الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دفع زكاة الفطر | احذر الغفلة عنها .. وهذا آخر وقتها

زكاة الفطر 2023
زكاة الفطر 2023

يكثر البحث عن أحكام دفع زكاة الفطر وإخراجها مالا أو طعاما، إلا أنه يجب ألا يغفل المسلم فضل دفع زكاة الفطر لمستحقيها قبل الانتهاء من صلاة العيد، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنها مقبولة قبل الصلاة أما بعدها فصدقة من الصدقات. 

أحكام دفع زكاة الفطر وإخراجها مالا أو طعاما

بينت دار الإفتاء المصرية من خلال صفحتها الرسمية أحكام دفع زكاة الفطر، حيث آخر وقتها قبل صلاة العيد، وأنها تُخرج حبوبًا، والأفضل كونها مالًا، لتحقيق مصلحة الفقير، وقدرها 30 جنيهًا كحدٍّ أدنى، ومن زاد فهو خير له.

فضل زكاة الفطر 

وحول السؤال: ما هي زكاة الفطر وما هو فضلها؟، قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء: خلق الله الإنسان واعتنى به، فأرسل إليه الرسل، وأنزل إليه الكتب، وشرع له الشرائع، تلك الشرائع التي تهدف إلى السمو بالإنسانية والرقي بها في أعلى درجات الكمال، ويترتب على الامتثال بها تطهير النفس البشرية من كل دنس، وشفاء القلب من كل مرض، ويتأكد ذلك المعنى بجلاء في الزكاة حيث ينم اسمها على كل تلك المعاني العظيمة، فالزكاة في اللغة تعني: النماء، والزيادة، والطهر، والصلاح، وصفوة الشيء، وما أخرجته من مالك لتطهر به، وقد استعملها القرآن الكريم بمعنى الإنفاق في سبيل الله من المال، ومعنى الصلاح، قال الله تعالى: (فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا) (الكهف: 81). قال الفراء: أي صلاحًا.

وقال تعالى: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا) (النور: 21)؛ أي: ما صلح منكم (وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (النور: 21)؛ أي: يصلح من يشاء والزكاة التي يخرجها المسلم من ماله يطهر بها نفسه تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: زكاة المال: وهو مقدار يخرجه الإنسان من إجمالي ثروته بشروط معينة كحولان الحول، وبلغ النصاب، ويخرج هذه المال إلى أصناف محددة من الناس كالفقراء والمساكين وغيرهم، وهي على أي مال سواء كان ذلك المال نقدي، أو ما يشبهه من ثروة حيوانية (الأنعام)، أو ثروة زراعية (كغلال الحبوب)، أو ثروة متداولة كالبضائع (عروض التجارة).

والقسم الثاني من الزكاة: زكاة الفطر: والفطر: اسم مصدر من قولك: أفطر الصائم إفطارًا، وأضيفت الزكاة إلى الفطر؛ لأنه سبب وجوبها، وقيل لها فطرة كأنها من الفطرة التي هي الخلقة.

قال الشيرازي صاحب المهذب: ويقال للمخرج فطرة - بكسر الفاء - لا غير، وهي لفظة مولدة لا عربية ولا معربة، بل اصطلاحية للفقهاء، وكأنها من الفطرة التي هي الخلقة؛ أي: زكاة الخلقة، وممن ذكر هذا صاحب "الحاوي".

وبين أن المقصود بزكاة الفطر شرعًا صدقة تجب بالإفطار من رمضان - ويمكن أن نخرج قبل ذلك - بمقدار محدد على كل نفس، يخرجها العائل عن نفسه وعن من تلزمه نفقته، وتخرج للفقراء والمساكين، وكذلك باقي الأصناف الثمانية التي ذكرهم الله في آية مصاريف الزكاة، قال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (التوبة: 60).

من هم الأقرباء الذين يُضعَّف الأجر عندما نعطيهم الزكاة؟

يقول الدكتور علي جمعة، إنه المقرر شرعًا أن إعطاء الزكاة لمستحقها الذي تربطه صلة قرابة بالمزكِّي أولى وأفضل في الأجر والثواب من إعطائها لمن لا تربطه به صلة قرابة؛ وقد بين النبي صلى عليه وآله وسلم ذلك -فيما أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه عن سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه- بقوله: «الصَّدَقَةُ عَلَى المِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ»، وذلك بشرط أن لا يكون هؤلاء الأقارب ممن تجب على المزكي نفقتهم، وأما الأقارب الذين تجب عليه نفقتهم فلا يجوز إعطاؤهم من الزكاة.

قال الإمام أبو إسحاق الشيرازي في "المهذب": [وإن كان في الأصناف أقارب له لا تلزمه نفقتهم فالمستحب أن يخص الأقارب؛ لما روت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «الصدقة على المسلم صدقةٌ، وهي على ذي القرابة صدقةٌ وصِلَةٌ»] اهـ.