص على استيراد المزيد من المنتجات المصرية العالية الجودة، وتوسيع التعاون في مجالات الاستثمار والتمويل والتحول نحو الطاقة الخضراء والصناعات الخضراء والتكنولوجيا المنخفضة الكربون والفضاء، والبحث عن مجالات جديدة للتعاون.

وعن الاستثمارات، قال ليتشيانج إن الصين استثمرت 560 مليون دولار في مصر في العام المالي 2021 - 2022 بزيادة 16%  على أساس سنوي، وهو ما يمثل 6.3 % صافي تدفقات رأس المال الأجنبي إلى مصر.

وأوضح أن الشركات الصينية تركز استثماراتها في قطاعات استخراج النفط والغاز والخدمات والتصنيع والبناء وتكنولوجيا المعلومات، وأن الشركات الصينية الكبيرة مثل "سينبوك" و"جوشي" للألياف الزجاجية و"تشن خوا" للبترول ومجموعة "نيو هوب" لها استثمارات كبيرة، مؤكدا أن منطقة (تيدا) بالسويس تعد المشروع النموذجي للتعاون في بناء "الحزام والطريق"، وقد أصبحت أفضل حديقة صناعية في مصر من حيث البيئة المتكاملة والكثافة الاستثمارية والإنتاجية وعدد الشركات الصينية.

وقال سفير مصر السابق في الصين، علي الحفني، إن العلاقات المصرية الصينية هي علاقات ثابتة ومتطورة وقائمة على جميع القواسم المشتركة وليس المقصود القواسم التاريخية فقط ولكن هناك قاسم تتعلق بمواقف الدولتين من الأوضاع الدولية والإقليمية وهناك إرادة سياسية واقتصادية مشتركة من قبل القيادتين.

وأضاف الحفني - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هناك الكثير من الأمور التي تتعاون فيها الدولتين وأهمها التعاون في مجال البترول، وفي مجال الصناعات ونقل التكنولوجيا، بجانب التعاون على كيفية التحول للاقتصاد الأخضر والطاقة الخضراء والتحول إلى الطاقة الجديدة التي لا تحتوي على أي شيء يؤثر على البيئة.

 السفير على الحفني 

علاقات مبنية على الاحترام

وأضاف الحفني، أن مصر والصين لديهما المجالات التي تمكنهما من النمو سويا والتعاون والاعتماد على بعضهما الآخر.

واختتم: تشهد العلاقات المصرية الصينية، حاليا، تطورًا بشكل ملحوظ في كافة المجالات، وأثبتت قدرتها على مواكبة التحولات الدولية والإقليمية والداخلية، بجانب أن هناك توافق في العلاقات الاستراتيجيات بين مصر والصين من ناحية السعي من أجل السلام في كافة أرجاء العالم والدعوة إلى ديمقراطية العلاقات الدولية وإقامة نظام دولي سياسي واقتصادي منصف وعادل واحترام خصوصية كل دولة.

ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي، الدكتور عادل عامر، إن الصين تعد أكبر مستثمر أجنبي في مصر منذ العام 2011، وتمثلت الشراكة بين البلدين في أوجه عدة منها: الصناعات المعدنية والكيماوية والسيارات، غيرها من أوجه تعاون.

وأوضح عامر - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الصين تعتبر من أهم الشركاء المعماريين في عمليات التطوير وإنشاء المدن وبخاصة الشراكة مع الهيئة الهندسية ووزارة الإسكان في إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة.

وتابع: بالإضافة إلى ما سبق هناك شراكة صينية - مصرية في مشروعات النقل والسكة الحديد، بجانب شراكتها في تنمية قناة السويس من خلال إنشاء المراسي الاقتصادية المختلفة التي ستقوم بتقديم المساعدات اللوجستية للسفن.

واختتم: العلاقات المصرية الصينية مبنية على الإحترام المتبادل، إذ إن مصر كانت من أولى الدول التي اعترفت بالصين، وأقامت معها علاقات دبلوماسية، ولم تنس الصين لمصر أنها أول دولة عربية وأفريقية تقيم معها علافقات دبلوماسية بمنتصف القرن الماضي.

الدكتور عادل عامر

200 مشروع صيني عربي

وأكد رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، السفير محمد العرابي، أهمية العلاقات المصرية الصينية باعتبارها تجمع حضارتين عريقتين، وشهدت تطورات مستمرة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية على مدى العقود الماضية ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1956، مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية الصينية أثبتت قدرتها على مواكبة التحولات الدولية والإقليمية والداخلية.

وقال العرابي - في كلمته أمام الفعالية المشتركة التي نظمتها سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى القاهرة بالتعاون مع المجلس المصري للشئون الخارجية بعنوان "دفع بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك خلال الاستفادة من التحديث الصيني النمط"، وذلك بحضور سفير الصين لياو ليتشانغ - إن توافق رؤى البلدين وتبني كل منهما لنفس الخطوط العريضة في السياسية الخارجية قد عزز من قدرة الجانبين على توطيد أواصر الترابط والتعاون فيما بينهما والتي بلغت مستوى أعلى بإبرام اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين عام 2014 في ظل وجود قيادتين سياسيتين مدركتين للتحديات القائمة ولعوائل تعزيز العلاقات وحريصتين على دفعها إلى آفاق اكثر رحابة وتنوعًا.

وشدد على أهمية تعزيز المشاورات بين البلدين الصديقين على المستوى الرسمي والشعبي لأجل تعزيز تبادل الخبرات في مختلف المجالات، وتحقيق الإفادة القصوى من أفضل الممارسات بما يؤدي إلى توثيق التعاون والتفاهم المشترك والاندماج بين شعبي البلدين ويعزز قدرتهما على مواجهة مختلف التحديات، وذلك بالتضافر مع بذل الجهود المشتركة لحلحلة ما امكن من القضايا الإقليمية والدولية الملحة.

كما نوه رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية إلى انخراط العديد من البلدان العربية بنشاط في "مبادرة الحزام والطريق" التي تمثل بحق مشروع القرن الحادي والعشرين، والتي تعد خطوة مهمة على طريق التنمية والبناء.

ولفت إلى وجود نحو 200 مشروع صيني عربي مشترك في مجالات الطاقة والبنية التحتية تخدم نحو ملياري نسمة في الصين والعالم العربي الأمر الذي من شأنه الإسهام في تعزيز قدرة البلدان العربية على مواجهة التحديات ذات الصلة والارتقاء بمعدلاتها التنموية وتحقيق رفاهية شعوبها مستفيدة في ذلك من الخطوات الصينية الجديدة بالإشادة في هذا المنحى.

وكشفت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن ارتفاع قيمة الصادرات المصرية للصين مسجلة 1.7 مليار دولار خلال الـ11 شهر الأولى من عام 2022 مقابل 1.4 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 20.8 %.

السفير محمد عرابي 

الاستثمارات الصينية بمصر

وأوضح جهاز الإحصاء أن قيمة الواردات المصرية من الصين بلغت 13.2 مليار دولار خلال الـ11 شهر الأولى من 2022 مقابل 13.1 مليار دولار خلال نفس الفترة من 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 0.6 %.

وأشار إلى ارتفاع قيمة التبادل التجاري بين مصر والصين لتصل إلى 14.9 مليار دولار خلال الفترة المذكورة، مقابل 14.5 مليار دولار خلال نفس الفترة من 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 2.6 %.

وبلغت قيمة الاستثمارات الصينية في مصر 563.4 مليون دولار خلال العام المالي 2021 / 2022 مقابل 485.2 مليون دولار خلال العام المالي 2020 / 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 16.1 %.

والجدير بالذكر، في السنوات الـ 10 الماضية حتى الأن، أقامت الصين ومصر أخوة وشرعتا في طريق التعاون وحققتا نقاط مضيئة في رحلة التنمية والإنعاش، وكتبتا فصلا رائعا من المساعدة المتبادلة في خضم التغييرات المعقدة وقدمتا مثالًا رائعًا لبناء نوع جديد من العلاقات الدولية.

ولطالما وضعت الصين علاقتها مع مصر كأولوية في دبلوماسيتها مع الشرق الأوسط وإفريقيا، وهي على استعداد للعمل مع مصر للتحرك بحزم نحو هدف بناء "مجتمع صيني مصري" ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد، ودفع العلاقات الصينية المصرية إلى آفاق جديدة.

وتواصل البلدان ومن خلال التكامل العميق بين مبادرة الحزام والطريق و"رؤية مصر 2030”، ابتكار أشكال التعاون وتوسيع مجالات التعاون فيما بينهما، مما يظهر قوة دفع جيدة للتعاون المستمر.

ومازالت العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين مستمرة بقوة، بما تشمله من علاقات اقتصادية، وسياسية، وطيبة بين الحكومتين.

مصر والصين