الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا شرعت الأعياد في الإسلام؟.. اعرف الهدف الشرعي

صلاة العيد
صلاة العيد

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن لكل أمة أيام تتخذها أعيادا تظهر فيها بمظاهر الفرح والسرور والابتهاج ،وتستريح فيها من متاعبها وسعيها المنهك لقواها ؛فتستعيد بذلك نشاطها وتستأنف العمل من جديد بقوة وعزيمة.


وذكر علي جمعة، في منشور له، أنه قد شرعت الأعياد في الإسلام تلبية لحاجة الإنسان الفطرية مادية وروحية، فمقصد الإسلام الأسمى في تشريعاته وأحكامه هو ضبط العلاقة بين الروح والجسد وبين الدنيا والآخرة فقال تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) فالأعياد الدينية تحيي المشاعر وتذكر الناس بما بسطه الله عليهم من النعم الوافرة، وبما وفقهم إليه من القيام بأعباء ما كلفوا به، ولذلك كانت مشروعيتها أبلغ مظهر من مظاهر شكر الله على إنعامه.

وتابع: ويعد عيد الفطر من أعياد الإسلام التي مثلت هذا الانسجام بين الدنيا والآخرة، ولذلك استحب الاحتفاء به، والترويح عن النفس من هموم الحياة فيه، فقد جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم النبي ﷺ المدينة ولهم يومان في كل سنة يلعبون فيهما، فقال ﷺ: «قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى» (سنن النسائي).

وأشار إلى أن الحكمة من عيد الفطر هي إظهار شكر الله على ما أنعم به على المسلم من أداء فريضة الصيام على أكمل وجه، وأي عمل يبتهج به المسلم أهم من القيام بما فرضه الله عليه؟ وبذلك سما الإسلام بمعنى العيد، إذ ربط فرحته بالتوفيق في أداء الفرائض وشكر الله على القيام بها وقد سن الله تعالى في عيد الفطر صلاة العيد، وأمر أن يخرج الناس إليها وعليهم مظاهر الفرح والترفه والابتهاج حتى ترى نعمة الله عليهم.


ومن مظاهر شكر الله تعالى في هذا اليوم إخراج صدقة العيد لتغني المحتاجين عن ذلك السؤال في هذا اليوم السعيد، فقد حث النبي ﷺ على إخراج زكاة الفطر، فقال: «أغنوهم في هذا اليوم» (سنن الدار قطني) وبذلك تكون هناك غاية أخرى من عيد الفطر ألا وهي إدخال السرور والبهجة على المسلمين رجالا ونساء وأطفالا، وناهيك بما في ذلك من معان للتكافل الاجتماعي، وبذلك يصبح البر قضية اجتماعية عامة.


وفي الأعياد أيضا دعا الإسلام إلى العمل على زيادة الأواصر الاجتماعية، إذ حث على بر الوالدين وصلة الأقارب ومودة الأصدقاء وزيارتهم، فتتزين المجالس بالحب والتراحم والتواد، وتزول الأحقاد والمشاحنات والنفرة من النفوس.